ما وراء استهداف الحوثيين للشيخ حميد مجلي في هذا التوقيت؟
مصطفى غليس يكتب عن ما وراء استهداف الحوثيين للشيخ حميد مجلي في هذا التوقيت؟
حملة التشويه الممنهج التي تشنها مليشيا الحوثي الإرهابية - حاليًا - ضد آل مجلي ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة استهدافات متكررة، طالت وتطال هذه الأسرة الوطنية المناضلة، وتعكس قلق الحوثيين من الإرث النضالي العريق لهذه الأسرة اليمنية العظيمة، والثابتة على نهجها النضالي ضد الظلم والطغيان.
هذه الحملة ليست الأولى، وبالطبع لن تكون الأخيرة، فقد أطلق الحوثيون عشرات الإشاعات والحملات الإعلامية المنظمة ضد آل مجلي، وكانت آخرها في مايو 2023، حيث شنت مليشيا الحوثي عبر وسائل إعلامها حملة شرسة ضد قائد محور علب، قائد اللواء 63 مشاه جبلي، اللواء البطل ياسر مجلي، مدعية أنه تم اعتقاله من قبل السلطات السعودية بتهمة التجسس، لا لشيء سوى أنه ظل ثابتًا على مبدأه الوطني مدافعًا عن قضيته كالطود الشامخ العصي على الكسر، مرابطًا في جبال صعدة، وقد كتبت يومها إيضاحًا مطولا بعنوان "التاريخ الناصع لا يمكن جرحه بنفس الكذبة مرتين'، وفيه الكثير من الحقائق التي ستكشف لكم عن انحطاط الحوثي ومليشياته.
اليوم، يعيد الحوثيون نفس الكذبة، باختلاف طفيف في تفاصيل الزمان والمكان، ويلجأون لذات الحيلة المفضوحة لإلصاقها بشقيقه الشيخ حميد مجلي، لكنهم طوروها هذه المرة من إشاعة إلى تهمة بالتجسس وسكون ضحاياها الكثير من المدنيين الأبرياء.
قبل الإجابة عن السؤال الذي حمله عنوان المقال، ينبغي الإشارة إلى أن هذه الحملات ومهما بلغت شدتها، لن تثني آل مجلي عن مواصلة دورهم الوطني المشرف حتى تحرير اليمن من الظلم والاستبداد الذي تمثله مليشيا الحوثي، وقبل الخوض في أسباب هذه الحملة دعونا نعود قليلا لاستعراض جزء يسير من تاريخ هذه الأسرة العريقة.
منذ قرون، شكلت آل مجلي مصدر خوف للأئمة السابقين وصولا إلى سلالتهم الحوثية، بسبب مواقفها الصلبة ضد الحكم السلالي الكهنوتي ورفضها المطلق لنهجهم العنصري الذي يسعى لاستعباد الشعب اليمني، وقد قدّمت أسرة آل مجلي على مدى تاريخها قوافل من الشهداء في سبيل قضايا الشعب اليمني العادلة، وسجلت بصمات خالدة في التاريخ اليمني الحديث بمواقفها البطولية ضد محاولات الهيمنة والاستبداد.
واليوم، يواصل الشيخ عثمان مجلي وإخوانه، الشيخ عمر مجلي، الشيخ ياسر مجلي، الشيخ حميد مجلي، والشيخ طه مجلي، مع بقية أفراد أسرتهم الكريمة والقائل التابعة لهم، حمل راية النضال، متمسكين بقيم الإخلاص والشجاعة التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم.
بالنظر إلى ما سبق فإن استهداف الشيخ البطل والرمز الوطني حميد حسين فايد مجلي ليس مفاجئًا؛ فهو يمثل امتدادًا لمسيرة نضالية مشرفة خطّها آل مجلي عبر الأجيال المتعاقبة في صعدة وفي مختلف أرجاء اليمن، وقد كانت هذه الأسرة الوطنية كانت دائمًا في طليعة المقاومين للظلم والطغيان، وبرزت كرمز للنضال ضد الإمامة المستبدة التي قهرت اليمنيين لعقود.
على المستوى الشخصي ولمن لا يعرف الشيخ حميد مجلي فإن لهذا الرجل قصة نضال وكفاح وتضحية وفداء ومواقف وطنية ناصعة البياض، قصة هي أشبه بملحمة تاريخية كلها شرف وكرامة واخلاص وصدق ونقاء وشهامة وإيثار وأدواره القيادية والوطنية في تحرير الكثير من مناطق اليمن من قبضة الحوثيين أكثر من أن تحصى بحسب معلوماتي، وسيأتي اليوم الذي تجد طريقها للنشر مستقلا.
بالعودة إلى الحملة الحوثية الأخيرة التي تتهم الشيخ حميد مجلي بتزعم خلية تجسس ضد الحوثيين، وبربطها في سياق بطولات ومواقف الشيخ حميد مجلي، وكذا ربطها بالتاريخ النضالي لآل مجلي سنجد أن هذه الاتهامات ليست سوى افتراء يفضح تخبط المليشيا في ظل المتغيرات الوطنية والإقليمية، كما أن هذه الادعاءات البائسة تهدف إلى تشويه الرموز الوطنية واستباق التحولات القادمة، ولها أسباب واضحة، هذه أهمها:
- توقيت هذا الاتهام يعكس خوف الحوثيين من التحركات الوطنية، وتداعيات التغيرات الإقليمية وانهيار محور إيران.
- إن إرث الأسرة الممتد منذ ثورة 1948 وما قبلها، وكذلك مواقفها النضالية ضد الإمامة والحوثيين يجعلها في غنى عن الأدوار الاستخبارية المزعومة.
- يحظى آل مجلي باحترام وتأثير آل مجلي في صعدة وخارجهم، وسمعتهم النضالية الواسعة في صعدة واليمن بشكل عام يشكلان مصدر خوف وقلق لمليشيا الحوثي.
- يسعى الحوثيون من خلال هذه التهم الكيدية والباطلة لخلق ذرائع لتنفيذ حملات اعتقال جديدة، خاصة ضد قبائل صعدة، وتبرير قمعها.
- استهداف الحوثي وغيرهم من القوى الظلامية لآل مجلي مستمر منذ عشرات السنوات، في محاولة لتقويض دورهم النضالي، وقد زادت وتيرة هذا الاستهداف من قبل الحوثيين منذ 2004 وحتى اليوم.
- التأثير القبلي الكبير للشيخ عثمان مجلي، عضو مجلس القيادة الرئاسي، وبقية أخوانه بما فيهم الشيخ حميد مجلي على قبائل اليمن، وقبائل صعدة على وجه الخصوص، يثير مخاوف وهلع الحوثيين.
أعود وأكرر أنه ورغم كل الافتراءات، سيظل آل مجلي رمزًا وطنيًا لنضال اليمنيين من أجل الحرية والكرامة، وأن هذه الحملة لن تثنيهم عن مواصلة دورهم البطولي حتى تحرير اليمن من المشروع الحوثي المدعوم إيرانيًا.
أخيرًا.. طوبى لآل مجلي، بمآثرهم القبلية ومواقفهم الإنسانية وقيمهم السامية وتوجهاتهم الجمهورية ومبادئهم الوطنية وتضحياتهم الجسيمة من أجل اليمن وشعبه وقضيته العادلة بقوافل من الشهداء، هم أهل المروءة وبيت الجود وعنوان الشهامة، الثابتون على الحق والحافظون للعهد، كابر عن كابر، ولكم أن تعيدوا قراءة تاريخهم العريق بأمسه البعيد والقريب وحتى اليوم. وستجدوا أنهم ورجالهم المخلصين آخر قلاع الجمهورية في صعدة.. طوبى لآل مجلي، لا خذلوا ولا خانوا، أما محبتهم فثابتة بالقلوب، وليمت الحاقدون بغيظهم.