كذب حسن نصر الله.. السعودية لم تحارب اليمن!
فتحي أبو النصر يكتب: كذب حسن نصر الله.. السعودية لم تحارب اليمن!
أما وقد تأكد اغتيال حسن نصر الله، فالسعودية لم تحارب اليمن إطلاقا. لكنه كان يغالط عندما ظهر في تسجيل فيديو يقول إن السعودية تحارب اليمن. في الحقيقة، حاربت السعودية جماعته الطائفية التي أرادت حكم اليمن بالقوة وانقلبت على كل الاتفاقات السياسية ومخرجات الحوار الوطني الشامل والدستور الذي يمنح الحكم بشكل ديمقراطي.
نعم، هكذا ظهر حسن نصر الله (كما في هذا الفيديو .. نهاية المقال) وهو يقول إن أهم خطاب ألقاه في حياته كان في ثاني يوم من "حرب السعودية على اليمن". !!!
ولقد كذب، فالسعودية لم تحارب اليمن. تدخلت بناء على طلب القيادة اليمنية الشرعية.
وفي تاريخ اليمن الحديث، يعكس الصراع القائم منذ انقلاب الحوثيين عام 2014 واحدة من أكبر الأزمات السياسية والعسكرية التي شهدتها البلاد.
فلطالما تم إساءة فهم الأدوار التي لعبتها بعض الدول الإقليمية، وعلى رأسها السعودية. هناك سرديات متضاربة حول طبيعة التدخل السعودي في اليمن، مما يستدعي توضيح الحقائق التاريخية وتصحيح المغالطات.
حاربت المملكة العربية السعودية جماعة حسن نصر الله العنصرية التي تريد فرض الولاية على الشعب اليمني وقسره على الامتثال لها، فما الحكم إلا لما يسمى "آل الطيط". حاربت ميليشيا الحوتتتتتي بطلب من القيادة الشرعية اليمنية، أي أن السعودية لم تتدخل من تلقاء نفسها أبدا.
والحال ان السعودية هي آخر قلاع العرب، وأي مساس بها يعني ببساطة شديدة سقوط آخر قلاع العرب تحت العمامة الفارسية.
عقب أحداث عام 2011، شهد اليمن تحولات سياسية كبرى. وكان ان وقعت المبادرة الخليجية التي قادتها السعودية مع قوى سياسية مختلفة في اليمن، بهدف تحقيق انتقال سلمي للسلطة. وكانت مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي شاركت فيه جميع الأطياف السياسية والاجتماعية، خطوة مهمة نحو بناء دولة ديمقراطية حديثة.
لكن جماعة الحوتتتي، المدعومة من إيران، رفضت هذه المخرجات واستغلت الانقسامات السياسية والانهيار الأمني في البلاد، وقامت بالانقلاب على الحكومة الشرعية في سبتمبر 2014، حيث سيطرت على صنعاء بقوة السلاح وفرضت هيمنتها على أجزاء واسعة من البلاد. هذا الانقلاب كان تحديا صارخا ليس فقط للسلطة الشرعية في اليمن، بل أيضا للمجتمع الدولي الذي دعم عملية الانتقال الديمقراطي.
منذ البداية، لم يكن التدخل السعودي في اليمن قرارا أحاديا أو غير مشروع، بل جاء استجابة حينها لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي لجأ إلى المملكة بعد أن بات واضحا أن الحوثيين يسعون إلى السيطرة الكاملة على البلاد وفرض نظام طائفي يعتمد على مفهوم "الولاية" الديني والسياسي المعمول به في ايران ما يعني أن الحوتي يريد أن يستمد شرعيته من خارج حدود اليمن.!؟
وهكذا واحدة من أبرز المغالطات التي يروج لها البعض هي أن السعودية تحارب اليمن. هذا الادعاء لا يتطابق مع الحقائق على الأرض.
السعودية لم تتدخل لمحاربة الشعب اليمني أو لاستهداف اليمن كدولة، بل حاربت ميليشيا الحوثي التي انقلبت على الحكومة الشرعية وتعمل على فرض نظام سياسي يستبعد الجميع، ويستند إلى الأسس الطائفية والعنصرية.
وطبعا فإن السعودية ترى في هذا الانقلاب مساسا بأمنها القومي. وبينها وبين محافظة صعدة معقل الحوثيين أقل من خمسمئة كيلو مربع.
في 26 مارس 2015، أطلقت السعودية وحلفاؤها في التحالف العربي عملية "عاصفة الحزم"، وذلك بناء على طلب الرئيس عبد ربه منصور هادي حينها واستنادا إلى القانون الدولي الذي يتيح للدول الشرعية طلب التدخل لحمايتها من الانقلابات. هدف العملية كان واضحا منذ البداية: استعادة الشرعية ووقف تمدد الحوثيين الذين تحولوا فعلياً إلى أداة إيرانية خطرة جداً لزعزعة استقرار المنطقة وأمن البحر الاحمر اليمني الذي جلب ضربا لمقدرات الشعب اليمني كميناء الحديدة من الدول الكبرى القلقة على تأثير ضرب الميلشيات الحوتتية على السفن المارة في البحر الاحمر.