كانت هنا جمهورية يمنية ووطن اسمه اليمن!
كامل الخوداني يكتب: كانت هنا جمهورية يمنية ووطن اسمه اليمن!
لقد تم تمزيق اليمن وتدميرها وشرذمتها وإهانتها وتسليمها لإيران.
نحن موهنون ضعفاء، نقاتل من أجل وهم وسراب، نحن منهكون، سلعة رخيصة قدمت فلذات أكبادها برخص، من لا شيء. كانت طموحاتنا استعادة وطننا، استعادة بلدنا، العودة إلى منازلنا، الحياة بكرامة.
لا أرض،
لا وطن،
لا منازل،
لا كرامة،
حتى طائرتنا تم تسليمها للحوثي بعد تسليم أرضنا.
متعبون يا سادة،
نقاتل من أجل سراب،
الطموح العربي سراب،
الحلم العربي سراب،
الكرامة العربية سراب،
الوطن العربي سراب،
الأمة العربية سراب.
إلى مسقط سلموا ما تبقى،
ولنعيش مشردين من بلد إلى بلد.
لقد كان اختيارنا،
اختيار موت،
اختيار وهم،
لكن قضيتنا صادقة.
سلموا،
بيعوا،
تركة الرجل الميت، البلد الذي لا وارث له، لا رجال فيه.
في عيني صنعاء،
لكن صنعاء بيعت في لحظة عابرة.
في عيني إب،
لكن إب بيعت في لحظة فاجرة.
أتذكر أغنية جميلة لعبد الحليم حافظ:
"بيع قلبك، بيع ودك، شوف الشاري مين".
يبيعون كل شيء لإيران.
ماذا بعد اليمن؟
مصر؟
ربما مصر،
السودان،
الأردن.
كم دولة عربية سوف يتم تسليمها وبيعها؟ ليست اليمن آخرها.
لم يتبق لدينا شيء، كل شيء يُسلب منا، والصمت يطلق ضحكته السافرة.
نحن شعب مهان، لا قيادة،
لا رجال،
لا شموخ،
بلد مستباح.
والله إننا أصحاب قضية، وأصحاب معركة قضية عربية سفكنا من أجلها دماء أبنائنا وأهلنا. لسنا أحباشاً، ولسنا فرساً، ولسنا فينيقيين أو دنماركيين أو برتغاليين كما يروج البعض، ولسنا حتى مرتزقة ولا أجراء، ولسنا كذلك بائعين أوطان.
كيف نبيع وطناً ليس لنا إلا هو؟
كيف نبيع دياراً ليس لنا إلا هي؟
كيف نبيع أرضاً ليس لنا إلا هي؟
سوف نقاتل جيلاً بعد جيل.
ربما نتعب، ربما نُخذل، ربما نتجرع المرارة.
لكن هذا وطننا،
هذا وطننا،
وسوف نقاتل جيلاً بعد جيل.
متعبون يا سادة،
بلا وطن.