انتقاد العلم.. واحترام التخصص!
انتقاد العلم يجب أن يأتي من شخص خبير ووصل إلى مرتبة عالية في التخصص الذي يمارس النقد فيه فمرحلة النقد أعلى من مرحلة إبداء الرأي أو توضيح مسألة علمية.
هذه المشكلة عويصة في مجتمعنا وكلنا نعاني منها فمبجرد ان يشتكي شخص ما من مرض أو ألم نجد الغالبية من حوله يبادرون إلى تشخيص مرضه وربطه بحالات مرضية مشابهة بل ويصفون له الدواء ويصل الحد إلى تسفيه أراء الأطباء والبعض يعتبر نفسه ابو الأطباء وهكذا في كل المجالات فلا أحد يعطي التخصص إحترامه.
الأمر ليس حكراً على التفسير ولا على الحديث ولا التاريخ ولا غيره ففي أي مجال نهب كلنا نفتي بل ونصل إلى مرحلة النقد ونجزم اننا الخبراء.
قبل سنتين تقريباً كتبت منشوراً عادي عن اسعار الصرف وطلب مني أحد الصحفيين نشره في صحيفة عربية محترمة ولكن كتب في التقرير الخبير الإقتصادي يسري الاثوري، وانا لا خبير ولا لي علاقة وكان حتى عيب بحق الصحيفة والموضوع سبب لي إحراجاً كبيراً، فبمجرد ما قرأت الموضوع انصدمت رغم ان المراسل ناقشني بالصفة قبل النشر وطلبت منه عدم كتابة اي صفة اقتصادية.
وهكذا كل واحد مننا يصبح الخبير في المجال الفلاني بمجرد انه جاب كلمتين وفي الحقيقة تجده لا يفهم من التخصص ذلك ما يمكن ان يفهمه شخص عادي.
شخصياً ليس لدي مشكلة ان يقول أي شخص رأيه في أي مجال لكن يظل رأياً شخصياً عادياً ويتم تقديمه على هذ الأساس وليس رأي خبير ويترك القرار الأول والأخير للمتخصصين.
مشكلة أغلب الشعب اليمني أنه لا يحترم التخصص وكثيرون منهم يتصرفون كهشام الشويع في الفن والضمين في الطب الذي يدعي ان لديه علاجات لكل الامراض وقس على ذلك امثلة كثيرة لا يتسع المقام لها.