اكتشفت شركة مياه في محافظة حضرموت بجنوب شرق اليمن، مصدراً مهماً للمياه بالقرب من المكلا، عاصمة المحافظة وذلك بعد أربعة أشهر من الاستكشاف.
وفي هذا السياق، أخبر عوض القنزل، مدير المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "استعمال الآلات الحديثة مكننا من اكتشاف مصدر ضخم لمياه الشرب الجوفية في الغالية بضواحي المكلا... تظهر تقييماتنا المبدئية بخصوص هذا المنبع الجديد أنه سيوفر مياه الشرب لمدينة المكلا على مدى خمسين عاماً القادمة... كما أن جودة المياه ممتازة".
من جهته، أفاد محفوظ عبيد باقويقو، المدير العام لمشروع مياه المكلا الكبرى أن "مصدر مياه الغالية يتكون من تسع آبار، تستطيع كل منها توفير 30 لتراً من المياه في الثانية. وستتمكن هذه الآبار حتماً من تزويد المدينة بمياه الشرب لعدة عقود قادمة". وأضاف أن "المهندسين وصلوا إلى المياه على عمق 225 إلى 320 متراً ولم يستطيعوا الذهاب إلى أبعد من ذلك نظراً للضغط الهائل للمياه في الخزان".
ولم يستبعد محمد المشجري، عميد كلية علوم البيئة بجامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا، احتمال حصول مثل هذا الاكتشاف. وأوضح أنه "عندما بدأ الكنديون التنقيب عن النفط في حضرموت في أوائل التسعينيات أشارت صور الأقمار الصناعية لديهم إلى وجود خزان جوفي ضخم في وادي حضرموت".
كما سبق وذكرت دراسة تم تقديمها في مؤتمر فيينا عام 1996 أن "هناك احتمال لوجود مصدر مياه جوفي عميق" في منطقة حضرموت المسيلة جنوب اليمن.
وأوضح القنزل أن المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي اكتشفت العديد من مصادر المياه الجديدة في حضرموت. وجاء في قوله: "لقد قمنا حديثاً بحفر بئرين في قصير سيوفران المياه لغرب المكلا. وتوشك الأعمال بهما على الانتهاء. كما اكتشفنا أيضاً مصدراً جديداً للمياه في وادي هرام".
التلوث
وبالرغم من هذه الاكتشافات، تبقى هناك تهديدات متواصلة لمصادر المياه. ويتمثل أحد هذه التهديدات تسرب المياه المالحة إليها حيث أشار القنزال إلى أن "الملوحة تشكل خطراً كبيراً على المياه الجوفية في مدينة المكلا الساحلية حيث أصبحت بعض الآبار ملوثة بالكامل بمياه البحر ومن المكلف جداً إعادة تأهيلها".
من جهته، أخبر قحطان الأصبحي، المسؤول رفيع المستوى في السلطة الوطنية للموارد المائية، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن مياه الصرف غير المعالجة والتعدين ومخلفات البناء بالإضافة إلى النفط الناجم عن الورش الصناعية كلها عوامل تشكل خطراً على مصادر المياه في حضرموت.
كما ألقى الأصبحي باللوم على شركات النفط، دون تسمية أي منها أو تحديد أية اتهامات. وأوضح أن "الحكومة قامت مؤخراً بتشكيل لجنة للتحقيق في الموضوع".
وأخبر عبد الكريم باحكيم، مسؤول عن منطقة وادي حضرموت بالسلطة الوطنية للموارد المائية، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن حفر الآبار غير المرخصة والتخلص من الصرف الخام في حفر عميقة واستعمال الأسمدة كلها عوامل تشكل تهديداً كبيراً لمصادر المياه النظيفة في مديريات مثل تريم وسيئون والقطن. وأضاف أن العديد من الناس في المناطق القروية "لا يدركون مخاطر التخلص من الصرف في الأرض – وهو أمر يجب أن يتوقف لأن الصرف غير المعالج يستطيع التسلل إلى الطبقات الجوفية وتلويثها".
ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) كان 90 بالمائة من المياه في عام 2000 يستعمل في الزراعة و8 بالمائة من قبل الأشخاص و2 بالمائة لصالح المنشآت الصناعية. وقد تسبب سحب المياه من الآبار والينابيع في نضوب المياه الجوفية لأن السحب يفوق كمية تغذية المياه الجوفية من مياه الأمطار. أما في المناطق الساحلية فقد أدى الإفراط في استعمال المياه الجوفية إلى التسلل إلى المياه المالحة، حسب المنظمة.