من الأرشيف

التايمز: أموال الخليج لا تكفى لانتشال اليمن من حافة الهاوية

اتجهت الأنظار مؤخرا إلى اليمن مع تصاعد الأزمات والصراع بين قوات الحكومة التى تدعمها المملكة العربية السعودية والحوثيون الشيعة، الذين تدعمهم إيران بما يسمى حرب الوكالة بين الولايات المتحدة وإيران، وتذكر صحيفة التايمز أن المساعدات الخليجية لم تعد كافية لإنقاذ اليمن من حافة الهاوية.

وتلقى الصحيفة الضوء على مخاوف انخفاض تركيز اليمن على انتهاء مصادر النفط لديها، إذ إنه من المتوقع أن تنتهى الطفرة النفطية التى يقوم عليها الاقتصاد اليمنى على مدى العقدين الماضيين، ذلك في غضون عشر سنوات أو أقل، هذا بعد أن خسر اليمن ملايين التحويلات المالية بعد قرار الرئيس عبد الله صالح بمساندة الرئيس العراقى الراحل صدام حسين في غزو الكويت عام 1990، حيث رحّلت بلاد الخليج العمالة اليمنية لديها إلى بلادهم احتجاجا على الأمر.

ورغم أن جيرانها أداروا ظهورهم لمثل هذه الأسباب السياسية، إلا أنهم أعادوا العلاقات لأسباب عملية، فلا أحد يريد تكرار ما حدث بالصومال بالقرب من أبوابهم، وتدرك المملكة العربية السعودية جيدا لخطر المتشددين الذين يعاودون تكوين جماعات في اليمن، كما أنها تدعم الجيش اليمنى، فلقد منحت 130 ألف تأشيرة دخول لعمال يمنيين عام 2008 كما وقعت عقودا لبناء مستشفيات ومطار في البلاد، وتناقش سلطنة عمان أيضا مشروعات بنية تحتية كبيرة مع الحكومة.

وترى الصحيفة أنه مثل هذه المشروعات لن يكون حلا طويل الأجل لفقر معظم اليمنيين، إذ يعانى معظم الأطفال من أمراض سوء التغذية، كما أن معظم الذين يلجأون إلى التطرف هم مدفعون بأسباب اقتصادية وليست أيدولوجية.

ورغم سيطرة الحكومة التى يدعمها التوازن الدقيق بين القبائل وجماعات المصالح، إلا أنها تبدو أنها تترنح، وعلى الرغم من النفوذ السعودى القوى، إلا أنها قلقة جدا من انزلاق اليمن في الفوضى.

وتضيف أن الأموال التى تحصل عليها اليمن من منطقة الخليج أكثر كثيرا من المساعدات التى تأتيها من الدول الغربية، ولكنها ترتبط بشروط أقل كثيرا بشأن الديمقراطية والتنمية، وحتى ولو تم إنقاذ اليمن من الانهيار، إلا أنها قد تفشل لسنوات عديدة أخرى في إحلال إصلاح سياسى، تاركة اليمنيين يعانون من شعور بالاضطهاد والذى قد يدفعهم إلى الانضمام للمتطرفين.

زر الذهاب إلى الأعلى