أرشيف محلي

د. عوض القرني : الزيدية انتهت والرئيس اليمني لم ينتبه لخطورة الحوثيين

أكد الداعية السعودي الدكتور عوض القرني أن الزيدية في اليمن قد انتهت في عصرنا الحديث في صيغتها الرسمية المهيمنة بسقوط حكم آل حميد الدين عام 1382ه عندما قامت جمهورية اليمن..

مشيرًا إلى أن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح لم ينتبه للخطورة الجديدة والتي حصلت بعد دخول رموز من الشباب المؤمن تحت قبة البرلمان يمثلون حزب المؤتمر في مناطق صعدة وقيامهم بإنشاء المدارس الخاصة والمخيمات والمراكز العلمية والصيفية مستفيدين من الدعم الحكومي غير أنهم خرجوا من طوق الحكومة لأنهم من الناحية الفكرية والعقدية لا يرونها ولا يدينون لها بل يعتقدون بأن هذه الرئاسة خارجة عن الإسلام، وهم كمذهب شيعي تحت أي صيغة من الصيغ لن يجدوا زادًا فكريًا معاصرًا إلا في الثورة الخمينية وإنتاجها مما أدى إلى تمجيد هذه الثورة وشعارهم الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل العزة للإسلام.

جاء ذلك في المحاضرة التي نظمها ملتقى ألمع الثقافي بمسرح إدارة التربية والتعليم برجال ألمع وقدمها القرني تحت عنوان «الحوثيون التاريخ والفكرة». حيث استهلها بتقديم لمحة تاريخية لنشأة الحوثيين مشيرًا إلى أن المذهب الزيدي يرى أن الإمامة لا تنعقد لأحد إلا إذا كانت إمامة مجتهدة بالعلم ثم تنعقد له بأحد أمرين إما بالغلبة وإما باختيار أهل الحل والعقد ولا يصح أن تكون بوصية أو وراثة، وفي آخر عهدها كانت للإمام يحيى عجائب وغرائب ومنها أنه كان طلبة العلم يميلون إلى المدرسة السنية كمدرسة الشوكاني والصنعاني فلما وصل إلى الحكم فإذا بالتعصب سوقه رائجة مما جعله يلبس عباءة التعصب والغلو.

مضيفًا بقوله: بعد سقوط الأئمة عدل الناس عن المذهب الزيدي وتخلوا عنه وكان النفس الإسلامي في انحناءات الثورة من المجموعة التي من المناطق الشافعية واتصلت بالفكر السلفي السني وأصبح لها إعلامها ومناهج تعليمها وارتكزت مشروعيتها على المذهب السني في صيغته اليمنية ، حتى قبل قيام الوحدة بين شمال اليمن وجنوبه كانت المعاهد العلمية التي تمول من الدولة اليمنية قد تجاوز عددها إلى 1100 معهد في اليمن وعندما جاءت قوات جمال عبدالناصر إلى اليمن حصل المد الشيوعي في اليمن فحركة القومية العرب في الشمال والجنوب ثم تحولت إلى ماركسية، وكان هناك صراع بين الشيوعية مع التوجه الوطني الإسلامي، ثم جاءت قضية الوحدة وتم إلغاء المعاهد العلمية، ودارت معارك سياسية في اليمن ومن هذه المعارك التقط النظام السياسي الزيدية بجوار المد السني الذي انتشر في اليمن والمد السني، وتم تشكيل حزب من الزيدية فنشأ من ظله صيغة جديدة يمثلون شبابًا من أمثال حسين الحوثي ويحيى عزاز وغيرهما مع توافق احتلال العراق للكويت.

وأشار القرني إلى أن الزنداني وغيره كانوا من أبناء الزيدية وتحولوا إلى السنية. وقد شهدت المحاضرة العديد من المداخلات التي أثرت النقاش حول الموضوع المطروح.

زر الذهاب إلى الأعلى