أعلن الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية اليوم الأربعاء ان المتمردين اليمنيين الحوثيين "لم ينسحبوا من اراضي المملكة" طوعا بل "بالقوة" بعد معارك استمرت ثلاثة اشهر، مبدية ريبتها حيال نواياهم.
وقال نائب وزير الدفاع السعودي الامير خالد بن سلطان خلال مؤتمر صحافي في الخوبة جنوب السعودية قرب الحدود مع اليمن ان الحوثيين "لم ينسحبوا طوعا بل بالقوة". واضاف "لم يكن لديهم خيار آخر سوى الانسحاب".
وكان الامير خالد يرد على سؤال عن صحة اعلان زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي انسحاب المتمردين الشيعة من السعودية بعد ثلاثة اشهر من المواجهات مع الجيش السعودي.
لكن المسؤول السعودي تحدث عن وجود "قناصة" متمردين في ثلاثة قطاعات من الحدود داعيا إلى انسحابهم. وشكك في حسن نوايا المتمردين الذين حذر زعيمهم من انه في حال لم يتوقف "العدوان السعودي" عليهم فان ذلك "يعطينا الشرعية لفتح حرب مفتوحة" مع المملكة.
واسترجع الامير خالد محطات من النزاع المستمر منذ 2004 بين الحوثيين والجيش اليمني، مشيرا إلى ان المتمردين لم يحترموا "عددا من اتفاقات الهدنة والسلام".
وتابع "عليهم ان يثبتوا حسن نواياهم وان يوقفوا القنص اذا كانوا صادقين"، كما اكد على ضرورة ان يسمحوا للجيش اليمني بالانتشار على الحدود ويكشفوا مصير ستة عسكريين سعوديين فقدوا في المنطقة. وافاد عن مقتل 109 عسكريين سعوديين منذ اندلاع المواجهات بين السعودية والمتمردين.
وسئل عما اذا كان الحوثيون يحصلون على دعم من إيران، فاكتفى الامير خالد بالاشارة إلى اكتشاف مخابئ اسلحة مهمة تعود لهم معتبرا ان هذه الحرب لا يمكن ان يكونوا خاضوها "بمفردهم".
وتتهم صنعاء المتمردين الزيديين الذين تشن هجوما واسع النطاق عليهم منذ 11 اب/اغسطس بتلقي دعم من مرجعيات في إيران، بدون ان تشير صراحة إلى حكومة طهران.
واكد جنود سعوديون التقتهم فرانس برس الاربعاء في منطقة جبل الدود الحدودية انهم شاهدوا متمردين يتسللون الثلاثاء إلى الاراضي السعودية بعد يوم على اعلان انسحابهم.
وقال اللواء سعيد الغامدي قائد القطاع ان عناصره باشروا "المرحلة الاخيرة" من عملية تهدف إلى فرض الامن في هذه المنطقة الجبلية. واكد انه "بانتهاء هذه المرحلة تكون الحرب انتهت".
وتابع "يقول الحوثيون انهم انسحبوا وهذا غير صحيح. لقد دمرناهم وقضينا عليهم"، في وقت ترددت في المنطقة اصوات طلقات نارية وانفجارات بدون ان يكون من الممكن تحديد مصدرها ان كان من الجانب السعودي أو اليمني من الحدود.
وكانت السعودية دخلت خط المواجهات العسكرية من الحوثيين مطلع تشرين الثاني/نوفمبر في اعقاب مقتل احد حراس الحدود السعوديين بايدي متمردين تسللوا إلى ارضها واحتلوا مواقع سعودية على الحدود.
وخاض الجيش السعودي اضخم عملية يقوم بها منذ مشاركته في حرب الخليج التي شنها ائتلاف بقيادة الولايات المتحدة في 1990-1991 على نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين اثر اجتياحه العراق.
وبحسب الامير خالد، فان الجيش السعودي اعتقل خلال عملياته 1500 شخص. وقدر عدد المتمردين من بينهم ما بين 300 و400، مشيرا إلى ان الاخرين مهربون على الارجح كانوا يعبرون الحدود للاتجار بمختلف المنتوجات.