الحوثي وهو يستدعي جهنم إلى اليمن!
خالد سلمان يكتب عن الحوثي وهو يستدعي جهنم إلى اليمن!
تم ضرب الحديدة بقسوة مفرطة، تركت الحوثي يندب حظه وينعي نفسه ويعيد في دوائره الضيقة قول توأم عبد الملك، حسن نصر الله عقب دمار حرب تموز: "لو كنت أعرف لما فعلتها".
ضرب الحوثي تل أبيب بمسيرة نجحت في تجاوز الاستشعار المبكر، لكنها لم تحدث دماراً وأسقطت مدنياً إسرائيلياً واحداً، فردت تل أبيب بتدمير كل ميناء الحديدة وتعطيله لمدة لا تقل عن سنة، وأحدثت دماراً مهولاً في خزانات الوقود، ومخابئ الأسلحة، وأسقطت أكثر من تسعين يمنياً بين قتيل وجريح.
الحوثي يغامر بكل شيء، من أجل صناعة حالة من الحيرة والاضطراب العاطفي بين أوساط خصومه السياسيين، وكل الشارع الذي يرفض ضميره أن يرى قوة إسرائيلية وهي تضرب في الأرض اليمنية، بذات القدر الذي يرى هذا الشارع في الحوثي عدواً، يضع اليمن رهينة للأوامر الإيرانية، ويعرض سلامة البلاد لمخاطر، يذهب ريعها بالكامل لا لصالح اليمن ولا غزة بل للحصالة الإيرانية.
إيران تحارب بالوكلاء مع أنها تستطيع أن تخوض حربها مباشرة مع من تريد، من واشنطن وحتى تل أبيب، ولكنها لا تفعل، تجنباً لرد فعل مزلزل يخرجها عن العصر، مكتفية بمجموعة دراويش مذهبيين يمتلكون بين أيديهم خزانات دم رخيص، يهدرونه في مغامراتهم الخارجية دفاعاً عن إيران ومصالح إيران وملفات إيران العالقة.
سقطت نظرية خامنئي حول توظيف الأواني المستطرقة، أي أن ضرب جزءاً من مجموع ما يسميه المقاومة، لابد أن يصل صداه إلى جميع الأطراف والمركز، ويتنادى الجميع بفعل موحد دفاعاً عن الجهة المستهدفة، وهو ما لم تفعله إيران دفاعاً عن اليمن، الذي تعرض لقصف دام من إسرائيل، حيث اكتفت ببيان وربما بالبحث عن كيفية تهريب أسلحة الموت إلى صنعاء، لتعويض الفاقد دون الحاجة للتفكير أن هناك قتلى ليس في وارد التعويض وإعادتهم للحياة.
الجيش الإسرائيلي يؤكد عزمه على معاودة الهجوم مرة أخرى، ويبقى على الحوثي تعلُّم الدرس، ومغادرة عنترياته، والكف عن تأبيد سيطرته المحلية، والدفاع عن مصالح إيران بجلب الجحيم إلى الأراضي اليمنية، حتى القول بتدمير كل اليمن فداءً لغزة، والحقيقة دفاعاً عن حسابات قم ومصالح ملالي إيران.
ستعاود إسرائيل القصف، وسيعود السؤال الوطني للطرح بين الحياد والتأييد، ومخاطر الاستقواء بالأجنبي، ولكن في الحقيقة علينا إدانة الاثنين: إجرام إسرائيل والحوثي وهو يستدعي جهنم إلى اليمن.