قام الرئيس السوداني عمر حسن البشير بزيارة قصيرة لمصر اليوم الاربعاء في ثاني رحلة له للخارج منذ أن أمر ما يسمى"المحكمة الجنائية الدولية" بالقبض عليه بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور.
وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في مؤتمر صحفي مع نظيره السوداني دينق ألور كول ان الرئيسين ناقشا التطورات المتصلة بقرار المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرا لها والذي يعرض البشير لخطر الاعتقال حال وجوده خارج السودان.
وكان الرئيس المصري في استقبال البشير في مطار القاهرة الدولي لدى وصوله وكان رئيس الوزراء أحمد نظيف في وداعه وعقد مبارك والبشير اجتماعا في مقر الرئاسة بضاحية مصر الجديدة.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط أن نظيف وعددا من الوزراء بينهم أبو الغيط كانوا في استقبال البشير لدى وصوله مع مبارك إلى قصر الرئاسة في بداية الزيارة التي استغرقت حوالي ساعتين ونصف.
وقال أبو الغيط ان المحادثات بين الرئيسين امتدت " إلى موقف المحكمة الجنائية
الدولية من الرئيس البشير".
وأضاف أن المحادثات تطرقت كذلك "للوضع الداخلي في دارفور وكيفية التوصل لتسوية لهذا النزاع الداخلي وتأمين وضع انساني لا يحقق لاي أطراف خارجية الادعاء بأن هناك أزمة للوضع الانساني في دارفور"
وقال كول ان زيارة البشير تمت بدعوة من مصر وتبدي مصر استعدادا للتعاون مع الخرطوم في أداء الواجبات التي تقوم بها 13 منظمة اغاثة دولية أمر البشير بطردها من السودان قائلا انها كانت مصادر معلومات قام عليها قرار المحكمة الجنائية الدولية.
وقال علي يوسف أحمد مدير ادارة المراسم والمؤتمرات في وزارة الخارجية السودانية ان البشير أراد اظهار التحدي للمحكمة الجنائية الدولية بزيارته لمصر في نفس الاسبوع الذي زار فيه اريتريا.
وقال "الرئيس قال قبل ذلك ان أمر القبض عليه لا يساوي الحبر الذي كتب به وهذه هي الرسالة التي تنطوي عليها هذه الزيارة"
وأضاف "سيستمر الرئيس في السفر إلى دول تقف ضد المحكمة الجنائية الدولية وهناك الكثير من هذه الدول كل الدول الافريقة والعربية وكثير من دول اسيا"
وقال المحلل في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بصحيفة الاهرام ضياء رشوان ان مصر أرادت أن تشير إلى أنها لن تتبع الموقف الأمريكي من السودان.
وقال "في علاقة مصر بالولايات المتحدة هناك دائما هامش للسماح بخدمة مصالح مصر".
وأضاف "هذه قضية أمن قومي مصري ولنا رؤيتنا التي لن نغيرها بغض النظر عما تشعر به أوروبا والولايات المتحدة ازاءها"
واشتعل صراع دارفور حين حمل متمردون أغلبهم من غير العرب السلاح ضد الحكومة مطالبين بتمثيل أفضل ومتهمينها باهمال تنمية المنطقة
وقال رئيس الوزراء القطري أمس الثلاثاء ان بلاده تتعرض لضغط من أجل ألا تستضيف البشير لكنه لم يحدد الجهات التي تمارس مثل هذا الضغط.
وقال الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني الذي يشغل أيضا منصب وزير الخارجية لقناة الجزيرة "هناك ضغط لكن تعرفون قطر" ومضى قائلا للصحفيين في الخرطوم "قدمنا الدعوة وحضرت لاقدمها مرة أخرى بصفة رئيس الوزراء ووزير الخارجية نحترم القانون الدولي ونحترم وجود البشير في قطر"
لكن مسؤولين سودانيين أصدروا بيانات تثير الشكوك في جدوى السفر إلى الدوحة مما أثار تكهنات بأنهم يعدون لممثل اخر للسودان في القمة بدلا من البشير
_________
وكالات