عن الصراع الدولي في البحر الأحمر والسبات العربي
احمد عبده ناشر يكتب عن الصراع الدولي في البحر الأحمر والسبات العربي
تستمر الأحداث في البحر الأحمر في التصاعد، بناءً على لعبة إيرانية - إسرائيلية لتدويل هذا الممر. فالأحداث في غزة وأزمة السودان والصومال تجعل هذا الملف ثانوياً، والهدف هو حصار الدول العربية وتقييد حرية تنقل الملاحة، وجعلها تحت التدويل. إيران تسعى لتواجد عسكري واقتصادي في شرق أفريقيا واليمن، في حين تسعى إسرائيل إلى وجود عسكري يسمح لها بالرقابة على التكنولوجيا والأسلحة المشتراة من الصين وكوريا وغيرها، وضعف مصر والسودان.
إيران وإسرائيل لديهما تواجد في إريتريا، وللأسف، لا يدرك العرب حقيقة المخطط التدويل وابتعادهم عن جميع المنافذ للاستيراد والتصدير. لذا نرى صناعة بطولة للمليشيات مع تلقينهم بتصريحات رقيقة وردود فعل ضعيفة. ما يحدث في الخفاء وما يُطبخ في الظلام يظهر بوضوح. الإعلام الموجه يجعل الحوثي قوة عالمية، كما كان الحال مع الشيوعيين في الستينيات. العاقل لا يمكن أن يقبل بمزاعم بأن هؤلاء يمتلكون أجهزة استخبارات وأسلحة متقدمة تمامًا، مثل قراصنة الصومال الذين تصل قواربهم إلى موريشيوس والهند.
هناك استغلال إعلامي قوي وغزو فكري مخفي في تشتيت انتباه العرب بسبب أحداث غزة والسودان وسد النهضة. ستظهر الأيام، بعد تأخير في الإعلان وبرز حجة تأمين الملاحة والحفاظ على البيئة، أن هذا المنفذ لن يكون يمنيًا، وسيتحكم فيه دول كبرى وإسرائيل وإيران. سيكون هناك غياب للدور الإنساني والاقتصادي في إعطاء المخا وميناء الحديدة وغيرها.
إن اشتغال الشارع العربي واليمني ببطولات المليشيات تجاه غزة ليس إلا خدعة، مصممة لتحقيق مصالح تهدد استقرار وسيادة المنطقة وضعف الدول العربية. يجب تحليل مليشيات إيران من خلال كافة المواثيق واللقاءات والجلسات والمساعي العربية، ولكن ملالي إيران لديهم أجندة ومقايضات ستظهر على السطح إذا لم يستفق العرب. لذا يجب رفض أي مشاريع أو تواجدات، خاصة من إيران وإسرائيل، بشكل إيجابي أو عبر المليشيات. يجب أخذ الحيطة والحذر من المحللين الإعلاميين وتحليلهم حول قوة المليشيات وتجاهل الجهات الأخرى وصناعة أفلام الأبطال لخداع المواطن العرب. اللهم ارحم أمتنا من فتن المليشيات والشياطين وراء الكواليس.