أعلنت منظمة أطباء بلاحدود، اليوم الجمعة، مقتل 21 شخصا من بينهم أحد أفراد المنظمة جراء اشتباكات عنيفة شهدتها مدينة تعز جنوب غربي اليمن.
وقالت المنظمة في بيان نقلته وكالة أنباء شينخوا، "في اليوم الأول من وقف إطلاق النار، استقبلت المنشآت المدارة والمدعومة من قبل أطباء بلا حدود على جبهتي النزاع في تعز حوالي 100 جريح حرب بعد الاشتباكات العنيفة".
وأضاف البيان "توفي 21 شخصا من بين هؤلاء المصابين عند وصولهم المستشفى".
ووفقا للبيان، فقد "قتل أحد أفراد المنظمة خارج مناوبته اليومية والذي يعمل كحارس في مركز الحوبان شرق المدينة للحالات الطارئة إثر انفجار في السوق المحلي".
ومساء الخميس، قال سكان محليون ومسعفون، إن قصفا طال سوق "سوفتيل" الشعبي في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة تعز مخلفا 15 قتيلا من المدنيين على الأقل وأكثر من 20 جريحا آخرين، البعض منهم في حالة حرجة.
ولم تتضح على الفور الجهة المسؤولة عن القصف، ولكن السوق التى تعرضت للقصف تقع تحت سيطرة جماعة الحوثي.
وتبادلت القوات الموالية للحكومة ومسلحو جماعة الحوثي المدعومين بقوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، الاتهامات بشأن المسؤولية عن قصف السوق.
وتشهد مدينة تعز معارك مستمرة بين الجانبين منذ إبريل 2015, سقط خلالها الآلاف بين قتيل وجريح فضلا عن الدمار الهائل الذي لحق بالمدينة.
ودعت منظمة أطباء بلا حدود مجددا، جميع أطراف النزاع إلى احترام مبادئ القانون الانساني بحماية المدنيين والمنشآت الطبية.
والثلاثاء، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري "أن جماعة الحوثي والتحالف العربي اتفقا على وقف الأعمال القتالية على أساس أن يدخل الخميس حيز التنفيذ".
ونقلت وسائل إعلام عن كيري قوله في ختام زيارة إلى الإمارات ان "جميع أطراف الصراع اتفقت أيضا على العمل من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية قبل نهاية العام الجاري".
لكن الحكومة اليمنية رفضت هذا الإعلان معتبرة أنه "لا يعنيها".
وقال وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي "إن ما صرح به الوزير كيري لا تعلم عنه الحكومة اليمنية ولا يعنيها"، مشيرا إلى أن تصريح كيري يمثل "رغبة في إفشال مساعي السلام بمحاولة الوصول لاتفاق مع الحوثيين بعيدا عن الحكومة".
وقالت الحكومة اليمنية الخميس إن الخارجية الأمريكية قدمت اعتذارا للرئيس عبدربه منصور هادي بشأن تصريحات أطلقها كيري بخصوص اتفاق أحادي في اليمن.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" التي تديرها الحكومة، أن هادي استقبل أمس نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي تيم ليندر كينغ وسفير الولايات المتحدة لدى اليمن السفير ماثيو تولر، اللذين حملا للرئيس هادي عدة رسائل من كيري "تحمل الاعتذار عما حصل وفسر في وسائل الإعلام التي أخرجت الأمر عن سياقه"، دون ذكر سبب الاعتذار مباشرة.
ويشهد اليمن نزاعا دمويا بين قوات موالية للحكومة والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مسنودة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة، ومسلحي جماعة الحوثي وحلفائهم من جهة أخرى، منذ مارس من العام 2015.
ولم تفلح ثلاث جولات للسلام بين الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة في وضع حد للنزاع والتوصل إلى حل سلمي.