رئيسية

عن مصير السياسي اليمني محمد قحطان واستخفاف الحوثيين

عن مصير السياسي اليمني محمد قحطان واستخفاف الحوثيين بالجانب الإنساني - فتحي أبو النصر


منذ عشر سنوات، يعيش السياسي اليمني محمد قحطان في غياهب المجهول بعد اختطافه من قبل جماعة الحوثي. وعلى الرغم من مرور عقد كامل على اختفائه، لم يتوصل أي طرف إلى معلومات دقيقة حول مصيره، سواء كان حياً أم ميتاً.

وتأتي تصريحات الحوثيين المتضاربة والمستهترة لتضيف مزيدًا من الغموض، حيث صرحوا بأنهم إذا كانوا يعرفون مصيره الحيّ، فسوف يبادلونه بخمسين أسيرًا حوثيًا، وإذا كان ميتًا، فسوف يبادلونه بخمسين جثة. إنه استخفاف صارخ بمصير سياسي لا يحمل سلاحًا ولا يتورط في نزاعات مسلحة، بل يدافع عن حقوق الإنسان والحريات المدنية.

تخيلوا وجع أهله وذويه وهم يعيشون على أمل معرفة مصيره يوماً بعد يوم، عامًا بعد عام. ليس محمد قحطان المختطف الوحيد، فقد تم اختطاف آخرين وتم الإفراج عن بعضهم في صفقات تبادل، ولكن مصيره ظل معلقًا حتى الآن. يتساءل الكثيرون: كيف يعقل أن الجهة التي اختطفته لا تعرف مصيره؟ يبدو أن هذا الاستهتار جزء من تكتيكات الحوثيين التي تهدف إلى إثارة الفوضى وزعزعة استقرار المجتمع اليمني.

في ظل هذا الوضع الكارثي، أصدرت الأمم المتحدة ومجلس الأمن قرارات عديدة تطالب الحوثيين بالكشف عن مصير المختطفين والإفراج عنهم. ورغم هذه الضغوط الدولية، يظل الحوثيون يتعاملون بلامبالاة مع هذه القرارات، ويواصلون اتباع سياساتهم القمعية التي تستهين بحياة البشر وحقوقهم الأساسية.

تحتضن سلطنة عمان مفاوضات لتبادل الأسرى بين الأطراف المتنازعة في اليمن. ورغم أن هذه المفاوضات تمثل بصيص أمل، إلا أن هناك إجماعاً على أنه لا يمكن تحقيق السلام الشامل والدائم دون الكشف عن مصير السياسيين والمدنيين المختطفين وعلى رأسهم محمد قحطان. إن قضية محمد قحطان ليست مجرد قضية إنسانية، بل هي قضية وطنية تتعلق بكرامة الإنسان وحقوقه الأساسية.

لم يتخلَّ حزب التجمع اليمني للإصلاح عن محمد قحطان، بل يعتبره رمزًا وطنيًا ومناضلاً صلبًا دافع عن حقوق الإنسان والحريات المدنية بشجاعة. إن محمد قحطان ليس مجرد سياسي ينتمي إلى حزب معين، بل هو رمز لكل يمني يطالب بالحرية والكرامة والعدالة. ومن هنا، فإن حزب الإصلاح وكافة القوى الوطنية الأخرى تعمل بجدية على الضغط لإطلاق سراحه والكشف عن مصيره.

إن منطق الحوثيين الذي يحتقر إنسانية محمد قحطان وكل المختطفين لا يمت الإنسانية بصلة.

زر الذهاب إلى الأعلى