حكومة هادي تواجه اختبار الأمن بعدن
لا ينفي نجاح السلطة الشرعية في اليمن ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته في العودة إلى عدن، الضبابية بشأن فرص نجاحها في التعامل مع سلسلة من التحديات الملحة، في ظل ملفات ثقيلة تنتظرها تفوق تلك المتعلقة بتطهير بقية المدن والمحافظات من قبضة مليشيات الحوثي وصالح.
ويواجه هادي وحكومته تحديات صعبة، أبرزها فرض الأمن في هذه المدينة الذي تشهد أوضاعا أمنية بحاجة إلى إحكام للحد من انتشار السلاح وظاهرة المليشيات، فضلا عن تحديات أخرى لا تنتهي عند تطبيع الأوضاع المعيشية والحياتية وإعادة الإعمار.
وبينما يراهن مسؤولون على عوامل دعم متعددة خارجية وداخلية للسلطة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي لتجاوز هذه التحديات، يرى سياسيون ومراقبون أن أمر النجاح والفشل مرهون بمدى الجدية في التعاطي مع تلك الملفات.
ولا يخفي السكرتير الصحفي بمكتب رئاسة الجمهورية اليمنية مختار الرحبي وجود ملفات صعبة وتحديات كبيرة تنتظر الحكومة في عدن، لكنه يعتقد في حديث للجزيرة نت أن بإمكان الحكومة تجاوزها والتغلب عليها.
عودة السفارات
ورأى أن وجود الرئيس هادي بشكل دائم في عدن، وقرب عودة السفارات والقنصليات لاستئناف أعمالها بالمدينة، فضلا عن دعم التحالف الكبير للشرعية، عوامل مساعدة تمهّد الطريق لتجاوز هذه التحديات وتعزّز فرص نجاح الحكومة.
وأضاف أن "الحكومة عازمة على حل هذه المشاكل وتعزيز وجودها في كافة المناطق المحررة، كما أن هناك نحو أربعة الآلف من شباب المقاومة يتم تدريبهم حاليا من قبل التحالف في إحدى الدول ليكونوا نواة القوات الأمنية التي ستحفظ الأمن والاستقرار".
أما الكاتب والمحلل السياسي في لحج غالب السميعي فإنه يرى أن نجاح حكومة هادي مرهون بمدى قدرتها على البدء بوضع الحلول العاجلة لملفات هامة لا تحتمل التأجيل أو التراخي كالملف الأمني والاقتصادي.
وقال السميعي للجزيرة نت إن عدم القيام بمعالجة الملف الأمني يعني إعطاء أعداء الشرعية المفترضين مزيدا من الوقت للعبث بأمن عدن الهش, وبالتالي التمادي في إحداث فوضى عارمة لخلط الأوراق المختلفة بهدف إظهار الشرعية بموقف العاجزة عن توفير الاستقرار بالمناطق المحررة.
وشدد الكاتب على ضرورة الإسراع في تحرير محافظة تعز كخلفية هامة لحماية أمن واستقرار مدن الجنوب وخاصة العاصمة المؤقتة عدن، لتسهيل عملية تفعيل مؤسسات الدولة وفرض الأمن باعتباره بوابة الانطلاق نحو تطبيع الأوضاع في هذه المدينة.
تراخي الحكومة
وأضاف السميعي أن أي تراخ من قبل حكومة هادي في التعامل مع الملف الأمني يعني الفشل، وبالتالي عدم إعطاء رسالة صادقة للمواطن بجدية الحكومة والوثوق بقدرتها على تثبيت دعائم الشرعية في المحافظات المحررة وتثبيتها في اليمن كله.
لكن رئيس مركز مسارات للإستراتيجيات والإعلام بعدن باسم فضل الشعبي يذهب إلى أن التحجج بالجانب الأمني أمر غير مبرر، وقال في حديث للجزيرة نت إن عدن أصبحت مهيأة لاستعادة مؤسسات الدولة.
وذكر الشعيبي أن الانفلات الأمني الحاصل متعمد ومقصود من قبل بعض القوى التي لها مصلحة في إطالة أمد الأوضاع غير المستقرة كي تستثمر في ظل هذا الجو المنفلت مكاسب غير مشروعة.
وأشار إلى أن هناك فرصا كبيرة أمام الرئيس هادي وحكومته للتغلب على التحديات الماثلة أمام تطبيع الحياة في مدينة عدن، أهمها موقف دول التحالف الداعم بشكل كبير للرئيس ولحكومته ولعدن كعاصمة مؤقتة لليمن.
وتابع أن هناك فرصا أخرى كثيرة تتمثل في أن انتصار المقاومة في عدن ودعم التحالف وتحسن الخدمات أوجدت حاضنة اجتماعية وسياسية للرئيس وحكومته في عدن لم تكن متوفرة سابقا حينما كان الشارع يغلي في الجنوب.