كومة جثث أطفال في اليمن تكبر كل يوم!
كانت منظمة اليونسيف للطفولة في اليمن قبل تسعة أشهر تطالب ب: "التوقف عن تجنيد الأطفال اليمنيين"، أو تشغيلهم، أو تهريبهم. أما اليوم، فهي تطالب ب: "التوقف عن قتل الأطفال اليمنيين".
الأسبوع الماضي، أصدر مكتب تنسيق الشئون الانسانية التابع للأمم المتحدة تقرير "الاحتياجات الانسانية في اليمن لعام 2016". قدم التقرير إحصائية لعدد الأطفال اليمنيين الذين قتلوا خلال التسعة الأشهر الأخيرة: إنهم 500 طفل. وهم لا يشكلون كل الأطفال القتلى طبعاً، لكنهم يمثلون من تم التأكد والتحقق من حالاتهم.
حين قرأت هذا الرقم قبل أسبوع، رأيتُ في مخيلتي كومةً كبيرة من جثث الأطفال.
واليوم، رأيتُ كومة جثث الأطفال في اليمن وقد كبرت أكثر:
اليوم، قدمت الدكتورة ميرتشل ريلانيو، نائبة الممثل المقيم لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف)، لعدد من الصحفيين والاعلاميين إحصائية جديدة لعدد الأطفال اليمنيين الذين سقطوا في الحرب. قالت ريلانيو بانجليزية تطغى عليها لكنتها الأسبانية إن عدد الأطفال اليمنيين الذي قتلوا منذ اندلاع النزاع في مارس الماضي بلغ حتى الآن 747 طفل تم التحقق من حالاتهم. ثم أعادت الرقم علينا وعلى المترجم قائلة بعربية مفاجئة: "سبعة.. أربعة.. سبعة". ضحك الصحفيون والصحفيات مع موظفي اليونسيف، وأنا معهم. لكني رأيتُ كومة جثث الأطفال اليمنيين التي رأيتها قبل أسبوع، رأيتها وقد كبُرتْ بمقدار النصف.. وقد ارتفعت 247 جثة، جثة طفل.
"وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد، فالعدد مرشح للتصاعد" إذا لم تتوقف الحرب، بحسب ريلانيو التي قالت إن هذا الرقم لا يشكل سوى عدد الأطفال الذين قتلوا بضربات مباشرة أو جراء الاشتباكات، وأكدت على أن هناك أطفالاً آخرين قتلوا أو ماتوا بسبب ظروف وآثار الحرب المختلفة. وسيستمر الأطفال في السقوط قتلى وجرحى كل يوم تستمر فيه هذه الحرب القاتلة.
كل يوم تستمر فيه الحرب، يسقط المزيد من أطفالنا قتلى.
كل يوم تستمر فيه الحرب، تكبر كومة جثث الأطفال في اليمن أكثر.
توقفي أيتها الحرب!
لا نريد أن نرى كومة جثث الأطفال تكبر كل يوم.. نريد أن نرى الأطفال يكبرون.