تقارير ووثائق

رمضان اليمن... تبادل اتهامات ورسائل

استقبل السياسيون اليمنيون بدء شهر رمضان بتبادل إلقاء المسؤولية على ما آلت إليه أوضاع البلاد، والإشادة ب"التضحيات" والحثّ على "الجهاد"، بينما اختار رئيس الوزراء اليمني، أحمد عبيد بن دغر، أن يزور مدينة عدن، جنوب اليمن، آتياً من السعودية برفقة عدد من وزراء حكومته، في خطوة هي الأولى منذ تعيينه في منصبه في إبريل/نيسان الماضي. وأوضح بن دغر، في تصريحات صحافية أدلى بها لدى وصوله إلى عدن، أمس الإثنين، أنه جاء لتفقد أحوال المدينة وبحث حل المشاكل التي تواجهها، ولا سيما الانقطاعات المتكررة للكهرباء، في ظل ارتفاع درجة الحرارة. وتعد زيارة بن دغر إلى عدن الأولى من نوعها منذ تعيينه خلفاً لرئيس الوزراء السابق، خالد محفوظ بحاح. وكان بن دغر يقيم في العاصمة السعودية الرياض.

 

وجاء هذا التطور بعد ساعات من اشتباكات شهدها محيط مطار عدن الدولي بين قوات الأمن ومسلحين، قالت مصادر محلية إنهم حاولوا اقتحام المطار، ونتج عن الاشتباكات سقوط قتيل.

 

وأوضح بيان منسوب للشرطة في عدن، أنها نفذت حملة مداهمات في أحياء خور مكسر حيث يقع المطار، وسط تحليق مقاتلات من التحالف، وذلك لملاحقة مسلحين وصفتهم ب"الخارجين على النظام والقانون"، واتهمتهم بالعمل على زعزعة الأمن والاستقرار. أما في تعز فلم يتوقف تصعيد المليشيات إذ قتل 6 مدنيين على الأقل، بينهم نساء وأطفال، وجُرح 11، في قصف لأحياء مدينة تعز، من قبل مليشيات الحوثي والقوّات المتحالفة معها".

 
في موازاة ذلك، تتوجه الآمال نحو مشاورات الكويت على أمل الوصول إلى حل خلال هذا الشهر، وخصوصاً بعدما أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن المشاورات سوف تتابع خلال شهر رمضان. وفي السياق، أنهى المتحدث الرسمي لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) ورئيس وفدها المفاوض في المشاورات، محمد عبدالسلام، زيارته التي استمرت لأيام إلى السعودية، أجرى خلالها لقاءات غير معلنة مع مسؤولين سعوديين، بحسب مصادر مقربة من الحوثيين.

 

 

في غضون ذلك انعكست الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، على الخطابات السياسية والمواقف التي أطلقت بالتزامن مع بدء شهر رمضان. واعتبر الرئيس، عبدربه منصور هادي، يوم الأحد، أن "رمضان للمرة الثانية يحل علينا واليمنيون يعيشون غربتهم داخل البلاد وخارجها". وقال هادي إن السبب في ذلك يعود إلى "الانقلاب الإجرامي الذي حل على بلادنا والذي تسبب في تدمير مقدراتها وتعطل وظائفها، وبسببه تضررت مصالح المواطنين وانقطعت بهم السبل دون أدنى شعور لدى الانقلابيين بالمسؤولية". كما اعتبر هادي، في خطابه بمناسبة دخول شهر رمضان، أنه "لولا الانقلاب وإسقاط مؤسسات الدولة لكان الشعب اليمني ينعم بالأمن والاستقرار ولكنا تجاوزنا كل العوائق".

 
ومع إقرار الرئيس اليمني بصعوبة الأوضاع التي يعيشها الشعب في هذه المرحلة، إلا أنه استغل المناسبة للتعبئة العسكرية، وقال إن رمضان "شهر الرباط والصبر والانتصار"، مشيداً ب"البطولات و"التضحيات" التي قدمها ويجترحها اليمنيون في مختلف المحافظات في مواجهة ما وصفه "الجنون والخراب البربري الهمجي والحقد الدفين الذي تمارسه عصابات المشروع السلالي الطائفي والمسكونين بالثارات الشخصية والمصالح العائلية الخاصة"، على حد قوله.

 
في المقابل، اعتبر محمد علي الحوثي، رئيس "اللجنة الثورية العليا"، التي تمثل سلطة الأمر الواقع العليا التابعة لجماعة أنصار الله، أن رمضان يأتي هذا العام والبلاد تعيش ما وصفه ب"محنة العدوان من قبل النظام السعودي".

 
وأشاد الحوثي بصمود "الشعب" في وجه ما اعتبره "أشكال وصنوف القهر". وأكد الحوثي "أهمية تمثل الروح التي يحملها شهر رمضان في استمرار مسيرة الجهاد"، وفقاً لما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" بنسختها التي يسيطر عليها الحوثيون.

 
من جهته، خصص الرئيس السابق علي عبدالله صالح الجزء الأغلب من خطابه بمناسبة رمضان، بتوجيه الخطاب إلى أعضاء حزبه والإشادة بأدوارهم المختلفة، بعدما اعتبر أن البلاد تواجه "عدواناً"، ممن قال إنها "دولة شقيقة مجاورة". وهاجم صالح من "يراهنون" على شق الصف بين حزبه المؤتمر الشعبي وبين جماعة أنصارالله (الحوثيين).

 
وفي سياق الاستقبال السياسي والتوظيف التعبوي لرمضان، اعتبر رئيس الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان الملسمين)، محمد عبدالله اليدومي، أن "رمضان شهر الجهاد". وقال اليدومي إن "التذكير بالجهاد في هذا الشهر المبارك، تذكيرٌ بماضٍ مشرق، نحن أحوج ما نكون إلى الاسترشاد به، لنخرج من أزمة طال أمدها، وبعد زمنها"، مستدركاً أن "التذكير بالماضي ينبغي أن يساق للعبرة، وللإفادة منه في صنع حاضرنا"

زر الذهاب إلى الأعلى