أثارت الحرب الدائرة في صعدة شمالي اليمن بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية علامات استفهام من قبل السلطة وبعض المحللين السياسيين حول ترابط وثيق وتبادل أدوار بين الحوثيين وما يسمى بالحراك الجنوبي بهدف إزعاج السلطات وتفكيك الوحدة الوطنية.
وفي هذا السياق تحدث عضو اللجنة الدائمة في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم أحمد الصوفي عن وجود مؤشرات خطيرة جدا تدل على وجود هدف جامع بين الحوثيين وحراك الجنوب ألا وهو تفكيك وحدة اليمن.
ونبه الصوفي في حديث للجزيرة نت إلى أن غالبية الماركسيين في جنوب اليمن اكتشفوا فجأة أنهم سادة "هاشميون" وبالذات علي سالم البيض الذي وضع نفسه قائدا يسعى لاستعادة دولة اختفت من الوجود نهائيا بينما –والحديث للصوفي– يلاحظ أن الحوثي يحاول استعادة حكم الإمامة.
تبادل الأدوار
ويلفت الصوفي إلى أنه كلما تصاعد نشاط الحراك الجنوبي هدأت أحداث صعدة العسكرية، وحينما تهدأ المحافظات الجنوبية تستيقظ صعدة، الأمر الذي يعكس -برأيه- تبادل الأدوار الخفية بين الطرفين.
ويرى المحلل السياسي محمد الغابري أن الحراك الجنوبي والحوثيين يلتقيان في الأهداف حتى لو لم يكن بينهما تعاون لوجستي، موضحا أن الممثل السياسي للحركة -المقيم في ألمانيا- يحيى الحوثي طالب الحكومة اليمنية صراحة بأن تسلم الجنوب للجنوبيين، في إشارة منه إلى تسليم شمال اليمن للحوثيين.
واتهم في حديث للجزيرة نت السلطات اليمنية بتوفير الظروف الملائمة لظهور هذه البؤر التي تهدد استقرار البلاد، مؤكدا أن مصادر الخطر في اليمن هي السلطة والحوثيون وحراك الجنوب.
التقاء المصالح
وهناك من يرى أن الفكر الإمامي المتمثل بالحوثيين ونظيره الماركسي المتمثل في الحراك الجنوبي لا يلتقيان إلا على صعيد تحقيق المصالح الفئوية التي يسعى إليها من تبقى من سلاطين ومشيخات الجنوب التي زرعها الاستعمار البريطاني وأتباع المذهب الزيدي في الشمال.
وبحسب رئيس مجلس النواب اليمني يحيى الراعي فإن من يصفون أنفسهم بقادة الحراك الجنوبي أو الحوثيين إنما ينفذون أجندات محددة لأعداء الوحدة الذين لا يروق لهم رؤية اليمن آمنا ومزدهرا ومستقرا.