هل خرج حزب الله من عنق الزجاجة؟
خالد سلمان يكتب عن خطاب حسن نصر الله وعملية الأحد: هل خرج حزب الله من عنق الزجاجة؟
انتهى الآن خطاب حسن نصر الله. تحدث كثيراً ولم يطرح معلومة واحدة مؤكدة. كرّس كل كلمته للتقليل من السردية الإسرائيلية، ومحاولة حزب الله تمرير مواجهة مؤسطرة تمجد المقاومة، دون أن يعزز هذا التمجيد بحيثية واحدة، أو نصر واحد، أو حتى جزء من نصر، حتى يحتشد الناس خلفها ويقرّون أنها خيارهم الوحيد.
أخطر ما ورد في حديث حسن نصر الله، أن عملية صباح اليوم الأحد هي عمليته الأخيرة بشأن الانتقام لفؤاد شكر، وهو اعتراف ينسجم مع ما أوردته وكالة رويترز، من تبادل الرسائل بين حزب الله وإسرائيل، لترسيم المواجهة واعتبار أن لا تصعيد خارج قواعد الاشتباك المتفق عليها بين الجانبين، وأن حزب الله قد استبق احتمالية إقرار هدنة في غزة، وأنه خرج من عنق زجاجة الحرج مع قواعده برد هزيل على اغتيال شكر، يشبه عمليات الحوثي من إطلاق صواريخ تأخذ هيئة حمامات سلام بيضاء، لا تسقط جريحاً ولا قتيلاً.
إنجازات المقاومة وكل انتصاراتها تبدأ وتنتهي في إضعاف الدول العربية، وزعزعة أمنها الداخلي، وخلق حالة احتراب بين مكوناتها الاجتماعية والسياسية، وتسعير حروب المذاهب، من العراق إلى لبنان إلى سوريا إلى اليمن. أما الإسرائيلي فهو في منأى عن تلك البطولات الوهمية، وما زال في وضع آمن يحتل بؤرة الضوء ومركز القوة.
على حزب الله أن يوقف إرهاق لبنان بمغامرات غير منتجة، عليه أن يطلق سراح قرار السلم والحرب، ويعيد للدولة اللبنانية المختطفة حقها السيادي المصادَر من جماعة دينية طائفية غير وطنية.
بجملة واحدة: خطاب نصر الله اليوم خطاب مكسور وخطاب هزيمة.