اليمن.. مساعي السلام تصطدم بقوة السلاح
بعد 300 يوم من المعارك لا يبدو في الأفق أن الحرب باليمن ستضع أوزارها قريباغرد النص عبر تويتر، ففي حين يحاول المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد تشجيع طرفي الصراع على الجلوس في جولة مفاوضات ثالثة، تستمر حدة المعارك في البلاد.
وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي أعلن إلغاء محادثات السلام بشأن اليمن التي كانت مقررة منتصف الشهر الحالي.
ومنذ اجتياح الحوثيين العاصمة صنعاء وعدة محافظات، لم يتوقف القتال في اليمن حتى خلال مفاوضات السلام التي جرت في سويسرا برعاية أممية، ولا خلال الهدن الإنسانية المتكررة، حيث يسعى كل طرف لحسم المعركة لصالحه على الأرض.
وشهدت الأيام الماضية تصاعد العمليات العسكرية والضربات الجوية التي تشنها طائرات التحالف على مواقع مليشيا الحوثيين وصالح في العاصمة صنعاء، في وقت أكد المتحدث باسم الجيش الوطني العميد أحمد الحاج أن قواته تسيطر على 80% من مساحة البلاد بعد أن كانت في قبضة مليشيا الحوثي وحليفهم الرئيس السابقعلي عبد الله صالح.
عجلة الحرب
الخبير العسكري علي الذهب أكد أن عجلة الحرب لا تزال في دورانها وليس هناك ما يبعث على التفاؤل مطلقا، لا سيما بعد صدور فتوى المرجع الإيزيدي محمد المطاع، التي دعا فيها لقتال الرئيس عبد ربه منصور هادي ومن معه بوصفهم جماعة خلعت عن نفسها رتبة الإسلام، فضلا عن دعوته لأن تقوم "كل محافظة في اليمن بإعداد عشرة آلاف مقاتل لصد العدوان".
وقال الذهب إن "قوات الشرعية تواصل القتال لاستعادة العاصمة صنعاء والمناطق الأخرى التي يسيطر الحوثيون عليها في مختلف المحافظات".
وأضاف في مثل هذه الأيام كان الرئيس هادي محاصرا في مسكنه بصنعاء، في حين كان الحوثيون وصالح يتسابقون للاستيلاء على المعسكرات والقواعد العسكرية وأجهز الدولة، وبعد مرور 300 يوم من الحرب خسروا أغلب المحافظات ودمرت قدراتهم العسكرية وباتوا في وضع دفاعي ضعيف.
ترتيب وتفكيك
بالمقابل رأى رئيس منتدى الجزيرة العربية للدراسات نجيب غلاب أن "مجريات الحرب لا تزال متوقفة في مواضعها الإستراتيجية الأولى التي حددتها الحكومة الشرعية، ولم تفقه وتستوعب المتغيرات في الواقع، وهذا ما يعيق أي تحول جذري لتحقيق أهدافها".
وقال غلاب، إن "التحالف العربي لا يزال يدير المعركة دون أن يمارس ضغوطه لتغيير معادلات القوة بما يسهل الانتقال إلى مرحلة أخرى أكثر حسما عسكريا وسياسيا".
وأضاف أن اليمنيين يحتاجون اليوم لإعادة ترتيب مسرح العمليات العسكرية بالتوازي مع صياغة تحالفات جديدة بما يمكنهم من إنجاز سلام يستعيد الدولة وينهي النفوذ الإيراني، وهذا يقتضي تفكيك أطراف الانقلاب لإنقاذ المشروع الجمهوري ولملمة صفوف الحركة الوطنية وتجديد مشروعها.
وأكد غلاّب أن تحرير صنعاء عسكريا وفق الآليات المتبعة حتى اللحظة مكلف جدا وسيأخذ وقتا طويلا وستنتج عن ذلك مأساة، لذا فإن الشرعية والتحالف العربي بحاجة إلى إبداع في إدارة المعركة، والإبداع عادة ما يكون في قرارات سهلة جدا وغير مكلفة ولكن مفعولها حاسم.
وأردف "المسألة سهلة فهناك أطراف منخرطة في الانقلاب وترفض كل إجراءاته، كما توجد قوى أمنية وعسكرية وقبلية تتناقض مصالحها مع الحوثيين، ويمكن استمالتها والتعاون معها".