أعربت المهندسة ريم عبد الغني رئيسة مركز تريم للعمارة والتراث عن أسفها الشديد لعدم تمكنها من المشاركة في احتفالات افتتاح فعاليات تريم عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2010 في اليمن وذلك لظروف قاهرة..
علماً أن فريقاً من خبراء مركز تريم للعمارة والتراث كان قد وصل مع معداته إلى تريم قبل يومين تمهيداً لوصول المهندسة ريم و استعداداً لتنفيذ مجموعة أعمال في تريم والوادي.
وكانت المهندسة المعمارية ريم عبد الغني المتخصصة بالتراث المعماري لوادي حضرموت ، والتي تعمل في هذا المجال منذ اكثر من اربعة عشر عاماً ، قد اسست منذ عدة سنوات مركز للدراسات أطلقت عليه اسم "مركز تريم للعمارة والتراث"، وهو يقوم بعدد كبير من الانشطة والفعاليات، منها سلسلة الامسيات الثقافية الشهرية التي تعقدها في دمشق لعامها الثالث على التوالي تحت عنوان : "اربعاء تريم الثقافي" والتي اصبحت من اهم المحافل الثقافية اذ تستضيف فيه نخبة مميزة من المثقفين والعلماء العرب.
و في بيان وزع على وكالات الانباء، تمنت المهندسة ريم عبد الغني أن تتم الاستفادة من اختيار تريم عاصمة للثقافة الاسلامية لهذا العام لخدمة هذه المدينة العريقة بما تحتويه من تراث حضاري هام، وكذلك خدمة وادي حضرموت وتكريس الصورة المشرقة لليمن في الاعلام العالمي.
وبناءً على الأهمية الكبيرة للتراث المعماري في وادي حضرموت كثروة انسانية عالمية وباعتباره مدرسة فريدة للعمارة العربية التقليدية الحية التي مازالت- منذ مئات السنين و حتى اليوم - تستخدم ذات المواد والأساليب وتبنى بالايدي المحلية وبدقة عالية من الاتقان والعبقرية، أكدت المهندسة على أهمية أن تتم عمليات الترميم في الوادي وفق دراسات مستفيضة وبالطرق المناسبة التي تحافظ على تراثه لتكون قدوة لأعمال الترميم والحفاظ المستقبلية، وأن مركز تريم وخبرائه على استعداد -بالتعاون مع الجهات المختصة داخل وخارج اليمن- للقيام بكل ما يلزم للحفاظ على هذا التراث وتعريف العالم بعظمته وإدماجه في الحياة المعاصرة من خلال المعايير المتعارف عليها دولياً في التعامل مع التراث و المواقع الأثرية و التاريخية.
ونوهت عبد الغني إلى أن عمليات الترميم يجب أن تقترن بالعمل على إعادة استثمار موارد الوادي الأصلية بالشكل الأمثل، ودعم المهن كحرف البناء التقليدية و تشجيع الفنون المحلية ،لذلك يجب وضع مخططات متكاملة للتنمية الشاملة بحيث نحافظ على عراقة السكان وتراثهم دون الإخلال بمتطلبات العصر الذي يعيشون فيه، ولإنجاح هذه البرامج يجب وضع خطة عمل متكاملة للارتقاء ليس بالبيئة العمرانية التي تحتضن التراث فحسب، بل وتنمية مختلف الجوانب الاقتصادية والثقافية والاجتماعية لأحوال سكان المنطقة، وتأمين الخدمات الأساسية اللازمة.
وكانت الحكومة اليمنية قد عينت المهندسة ريم عبد الغني عضو هيئة استشارية لتريم عاصمة للثقافة الاسلامية في وزارة الثقافة اليمنية، وكذلك دعتها إلى قيادة حملة اعادة اعمار وترميم وادي حضرموت وخاصة بعد الاضرار التي لحقت به من جراء السيول نهاية عام 2008.
والمعروف أن المهندسة ريم تركز في معظم نشاطاتها على الوجه المشرق لليمن وحضارته وعمارته، و قد قدمت في هذا السياق العديد من المحاضرات و الندروات و المعارض في مختلف أنحاء العالم ، وهي تعد رسالة دكتوراه حول واقع وافاق التراث المعماري في وادي حضرموت، وهي عضو في عدد من المنظمات والهيئات الدولية، ولها عدد من الدراسات والكتب واخرها كتاب "وهج روح" الذي صدر عن وزارة الثقافة السورية وسيصدر لها قريباً كتاب "في ظلال بلقيس" الذي يضم انطباعاتها عن زيارتها إلى اليمن .
ولدى المهندسة ريم قاعدة معلومات ضخمة تضم توثيق لعدد كبير من معالم التراث المعماري في وادي حضرموت ولاسيما مدينة تريم، وذلك بعد ان قامت لعدة سنوات بعمليات رفع ميداني واسعة فيها، وتستعد الان لاطلاق كتابها حول مساجد مدينة تريم ضمن اصدارات تريم عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2010.
وثمنت المهندسة في بيانها أيضاً أن تكون مدينة تريم درة عواصم الثقافة الاسلامية وان ينتهي هذا العام بحصيلة هامة من النشاطات والفعاليات والانتاج الثقافي الذي يخدم المدينة والوادي واليمن، ويبقى شهادة على عظمة حضرموت وأصالة أهلها، كما أكدت على أهمية اغتنام هذه الفرصة التاريخية لدراسة واقع التراث المعماري في وادي حضرموت وامكانية الحفاظ عليه واستمراره بما يستدعيه ذلك من عمليات توثيق و مشاريع واجراءات وقوانين.
وكان مركز تريم للعمارة والتراث قد حرص على المشاركة في الاحتفاء بالعواصم الثقافية العربية والإسلامية في الأعوام الماضية من خلال مجموعة من النشاطات، واليوم يحرص المركز على المشاركة في فعاليات تريم عاصمة للثقافة الاسلامية وعلى وضع الشعار الخاص بالاحتفالية على جميع انشطة ومطبوعات المركز لهذا العام، و يخطط المركز لتنفيذ مجموعة كبيرة من الانشطة احتفاءً بهذه المناسبة -وعدد منها بالتعاون مع وزارة الثقافة اليمنية -كالمحاضرات والندوات والمعارض داخل اليمن وخارجه، خاصة و أهمية الاحتفاء بتريم عاصمة للثقافة الاسلامية خارج اليمن أيضاً لاعطاء العالم فكرة حقيقية عن حضارة اليمن وتسامحه.
وفي ختام البيان دعت المهندسة ريم عبد الغني –المعروفة بمحبتها لليمن وتكريس معظم جهودها لخدمة تراثه- الجميع إلى المشاركة في هذا الحدث الهام على مدار العام كواجب وطني و حضاري لخدمة تراث اليمن و تبوئه مكانته الدولية اللائقة، آملة أن لا ينتهي الاهتمام بتريم ووادي حضرموت مع انتهاء هذا العام، لأن تريم يجب ان تبقى عاصمة دائمة للثقافة الاسلامية.