اعلنت اسرائيل وقف اطلاق النار من جانب واحد في قطاع غزة يوم السبت بعد هجوم عنيف استمر لمدة 22 يوما وسط جهود الوساطة وتصاعد الضغط العالمى لانهاء العنف.
وزعم رئيس الوزراء ايهود اولمرت ان الهجوم حقق جميع اهدافه. بينما يقول المحللون اذا كان الهدف هو اعطاء درس لحركة حماس، فإنه تم تحقيق هذا الهدف. ولكنهم ذكروا، اذا كان الهدف هو القضاء على حماس، فلم تنجح اسرائيل في هذا.
وكان الكاتب توماس فريدمان قد ذكر في العمود الذى يكتبه في صحيفة
((نيويورك تايمز)) مؤخرا "لو كانت اسرائيل لاعطاء حماس درسا، فقد حققت هدفها."
تدمرت مؤسسات حماس بشدة خلال الاعتداء وقتل العديد من مسئولى حماس، بما فيهم وزير الداخلية سعيد صيام ونزار رايان، القائد الاعلى العسكرى.
ولكن ذكر مسئولون اسرائيليون في حديثهم للحكومة يوم الاحد ان مسلحى حماس قد يبقون على اطلاق الصواريخ فقط لاثبات ان الجماعة مازالت قوية.
وتحدد التقديرات العامة قوة حماس الكاملة بالآلاف.
وذكر إيثان برونر، رئيس صحيفة ((نيويورك تايمز)) في القدس ان"اسرائيل تعلم انها لا تستطيع تدمير كل صاروخ أو ان تقتل كل مسلحى حماس".
وكتب برونر في مقال اخير، "الواضح هو انه بالرغم من ان اسرائيل تأمل في القضاء على حماس بالكامل، إلا ان هذا لم يحدث". "فما زال الكثير من القوة العاملة الخاصة بالجماعة قائما ، لانها اصرت على القتال عن بعد -- أو عدم القتال تماما -- عندما كان ممكنا بالرغم من الغضب من التقدم والقصف الاسرائيلى.
ومن جانب آخر، مازالت حماس، التى كانت متصلة بالتأييد الجماهيرى في غزة، تدافع.
وادعى اسماعيل هنية، رئيس حكومة الحركة الاسلامية في قطاع غزة،"نصرا عظيما" بعدما اعلنت اسرائيل وقف اطلاق النار.
وذكر هنية في خطاب تليفزيونى ان "الله منحنا نصرا عظيما، ليس لفصيل واحد، أو حزب وحيد، ولكن للشعب باكمله". "لقد اوقفنا العدوان وفشل العدو في تحقيق اهدافه".
ويقول المحللون ان هدف اسرائيل الثانى -- انهاء تهريب الاسلحة إلى غزة -- سيتطلب اجتهادا دبلوماسيا والحصول على تعاون دولى لتحقيقه.
وتقول التقارير ان قرار اسرائيل لاعلان وقف اطلاق النار من جانب واحد في حربها على حماس جاء بعدما حازت على تعهدات من واشنطن والقاهرة بمساعدتها في منع تهريب الاسلحة إلى قطاع غزة -- وهى مهمة تعهدت اوروبا بالمساعدة لتحقيقها.
ولكن مصر رفضت هذا الاتفاق. فقد صرح وزير الخارجية المصرى احمد ابو الغيط بأن القاهرة "ليست ملتزمة" بالاتفاق الاسرائيلى – الأمريكي لوقف تهريب الاسلحة إلى قطاع غزة الذى تسيطر عليه حركة حماس.
وذكر مساعد امين عام جامعة الدول العربية محمد صبيح أمس ان الاسرائيليين يتطلعون للخروج من الصراع حيث اقتربت الانتخابات العامة.
وذكر صبيح ان اسرائيل لم تحقق نصرا عسكريا، مشيرا إلى ان الهجوم لم يضعف المقاومة الفلسطينية في غزة.
واقترح البعض ان الهدف الثالث من العدوان هو جهود وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبى ليفنى لحشد تأييد لحزب كاديما قبل الانتخابات التى ستجرى في العاشر من فبراير.
وتوضح آخر استطلاعات للرأى، مع ذلك، ان المشهد السياسى الاسرائيلى لا يبرز أية تغيرات كبيرة بعد الهجوم على غزة.
واوضحت دراسات اجريت أمس انه مازال متوقعا ان يتصدر حزب الليكود بقيادة رئيس الوزراء السابق بنيامين ناتانياهو بالحصول على 31 مقعدا في البرلمان، بينما يتوقع حزب كاديما الحاكم برئاسة ليفنى ان يحصل بين 23 و 26 مقعدا. ومن المتوقع ان يحصل حزب العمل بقيادة ايهود باراك على 15 مقعدا من مقاعد البرلمان الذى يضم 120 مقعدا.
تجدر الاشارة إلى ان الهجوم الاسرائيلى، الذى بدأ في 27 ديسمبر، اسفر عن مقتل أكثر من 1240 فلسطينيا واصابة أكثر من 5300 بجراح. في حين لقى 13 اسرائيليا مصرعهم -- قتل من بينهم اربعة اشخاص في الصواريخ التى تطلقها حماس من غزة وقتل تسعة جنود في معركة برية -- في العدوان.
وقد دعت بلدان العالم لنهاية فورية للهجوم العسكرى وحثت جميع الاطراف المعنية على العودة إلى طاولة المفاوضات لبحث تسوية دائمة وعادلة للصراع الفلسطينى - الاسرائيلى.
_____________
(شينخوا)