إعلام المتاجرة بأرواح البشر
أحمد عبده ناشر يكتب عن: إعلام المتاجرة بأرواح البشر
تصر بعض أجهزة الإعلام على المتاجرة بأرواح ومعاناة الناس لتحقيق مكاسب إعلامية وغيرها بعد أن تجرد هؤلاء من المعاني الإنسانية وعدم مراقبة الله.
ففي الوقت الذي يعاني فيه الشعب اليمني من مأساة إنسانية من قتل وجرائم الألغام والجوع والمحن الطبية والمجاعة والقهر والظلم على أيدي مليشيات إيران التي اعترفت بأنها تزودهم بصواريخ، والتي تُطلق على أيدي خبراء تابعين لها ومدى وصولها إلى مأرب وغيرها، يقوم الإعلام المزور للحقائق بالإدعاء بأن الحوثي يطلق صواريخ مداها البحر الأبيض المتوسط، وذلك لتلميع وصناعة أبطال لنصرة غزة لفرض هذه المليشيات لتدمير اليمن وأهله وتهديد استقرار المنطقة.
وللأسف، تغيب العقول عند البعض ولا يسألون كيف تصل هذه الصواريخ وبهذا المدى وكيف تمر عبر دول عديدة ولا يعترضها أحد. إنها سخرية بعقول الناس. الكل يعلم أن روسيا تطلق صواريخها من جزر القرم والمناطق المجاورة لها، وأمريكا تطلق صواريخها عبر سفن قريبة. فكيف يصبح الحوثي دولة عظمى؟ ولا نستبعد أن يقول لنا هؤلاء الإعلاميون إن الدول الكبرى ستطلب من متحدث الحوثي أن يزودها بهذه التكنولوجيا المتقدمة النادرة، وأن هذه المليشيات ستكون عضوًا في الدول السبع وذات الفيتو في مجلس الأمن.
وللأسف، هناك من يتلقى ذلك بالتطبيل ويتجاهل معاناة اليمن وأهله. لذا، نناشد الحكومة الشرعية بتوضيح الصورة والحقائق وفضح هذه الأكاذيب ونشر الجوانب الإجرامية ضد الشعب اليمني والضحايا وحجم الخسائر والحرب الفكرية والثقافية وتشرد الناس. لابد من تضامن الإعلاميين واليمنيين والمؤسسات لفضح هذه الأكاذيب ونشر الصورة البشعة للأعمال الإجرامية. وعلى شباب اليمن الوطنيين فضح هذه الأكاذيب عبر شبكات التواصل.
هناك إعلام يتاجر بدماء الضحايا والجوعى والمرضى والأيتام والمعوقين لمكاسب مزيفة دون رحمة. أين كتاب اليمن وأين مسميات حقوق الإنسان وغيرهم؟ لماذا الصمت ولماذا السكوت على جرائم إيران ومليشياتها؟ وللأسف، القنوات اليمنية تصمت بدون أي تبيين للواقع باليمن وغيرها. وحتى هناك إعلام يستمتع بالضحايا والكوارث ودمار البيوت والمستشفيات. يجب على الجميع وقف المهازل الإعلامية.
لأن هناك اليوم من العرب والمسلمين من يشيدون بمليشيات إيران بأنها تدافع عن قضية غزة دون تحكيم العقل. آن الأوان لتوضيح الحقائق وفضح جرائم إيران ومليشياتها والتزوير ومعاناة اليمن وأهله، وأن هذا الصمت للقنوات اليمنية والمسؤولين عن هذا التزوير يسيء للعرب والمسلمين والإنسانية. وأن الصواريخ تُطلق على المدنيين بمأرب والبيضاء وشبوة.
يجب أن تكون هناك جهود سياسية وإعلامية لدى دول الخليج، لأن ما يجري في اليمن يهدد أمن المنطقة. ويجب على دول مجلس التعاون أن تقف صفًا واحدًا بإعادة الدولة في اليمن وألا تنخدع بألاعيب إيران، فهي لا صديق لها. يجب عدم التساهل، وهذه مسؤولية اليمنيين أن يوحدوا صفهم لشرح قضيتهم للجميع ونسيان الخلافات الجانبية لإعادة سيادة اليمن.
إنها بركان خطير، وإيران تهدد الجميع مثل الحية. لا ننخدع بالألوان، ولكن السم يخرج من فمها. وأي دولة عربية تظن أنها صديقة لإيران فهي تحلم، والأيام بيننا.
حسبنا الله ونعم الوكيل.