لا تزال اليمن تقبع في المرتبة 142 والأخيرة في قائمة المنتدى الاقتصادي العالمي الخاصة بفجوة النوع الاجتماعي للعام السادس على التوالي. وكلما امتد أمد الحرب، كلما خسرت المرأة اليمنية شيئاً من حقوقها البسيطة التي كانت قد اكتسبتها خلال السنوات القليلة الماضية.
يضاف إلى هذا الواقع شواهد ميدانية وتقارير دولية أخرى، حذرت وتحذر من مخاطر حقيقية قائمة على أساس التمييز بين الجنسين، بعد مرور أكثر من 11 شهراً من الحرب في البلاد، أنتجت بدورها وضعاً اقتصادياً صعباً.
شيماء الأهدل المديرة التنفيذية لمؤسسة "بيسمنت" الثقافية في العاصمة صنعاء، تعتبر أن الحرب صادرت حقوقاً حصلت عليها المرأة اليمنية بين عامي 2012 -2014، وأن الأمر بمثابة انتكاسة لكل الجهود التي بُذلت في هذا الشأن.
وتقول: " في ظل التدهور الاقتصادي الذي تشهده اليمن، كثير من العاملين فقدوا أعمالهم نساء ورجالاً، لكن عندما يفقد الرجل عمله يمكنه البحث عن عمل في البناء أو بالأجر اليومي أو يمارس التجارة، في حين أن الخيارات البديلة أمام المرأة نادرة، وأضافت "الحرب تفرض واقعاً جديداً لا يعتبر حقوق المرأة من الأولويات"، لافتة إلى أن المرأة اليمنية وظروفها وواقعها ومعاناتها اليوم بعيدة عن متناول المجتمع ووسائل الإعلام، وهذا ما يعني أن "انتهاكات واسعة تتعرض لها المرأة في ظل التغييب المتعمد من قبل وسائل الإعلام المحلية والدولية".
من جانبها، أكدت الأكاديمية في جامعة صنعاء الدكتورة أنجيلا يحيي أبو أصبع، أن الحرب أثرت سلباً على المرأة بشكل كبير. وقالت: "أصبحنا لا نخرج كثيراً، ولا نحضر المناسبات والأعراس بخلاف الرجال، وإذا تأخرنا عن الساعة الخامسة مساء يبدأ القلق عند أولياء الأمور والاتصالات"، مشيرة إلى أن أوضاع أكثر النساء اليمنيات باتت أكثر سوءاً.
وتضيف أن المرأة اليمنية تعاني مُعاناة شديدة سواء كانت عاملة أو ربة بيت، كون أغلب الخدمات الأساسية غير متوفرة، "فلا طاقة كهربائية، ولا ماء ولا غاز للطهي، مع عدم توفر الخدمات الصحية".
وتؤكد أن الحرب وظروفها الصعبة تؤثر بشكل بالغ في نفسية كثير من النساء ليصل الحال ببعضهن إلى الانفصال عن أزواجهن وتفكك الأسرة. وتتابع "رجال كثر صاروا من دون عمل، وفي المقابل لجأت كثيرات للعمل في المنازل كخادمات ليساعدن في توفير الغذاء للأسرة".
وتعتبر أن الطالبات اليمنية تضررن أكثر من الطلاب في اليمن، نتيجة الحرب والظروف الاقتصادية الصعبة، فكثيرات "لا يستطعن الخروج إلى الجامعة، ولا يملكن ثمن المواصلات ومتطلبات الجامعة والمدرسة".
وقتلت الحرب مئات النساء اليمنيات في مناطق المواجهات المسلحة منذ شهر مارس/آذار 2015. ففي تعز وحدها (وسط)، كشفت شبكة الراصدين المحليين، بأن 774 امرأة سقطت بين قتيلة وجريحة في المحافظة. أما في عدن (جنوب) فقد أعلن ائتلاف أصوات نساء عدن، أن الحرب، التي شنتها جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح تسببت بمقتل 169 امرأة.
وفي الريف، تُلزم المرأة بشكل عام بممارسة أعمال شاقة لخدمة أسرتها، حتى التي تضم ذكوراً بالغين. ويتحمّل بعضهن مسؤولية تأمين الاحتياجات الأساسية للأسرة مثل جمع الحطب وتوفير المياه وتدبير الغذاء وغير ذلك، سواء في مناطق النزوح أو الإقامة، خاصة عندما تكون المرأة أرملة ولديها عدد من الأطفال الذين تعيلهم.