إسرائيل وحروب الشرق الأوسط
تتحرك إسرائيل اليوم بقوة وبشكل مرتب لتغيير خارطة المنطقة ويقوم نتنياهو بزيارات مكوكية لموسكو وحليفه بوتن وتقوم الجهات الأمنية والسياسية بالتواصل والعمل بشكل مستمر وتبادل المعلومات واستطاع هؤلاء أن ينسقوا لعمل روسي أمريكي يخدم مصلحة استقرار وسيادة إسرائيل في المنطقة وفرض الحل الذي تريده إسرائيل.
وفعلا استطاعت إسرائيل إبعاد العرب عما يجري في الأراضي المحتلة والقدس والجولان، وهناك أجندة إسرائيلية في مناطق مختلفة، حتى القرار 242 لن يكون له أي قيمة في أي مناقشات وحوار. ولذا فإن مندوبي الأمم المتحدة هم لذر الرماد في العيون، فما يقوم به الأسد وروسيا في سوريا من أكبر جريمة إنسانية ودمار أشد مما قام به هولاكو وجنكير خان وإشعال العراق بالنيران والصراع وخطة بادين وكذلك دور الحوثيين باليمن، وكذلك داعش الإيرانية والجماعات الإرهابية كل هذا لتكفيك الجامعة العربية وكذلك لصراعات طائفية وعرقية والناس لا تدرك هذا التحالف.
اليوم نحن أمام حرب عالمية ضد العرب والمسلمين في الشرق الأوسط وتقوم على مشروع التقسيم والصراعات والحروب المناطقية والطائفية والعرقية بما يجعل هه الحروب تدوم لسنوات طويلة وكذلك نشر الإرهاب وتعدد الصراعات بحيث لا تكون بين جهتين بل جهات يصعب احتوائها والتمهيد لدمار وضرب الموارد الاقتصادية وجعل قوة المنطقة تحت الهيمنة الغربية ومنعها من بناء مستقبلها ونموها.
إنها حرب واضحة لم تعد خفية تعدو جل الغرب وإسرائيل في إيران أكبر حليف يحقق هذه الأهداف، والمطلوب هو ابعاد هؤلاء عن التنمية والتطوير وضرب مشاريع النمو واستنزاف الطاقات والأموال ويصعب بعدها الإعمار في دول فاشلة مما سيكلف مبالغ كبيرة، فسوريا والعراق وليبيا واليمن بما يكلف مليارات الدولارات لقد آن الأوان للعرب أن يستيقظوا مما يدار لهم ولا يعتقدوا أن المليشيات في العراق وبشار في سوريا وعلي صالح والحوثي باليمن هم سوبرمان أو أن داعش واخواتها والمسميات المختلفة تمثل شيء من المعجزات والقوة الخارقة لا ألف لا ولكنها حرب تشمل مسميات مختلفة استطاعت أن تستغل ضعف وجهل وفقر ولابد من التشخيص والعالم اليوم لا يحترم الضعفاء.
وإذا اتفق العرب بجهود لرأب صدع العلاقات وكذلك الدول الإسلامية فإن ذلك سيساعد على حل المشاكل ويجب عدم الاعتماد على الأمم المتحدة لأنها تمثل مصالح الدول الكبرى التي لها أجندات في المنطقة ويستحيل أن تقوم هذه الدول بعمل يضر بمصالحها ويتعارض مع أجندة ومصالح حليفتها إسرائيل التي قدمت إيران كحليف لها وللغرب ومؤسساته لا يهمه دمار المساجد ولا المنازل والطرق وتكون المياه والجوع والتشرد فيها هو يمنع اللاجئين لأنه يريد لهم الإبادة لأن العرب نسوا مليون ونسوا حرب الجزائر وحرب المغرب ودنشواي مصر ونسوا الحرب الثلاثية في 56 بمصر ونسوا الإبادة الجماعية في عدد من الدول ونسوا وعد بلفور ونسوا الكثير لأنهم لا يقرأوا التاريخ وهناك ساسة لا يهمهم إلا مصالحهم وأهوائهم للأسف ولا يقدرون ما يجري حولهم والثمن سيدفعه الجميع، المؤلم أن حرب الإبادة التي تجري في حلب ومضايا وتعز والأنبار والفلوجة لم تصل إلى قلوب القيادات والعرب ولم تسمع آذانهم قول وبكاء الناس ليس لنا أحد بعدك يا الله.
شيء مؤلم أن نرى دولا عربية تتسابق إلى موسكو التي حددت موقفها مع إسرائيل وأصبح كيرى ولابروف يضحكون استمتاعا وتلذذا بصرخات ودماء وخراب بيوت المسلمين وأماكنهم، فهذا لا يعنيهم. كنت أتوقع أن تتحرك الدول الإسلامية والعربية وديبلوماسيتها للضغط على موسكو بقطع العلاقات السياسية والاقتصادية ودعم آسيا الوسطى، فإن ذلك سوف يجعل بوتين يفكر مليا لم يعد اليوم في عصر الغاب لغة الحديث عن الإنسانية وانما القوة والمكانة. ولا أقصد الحرب ولكن اليوم هناك طرق أخرى كالعلاقات والضغوط الاقتصادية.
لابد من مصالحه ولابد من الانفتاح على إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، هذا هو الحل للدول العربية لا تقل والأمل بمجلس التعاون في أن يوحد كلمته ويساند مساعي وجهود المملكة العربية السعودية في التحالف الإسلامي ويسعى لإشراك دول أخرى في عاصفة الحزم وإيجاد حل لدعم المقاومة السورية وعقدت صفقات تحالف عسكري مع تركيا لأنها حليف معهم في سوريا والعراق، وعلى العرب والمسلمين أن يعرفوا صفقات إسرائيل مع الدول الكبرى وعلاقتها بإيران واستغلال فترة الانتخابات الأمريكية لدفع هؤلاء المرشحين الطامعين بأصوات اليهود للتعاون مع موسكو لإبادة سوريا وإنهاء القضية الفلسطينية حسب مصالح إسرائيل.
ألا نرى أن إسرائيل لم تعد اليوم عدوا في نظر البعض. ألم نرى تغيرات القدس وتهميش السلطة وضعف المقاومة وخفت أصوات شعب فلسطين إذا لا ننظر إلى جهود المصالحة والنزول إلى جذور القضايا ومناقشة واقعنا الاجتماعي والاقتصادي وحماية شبابنا والنظر إلى غزونا إعلاميا وشبكات تواصل والمخدرات والجماعات الإرهابية والمهاجرين سياسيا والمهاجرين اقتصاديا وحمايتهم وعدم تركهم ضحايا لعصابات الإجرام، نحن لسنا بحادة إلى تهيج المظاهرات والشعارات والصراخ، فهذا لا يجدي نحن بحاجة إلى إعادة النظر في منهج تفكيرنا لمجابهة دراسة أمراضنا وأسباب ضعفنا وكيفية تعاملنا مع الأحداث ودراسة أهداف أعدائنا وأن نقرأ ونتابع تحركات إسرائيل في موسكو وغيرها والصفقات والوفود المستمرة وأن نعرف أن إسرائيل من يحرك هذه اللعبة وأن اليهود الإيرانيين في الغرب وإسرائيل يمارسون لعبتهم وهم من يحرك المل إلى لتحقيق هذه الأهداف وأن مل إلى إيران لا يهمهم الدين ولا المقدسات وإنما العنصرية والاستعلاء وعقدة الإمبراطورية والتاريخ، هذه مشكلتنا الحقيقية مع إيران التي تتلاعب بشعارات مزيفة ولعبة خلافها مع إسرائيل وهي أكبر كذلك وافتراء انخدع به الكثير.