آراء

الحروب الإيرانية دروس وعبر

يجب أن ندرس وأن نحلل ما يجري في بلداننا من حروب تشنها إيران بالوكالة عن حلفائها وأطماعها.وللأسف إن العرب يشكون ويتصرفون بغض شديد للصدمات التي واجهتهم ودور الغرب والمنظمات الدولية والأيادي الخفية.

 
إن ما يجري ليس وليد اليوم ولكنه رسم له من سنوات طويلة ابتدأت من قيام ثورة الخميني وجر العراق والعرب لتلك الحرب الاستنزافية ثم حرب الخليج الثانية ودخول صدام الكويت وتمزق الصف العربي كمرحلة أولى كبيرة. وكانت تلك الفترة هي مرحلة الطبخ على هدوء في نفوذ إيران بعد الجرح الذي سببه صدام حسين ودمر بلده والعرب ثم تم تسليم إيران العراق وسط صمت عربي وضعف القيادات السنية وحل الجيش وإثارة الطائفية، وكان العراق كنز كبير لتحركات وتمويل إيران في المنطقة وغيره واستمر الوضع يتدهور. وتم صناعة الجماعات الإرهابية وتشجيع تحركها لتكتمل اللعبة. واستطاعت إيران اللعب بهذه الورقة من خلال دورها في أفغانستان. وهكذا فإن الإرهاب هو السلاح الذي شتت جهود العرب وظن العرب أن الحرب على الإرهاب هو ما سيجعل الغرب يتحالف معهم ويحفظ استقرار المنطقة، والسبب أن العرب لم يقيموا الموقف جيداً فكان الواجب أن يعرفوا جذور هذه الجماعات وأسباب نشؤها ومن يدعمها ويمول ويسهل تحركاتها ولصالح من. كانت مطابخ إيران وإسرائيل تعمل سراً بهدوء لكل هذا من خلال اليهود الإيرانيين واللوبي الصهيوني الإيراني في الغرب الذي يملك مراكز دراسات ضخمة. استطاعت إيران أن يكون لها دور دولي كبير في الغرب من خلال هؤلاء الإيرانيون وراهن العرب على الجواد الخاسر لهم وهو المعارضة الإيرانية التي وراءها الملالي في القضايا الاستراتيجية رغم الخلاف في القضايا الداخلية إضافة إلى دور إسرائيل في تحريك هذا الملف لإشغال العرب ونقط ضعفهم. لم يفكر العرب الأقليات بإيران ولا بنقط الضعف الحقيقية وليس ما يدور في الإعلام المسرب خدعة للعرب وتم تغيير العراق وإضعاف السنة وتقسيم العراق عملياً. ثم كانت ثورات الربيع العربي واستطاعت إيران أن تنفذ لليمن التي أعدت لها سنوات وكان المخلصون ينصحوا كثيراً من هذا التحرك. كانت الجماعات الموالية لإيران تشترك البيوت وتخزن الأسلحة وتتسلل إلى الأحزاب والدولة باليمن وتشتري الذمم بالأموال العراقية وتمت الكارثة الكبرى بدخول الحوثيين للمعارضة مستغلين شعارات غوغائية من معارضي النظام الذي كان يتعاون مع الحوثيين سراً عن طريق الحرس الجمهوري الذي أصبح ورقة إيران باليمن. وانتقم الرئيس السابق بورقة الحوثيين متجاهلاً الكارثة التي سيقود إليها بلده ومن خلال أقرب الذين قادوه إلى هذا الجريمة البشعة لأن هؤلاء كانوا ورقة إيران التي جندت لهم ورقة الجماعات الإرهابية وكذلك جماعات الحراك الجنوبي لجر المنطقة لحرب استنزافية.

 
لا نريد أن ندخل في التفاصيل لما جرى ولكن دول المنطقة لم تقيم الأحداث وجذورها وهي أن اليمن بلد فيه جهل وفقر. وأن التعليم والتنمية كانا أهم الأشياء. إيران فتحت أبواب جامعاتها والدورات واستغلت فقر الناس واستقطبت العديد إلى بيروت والعراق وإيران وكانت سويا وبيرون منطقة التحرك والانطلاق. وليس اليمن فقط بل عدد من دول المغرب العربي وأفريقيا وآسيا بمباركة وتسهيلات إسرائيلية وغربية من تحت الطاولة. الهدف منها تشتيت الأمة ونسيان قضية فلسطين ورسم المنطقة من جديد. يتم تقسيم العراق حسب خطة إيران بعد نجاح تجربة السودان . وما تصريح البرزاني وغيره وما تحركات الحراك اليمني في ظل العدوان وما دعوات روسيا وتدخلها بسوريا وما يجري بليبيا وصناعة داعش إلا حقيقة ما يجري وما تحركات سينا فيما سمي بأنصار بيت المقدس وغيرها ونشر جماعات إرهابية في مصر وإشغال مصر والصراعات والعنف وسياسة القمع التي تم استخدامها هناك والتقارب مع إسرائيل وحصار الفلسطينيين إلا البداية لما أكبر. انفصالات والتقسيم هي الكارثة الكبرى ويجب الربط بين ما يجري في كردستان وسوريا والعراق وليبيا وجنوب اليمن إلا كذلك.

 
العالم الإسلامي اليوم لا تعليم فيه ولا تنمية وكلها كانت تعد لغيرنا أقفلنا الجامعات وأوقفنا المؤسسات التوجيهية وتركنا حلفاءنا في آسيا وأفريقيا لقمة سائقة لإيران وإسرائيل. آن الأوان أن ندرس هذه المشكلة ونتداركها ولابد من دور للخبراء والمتخصصين في هذا الشأن وهي قضايا أربع عاجلة جداً. مشاكل الشباب ودراسة أوضاعهم وأسباب ما وصلوا إليها ومشاكل التعليم في بلداننا والعالم الإسلامي ومشاكل التنمية وإعادة النظر في سياساتنا السابقة ودراسة حقائق الجماعات الإرهابية ومن يقف ورائها، ودراسة إيران ونقاط ضعفها. هناك خطوات إيجابية ولكن لابد من تضافر الجهود لنجاحها ودعمها.

زر الذهاب إلى الأعلى