آراء

هل القات نبات مخدر؟

رياض الأحمدي يكتب: هل القات نبات مخدر؟


من حين لآخر، نصادف العديد من التناولات، التي تصنف القات ضمن قوائم المخدرات، لكن هذه النظرة المغلوطة، من حيث لا يعلم مقننونها، قد تدفع إلى تجميل الوجه القبيح لآفة المخدرات التي بليت بها البشرية.

القات ليس نباتاً مخدراً إخواننا في السعودية ودول الخليج ويا كل مواطني وإعلاميي دول العالم. أنتم بهذا تروجون للمخدرات من حيث لا تدرون.. القات مادة منبهة لا تحتوي لا على مخدر ولا تخدر العقل.. بل هو مادة منبهة.. قد تكون مضرة.. لكن ليست مخدرة.

علينا كيمنيين أن نقول للعالم إن القات ليس مخدراً وأنه لا يشعرنا بأي نوع من الهلوسة.. بقدر ما يرفع درجة التركيز. ونحن نتناوله أثناء العمل وحتى الكتابة وليس مجرد مخدر يُستخدم لإخراج العقل عن وضعه.

القات ليس خيراً محضاً ولا شراً محضاً.. لكنه ليس أسوأ من التدخين. وله فوائد وأضرار.

من الخطأ الكبير أن اعتقادنا بكون القات مشكلة يدفعنا للتواطؤ مع العالم بتقديم صورة مغلوطة عن اليمن وعن المجتمع اليمني. ولو كان القات يُزرع في الولايات المتحدة أو أوروبا لكانت هذه البلدان قد حولته إلى مادة إنتاج قومي للتصدير، لكن لأنه في بلدان العالم الثالث، اليمن والقرن الإفريقي، فقد جرى استغفالنا. القات مشكلة نعم. لكن ليس عليكم تصنيفه كنبات مخدر.

لو كان القات مخدراً كما يزعمون لما رأيت مجتمعاً يمنياً متماسكاً يعيش بأصعب الظروف منذ سنوات.. ولكان اليمنيون قد أكلوا لحم بعض.

جميع شعوب العالم تحتاج إلى نوع من الكيف، حسب ما يتاح لها، حاجة فيسبولوجية مرتبطة بالبشر، من التدخين إلى الشراب إلى غير ذلك. لكن نحن نقع ضحية، إذ نتواطأ مع العالم يصفنا بالتخدير..

نحن لا نخرج عن العقل، بل نستجمع أكبر قدر من القوى العقلية في لحظة الكيف. هذا لا يجعلنا نمتدحه ونعلم أن له أضراراً اقتصادية وصحية.. وأنه مثلما أن هناك من يتناول القات ليساعده على العمل، هناك من ينفق أمواله دونما فوائد تُرجى سوى الكيف.

أما علمياً من المعروف أن القات يحتوي على مادة الكاثينون التي تصنف كمادة منبهة لا مخدرة..

إن سماح الدول بتناول القات بكميات محدودة يمكن أن يكون العلاج الحقيقي للحد من تفشي الممنوعات الخطيرة والضارة وأصناف المخدرات المتعددة.

***

مرة أخرى، القات مشكلة كأي مادة تناولها بانتظام ولها أضرار اقتصادية كما أن لها أضراراً صحية بسبب السموم والتعاطي بطريقة الإدمان. لكن ما يجب أن يعرفه العالم هو أن القات يتعاطاه اليمني وهو يقود السيارة أو يبني أو يحمل على ظهره الحجارة أو يحرث الأرض، ولا يشعره بأي نوع من الهلوسة.

إذن ما هو الفارق العلمي والعملي الدقيق بين القات والمخدرات؟

القات نبات طبيعي يحتوي على مادة الكاثينون، وهي مادة منبهة تشبه في تأثيرها الكافيين أو النيكوتين، حيث تعمل على زيادة التركيز وتحفيز النشاط الذهني. بعكس المخدرات التقليدية مثل الهيروين أو الكوكايين، لا يتسبب القات في فقدان العقل أو الهلوسة، كما أنه لا يؤدي إلى الإدمان الجسدي الحاد المعروف عن المخدرات، ولا التأثيرات المدمرة على على الجهاز العصبي، حيث الأخيرة تعمل على تعطيل الإدراك وإحداث تغييرات كبيرة في السلوك والحالة العقلية، ما يؤدي إلى فقدان الاتصال بالواقع.

 

زر الذهاب إلى الأعلى