أبدت الصين المنهمكة في مواجهة تبعات أزمة الايغور المتفجرة حزماً داخليا وخارجيا وتوعدت بانزال "عقوبات شديدة" بحق المسؤولين عن اضطرابات اقليم شينجيانج (شمال - غرب)، ودعت بكين الاسرة الدولية إلى الاتحاد لمواجهة الارهاب بعد اربعة ايام على الاضطرابات الدموية في اوروميتشي التي نسبتها إلى الانفصاليين الاويغور في المنفى.
واعلنت وكالة انباء الصين الجديدة أمس الخميس ان الرئيس الصيني هو جينتاو جمع اعضاء اللجنة الدائمة في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني، الهيئة القيادية العليا في هذا البلد لدرس الوضع في شينجيانغ، بعدما قطع الاربعاء زيارة إلى ايطاليا حيث كان من المقرر ان يشارك في قمة مجموعة الثماني وعاد إلى الصين بسبب الاحداث الدامية الجارية في مقاطعة شينجيانغ.
وتوعدت القيادة الصينية في بيان صدر بعد الاجتماع ونقلته وكالة الانباء الرسمية الصينية بانزال "عقوبات شديدة" بالضالعين في المواجهات الاثنية التي وقعت في هذه المقاطعة طبقا لما ينص عليه القانون.
واعتبر المسؤولون ان الاستقرار في شينجيانغ "هو المهمة الأولى والاكثر الحاحا".
وقتل ما لا يقل عن 156 شخصا الاحد في اعمال العنف الاثنية التي شهدتها اوروتشي عاصمة شينجيانغ.
وفي برلين اعلن نائب رئيس المؤتمر العالمي للاويغور اصغر كان الذي يعيش في المانيا ان ما بين 600 إلى 800 شخص قتلوا في المصادمات العرقية التي اندلعت الاحد في الصين.
وقال ان معلوماته استقيت من شهادات جمعت من افراد الايغور على الارض.
واضاف ان "150 شخصا قتلوا خصوصا في مصنع الجرارات في اورومتشي باقليم شينجيانغ".
واوضح ان "طالبتين اويغوريتين قتلتا بقطع الرأس ايضا وعرضت جثتهما عند مدخل كلية الطب من اجل ارهاب الاويغوريين" موضحا ان الامر يتعلق ب"طالبتين وليس باربع طالبات" كما ذكرت بعض وسائل الاعلام.
وبالاضافة إلى اومتشي قتل اكثر من 20 اويغوريا في غولجا"، حسب نائب رئيس المؤتمر العالمي للاويغور ومقره في ميونخ (جنوب المانيا).
على صعيد متصل، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الخميس ان بلاده مستعدة لمنح تأشيرة دخول للمنشقة الصينية التي تعيش في المنفى ربيعة قدير التي تتهمها الصين بالوقوف وراء اعمال الشغب الاثنية في مقاطعة شينجيانغ.
وقال اردوغان للصحافيين قبل ان يغادر العاصمة التركية للمشاركة في قمة مجموعة الثماني في ايطاليا "لقت تبلغت عبر الصحف هذا الصباح ان وزارة الخارجية رفضت طلبات سابقة (لمنح تأشيرة). اذا تقدمت بطلب جديد، فسوف نمنحها تأشيرة".
وربيعة قدير (62 عاما) التي تعيش في المنفى في الولايات المتحدة منذ 2005، قالت مساء الاربعاء لشبكة تلفزيون تركية انها تقدمت بطلبين للحصول على تأشيرة لدى السفارة التركية في واشنطن ورفضتا.
وكانت رئيسة المجلس العالمي الاويغوري أكدت ان 400 من افراد الاويغور، وهم مسلمون ناطقون بالتركية، قتلوا في الاضطرابات التي وقعت في اوروميتشي، عاصمة شينجيانغ (شمال غرب) حيث قتل 156 شخصا بحسب بكين في اعمال الشغب مساء الاحد.
وفي تركيا، قال احد قادة المجلس العالمي الاويغوري سيد تومتورك لشبكة ان تي في التلفزيونية انه تحدث هاتفيا مع ربيعة قدير التي اعربت له عن نيتها المجيء إلى تركيا.
وعلى غرار بعض جيرانهم في اسيا الوسطى، يتحدث الاويغوريون، اكبر اقلية اتنية في شينجيانغ، التركية وهم مسلمون. وقد لجأ العديد من النازحين إلى تركيا.
وتطرق اردوغان مجددا الخميس إلى "الفظائع" التي ترتكب في شينجيانغ، مؤكدا ان تركيا اتصلت بكل الهيئات الدولية لحض السلطات الصينية على ضبط النفس.
وتدعم انقرة السيادة الصينية على شينجيانغ.
لكن الصين رفضت الخميس دعوة تركيا لمناقشة اعمال العنف الدموية التي وقعت في مقاطعة شينجيانغ الصينية في مجلس الامن الدولي مؤكدة على ان المسألة هي شأن داخلي.
وقال كين غانغ المتحدث باسم الخارجية الصينية للصحافيين ان "الحكومة الصينية اتخذت اجراءات حاسمة طبقا للقانون".
واضاف "هذه مسألة صينية داخلية تماما، ولا يوجد سبب للسعي لمناقشتها في مجلس الامن".
وجاءت تصريحاته بعد ان دعت تركيا الصين إلى وضع حد فوري لما وصفته ب"الفظائع" التي ترتكب في مقاطعة شينجيانغ الشمالية الغربية.
واندلعت اعمال عنف في عاصمة الولاية اوروميتشي الاحد وادت إلى مقتل نحو 156 شخصا واصابة اكثر من الف واعتقال 1434 حتى الان، حسب السلطات الصينية.
وفي تصريحات بثها التلفزيون الاربعاء قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان ما يحدث في شينجيانغ يعتبر بمستوى "الفظائع".
وقال "نتوقع .. التطبيق الفوري للاجراءات الضرورية التي تتماشى مع حقوق الانسان العالمية".
واضاف ان تركيا العضو غير الدائم في مجلس الامن، ستطلب من المجلس مناقشة سبل انهاء العنف.
ويقدر عدد المسلمين الاويغور المتحدرين من اصول تركية في مقاطعة شينجيانغ بنحو ثمانية ملايين ويشكلون نصف عدد السكان في المنطقة التي تتشكل من صحارى وجبال وتعرف بانها غنية بالموارد الطبيعية وتجاور وسط اسيا السوفياتية السابقة.
ولجأ العديد من الاويغور إلى تركيا حيث تؤيد بعض الجماعات الاسلامية والقومية مطالبهم بالحصول على وطن مستقل للاويغور في المنطقة.
10
ويقدر عدد المسلمين الاويغور المتحدرين من اصول تركية في مقاطعة شينجيانغ بنحو ثمانية ملايين ويشكلون نصف عدد السكان في المنطقة التي تتشكل من صحارى وجبال وتعرف بانها غنية بالموارد الطبيعية وتجاور وسط اسيا السوفياتية السابقة.
ولجأ العديد من الاويغور إلى تركيا حيث تؤيد بعض الجماعات الاسلامية والقومية مطالبهم بالحصول على وطن مستقل للاويغور في المنطقة.