عربي ودولي

قمة المناخ تدعو لأوسع التزام بخفض الانبعاثات

دعت الأمم المتحدة وفرنسا التي تستضيف أكبر قمة للمناخ إلى التوصل لأوسع التزام دولي لخفض الانبعاثات الغازية، وسط تحذيرات من تغيرات مناخية قد تغير وجه العالم.

ففي كلمته الافتتاحية للقمة -التي تشارك فيها نحو مئتي دولة- ركز الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على أن مكافحة الإرهاب والاحتباس الحراري هما تحديان عالميان يجب معالجتهما، "لأنه لا يجب أن نترك لأولادنا عالما خاليا من الإرهاب فقط، بل (خاليا) أيضا من الكوارث الطبيعية".
وشدد هولاند على ضرورة أن تخلص القمة إلى اتفاق ملزم تتحمل فيه الدول الأكثر انبعاثا للغازات السامة مسؤوليتها التاريخية, وأن يتم تقديم دعم مالي للدول الفقيرة لمواجهة مخاطر وتداعيات الاحتباس الحراري.

من جانبه دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للإنصات لأصوات الشعوب التي تنزل إلى الشوارع للمطالبة بمواجهة التغيرات المناخية، وطالب باتفاق يضمن الحد من الانبعاثات الغازية مع مرونة إضافية للدول النامية.
واعتبر أن التعهدات التي تقدمت بها أكثر من 180 دولة لخفض الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري هي بداية طيبة، لكنها ليست كافية لتحقيق السقف المطلوب في الزيادة وهو درجتان مئويتان مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.
وأضاف المسؤول الأممي "يجب أن تكون قمة باريس نقطة تحول"، داعيا إلى التحرك "أسرع وإلى مدى أطول" لتحقيق الهدف المطلوب.
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فأكد أن موسكو تمكنت من خفض الانبعاثات السامة بمعدل 70% مقارنة بالعام 1990، بفضل الصناعات المتطورة والتكنولوجيا الحديثة، وفق تعبيره.
وحذر بوتين من مخاطر الاحتباس الحراري وانعكاساته على دول العالم، داعيا في الوقت نفسه إلى التوصل إلى اتفاق عالمي وملزم.
وقال مراسل الجزيرة محمد البقالي إن ثمة إجماعا في أوساط المتحدثين في الكلمات الافتتاحية على الترهيب والتخويف من مستقبل بائس لكوكب الأرض إذا لم يتحرك زعماء العالم، وعلى ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم وشامل وكوني.
وتعلّقُ على قمة باريس آمال بالتوصل إلى اتفاق تاريخي كان منتظرا منذ قمة سابقة بكوبنهاغن قبل ستة أعوام.
ويقول معظم العلماء إن الإخفاق في الاتفاق على إجراءات فعالة في باريس سيجعل العالم يشهد ارتفاعا غير مسبوق في متوسط درجات الحرارة, مع تغيرات مناخية ستؤدي إلى ظواهر أكثر حدة.

مشاركة واسعة

ويشارك في القمة -التي تستمر أعمالها أسبوعين- عشرة آلاف مندوب ومراقب وصحفي لتكون أكبر مؤتمر للأمم المتحدة بشأن المناخ، إضافة إلى أكبر عدد من قادة الدول خارج الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ولدى وصولهم إلى باريس، حرص العديد من قادة الدول -بينهم الرئيس الأميركي باراك أوباما- على التوجه إلى مسرح باتكلان الذي شهد سقوط معظم ضحايا هجمات باريس، وأبدوا تضامنهم مع فرنسا عبر وضع باقات من الزهور.
وشهدت باريس إجراءات أمنية مشددة من أجل القمة، وذلك عقب الهجمات التي شهدتها العاصمة الفرنسية يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري وأوقعت نحو 130 قتيلا وأكثر من 350 جريحا، إذ خصصت وزارة الداخلية ثمانية آلاف شرطي وعنصر أمن من أجل حماية الحدود، فضلا عن نشر 2800 عنصر أمن في منطقة بورجيه حيث انعقاد القمة.

كما طلبت الشرطة من المواطنين عدم الخروج من منازلهم اليوم وغدا إلا في حالات الضرورة، وعدم استخدام وسائل النقل العامة، وأغلقت العديد من الطرق "لدواع أمنية".
وتأتي هذه القمة بعد يوم من احتجاجات دفعت سلطات الأمن إلى اعتقال العشرات واستخدام الغاز المدمع لتفريق العشرات من نشطاء البيئة للمطالبة بضرورة اتخاذ قرارات من شأنها الحد من التغيرات المناخية.
وبدلا من التظاهر، لجأ بعض الناشطين إلى ترك آلاف الأحذية التي يزيد وزنها على أربعة أطنان  في ساحة الجمهورية، وفق للمنظمين.

زر الذهاب إلى الأعلى