آراء

اليمن والخروج من النفق المظلم

أحمد عبده ناشر يكتب عن: اليمن والخروج من النفق المظلم

أحمد عبده ناشر يكتب عن: اليمن والخروج من النفق المظلم


يعيش اليمن اليوم أصعب مراحل حياته من تمزق وحرب وفتن ومجاعة، إضافة إلى حرب فكرية وعقائدية وأمنية من قبل مليشيات وغيرها. ولكن دعونا نتحدث بصراحة، فالتشخيص مهم للعلاج. لقد وقع اليمنيون في فخ الربيع العربي، الذي مكّن المليشيات من السيطرة وسط ذهول أضاع العقول.

للأسف، لم يدرك هؤلاء أن هذا العمل كان يتم إعداده منذ سنوات بهدوء وبتغاضٍ رسمي وحزبي وقبلي. لقد جمعت الأطراف لقاءات، منها في الكويت وصنعاء وعمان بالأردن وغيرها، ووضعت اتفاقيات لم يلتزم بها الطرف الآخر. وصمتت الأحزاب والقيادات والدول العربية، ولم تضع دراسة لما يجري، ولم تستخدم نفوذها لتنفيذ القرارات المتفق عليها، رغم انكشاف ألاعيب إيران وأطماعها بموقع اليمن الاستراتيجي. سكتت الأحزاب والقبائل عن ذلك.

كان من المفروض توحيد الجميع للدفاع عن الوطن وسيادته. لكن بعد تساقط الدولة والمحافظات، كان ينبغي تنسيق الجهود، وتقديم الوطن على الحزبية والقبلية وغيرها. انشغل الناس بالمقايل والهروب خارج البلاد، وتدهور الاقتصاد، وزادت الأمراض والجوع، وتدهورت الخدمات. كما ازداد القمع وتغيير الهوية. وصار العالم لا يدرك أن هناك خطة إعلامية ماكرة لتحقيق هدف معين، عبر استغلال غزة ولعبة الصواريخ والطائرات المسيرة الوهمية، مثلما كانت قوارب القراصنة الصوماليين من قبلها، لتلميع صورة المليشيات وإقصاء الشرعية وفرض واقع مرّ من الحرب العسكرية والمجاعة والفقر والإرهاب. تم استخدام الإعلام الإيراني عبر مواقع وقنوات لتضليل الناس وصناعة بطولة زائفة، كما كان الحال مع الشيوعيين في الستينات.

والآن، ما المخرج؟
ليس هناك سوى مخرج واحد، وهو وحدة الصف السياسي والحزبي والديني والإعلامي والإنساني، والتوحد لأجل الوطن والعمل على تحريره، كما كان الحال في سبتمبر وغيرها من المناسبات. يجب تكثيف الجهود والتوقف عن المهاترات والذاتية النرجسية. اليمن أولاً، ويجب عودة الدولة وتحرير اليمن وإجبار الأطراف على العمل تحت شعار "عودة اليمن".

يجب على دول مجلس التعاون الخليجي دعم هذا التوجه والوقوف إلى جانب الشقيقة الكبرى، المملكة العربية السعودية، لإعداد خطة تنموية وتعليمية مشتركة، لأن اليمن عمق استراتيجي لكل الدول. ويجب عدم السماح لأي جهة بفرض أجندتها لتغيير هوية اليمن وتحويلها إلى عصابات ومصالح دول مثل إيران وإسرائيل، التي تستخدم اليمن لتهديد استقرار المنطقة كلها. ونذكر العرب بما جرى من الشيوعيين في الستينات وكذلك غزو العراق للكويت، ولولا التحالف لعودة سيادة الكويت الشقيق، لكانت الكارثة أكبر، ودفع العراق والعرب الثمن الباهظ.

فلنتحد، يا أهل اليمن، ولنوحّد الموقف، يا أشقائنا، ولنرفض كل ما يضر بسيادة واستقرار اليمن والمنطقة كلها. هل من "ذي قار" و"قادسية" جديدة؟
اللهم احفظ اليمن وأشقائنا في الخليج، وأشقائنا في البحر الأحمر، وأشقائنا في السودان والصومال وكل مكان. وما يجري في غزة من مخطط لعودة غزة للمستوطنين لا سمح الله، وغيرها من الأمور، هو من إخراج مخرجين مختلفين، لكن المخرج واحد حتى لو تغيّر الممثلون.

زر الذهاب إلى الأعلى