آراء

بسبب خطأ إيران قد تغدو الطائفة العلوية في جيب إسرائيل!

مصطفى ناجي الجبزي يكتب: بسبب خطأ إيران قد تغدو الطائفة العلوية في جيب إسرائيل!


‏كنتُ أتوقع أن تمضي الأمور في سوريا على نحو عائم ودون تحولات جذرية ودون مواجهات أو ثورة مضادة أو تفجير المسألة الطائفية لمدة تصل إلى ستة أو ثمانية شهور.
‏بعدها يمكن لأنصار النظام السابق أن يعيدوا تنظيم أنفسهم، ويلملموا قواهم مستغلين ثغرات كامنة في المرحلة البرزخية هذه وانشغال القيادة الجديدة بترتيبات إقليمية ودولية، والركون إلى الهدوء الحذر مع ترسيخ سياسة اجتثاث أو السير نحو تأكيد حالة طائفية غلبوية في سوريا الجديدة.

‏عملتُ ذلك قياسًا بما حدث في العراق بعد سقوط نظام صدام ودخول الأمريكان المدن الرئيسة، واستتبَّ لهم الأمر حوالي نصف عام دون مقاومة تُذكر. ثم تفجرت أعمال تمرد ومواجهات مسلحة شرسة ومتطرفة أسهمت سياسة الأمريكان في اجتثاث البعث وتجريف الإدارة العامة في إذكائها وترسيخ طابع طائفي ومذهبي في العراق.

‏بمعنى آخر، أن العمل العفوي المسلح – المستند إلى عملية ثأرية ولكن ولنتيجة أخطاء إستراتيجية في إدارة المرحلة بالطبع ووضع العراق تحت سلطة حاكم أمريكي – أخذ وقته في النضج والظهور.

‏لكن توقعاتي خابت، ولدي تفسير جزئي لذلك، إذ إن القيادة الجديدة لم تشرع عمليًا في فعل شيء يستثير الكتلة المناوئة التي انتعشت وعاشت في ظل النظام السابق وانتمت له عضويًا وطائفيًا.
‏لكن تحرك هذه الأخيرة نبع بالأساس من تحريض خارجي، سيما بعد خطابات متعددة من أطراف عديدة في النظام الإيراني.

‏أتوقع أن تتراجع القيادة الجديدة خطوة للوراء بدافع الحذر، وتتصلب تجاه قيادات تابعة للنظام السابق، وتتعامل بتوجس طائفي حتى يستتبَّ لها الأمر.

‏ما حدث، وإن تمَّت السيطرة عليه، خلق بيئة غير مشجعة على انتقال سلس، وقد يضاعف من متاعب الطائفة العلوية في المستقبل السوري.

‏ما يزال في إتاحة عقلاء الطوائف السورية امتصاص هذه المواجهات وتيسير استتباب الأمن.
‏تبدو إيران قادرة على زعزعة المرحلة الجديدة في سوريا وضعضعة الشأن السوري، لكنها بغير قصد تدفع بالأمور لأن تكون لصالح إسرائيل التي تجيد العزف على وتر الأقليات وستختطف القضية العلوية.

‏الرد الحازم وغرق البلاد في حمام دم طائفي، وعجز إيران عن الدفاع سياسيًا عن أتباعها في سوريا قد يقود إلى الذهاب بعيدًا واللجوء إلى أقرب مستغل.

‏استفردت إسرائيل بالدروز في الأراضي المحتلة واخترقتهم وجندتهم في جيشها، وتعمل كذلك في الجانب السوري. ولن تتردد أن تفعل مع أي جماعة تشعر بأنها خسرت التاريخ.

‏بمفارقة غريبة، قد تصبح الطائفة العلوية السورية في صف إسرائيل مستقبلًا.

زر الذهاب إلى الأعلى