تراجع إقبال السودانيين على مكاتب الاقتراع الأربعاء 14-4-2010 في اليوم الرابع من أول انتخابات تعددية يشهدها اكبر بلد افريقي منذ ربع قرن، في حين اعربت السلطات عن ارتياحها لنسبة الاقبال وتجاوز المشاكل اللوجستية، وعرض الحزب الحاكم على المعارضة مناصب في الحكومة في حالة فوزه في الانتخابات.
وبدت مراكز الاقتراع خالية تقريبا بعد الظهر بعد إقبال خفيف صباحا في العاصمة السودانية، حيث توقع المشرفون على بعض المكاتب تدني نسبة المشاركين في التصويت بمعدل 60% في هذا اليوم الاضافي في عملية الاقتراع التي تنتهي الخميس.
ولم تعلن المفوضية القومية للانتخابات ارقاما جديدة تتعلق بنسبة المشاركة بعد اقفال المكاتب في السادسة مساء بالتوقيت المحلي (15,00 توقيت غرينتش) ولا بشأن قرار بتجميد الاقتراع بسبب المشكلات اللوجستية في بعض الدوائر الانتخابية التي لم تحددها.
واكتفى عبدالله احمد عبدالله نائب رئيس المفوضية بالقول خلال لقاء مع الصحافيين ان "المفوضية تعمل على معالجة المشكلات الادارية والفنية التي ظهرت في الايام السابقة".
ولم تعلن المفوضية سوى أرقام جزئية عن المشاركة الثلاثاء تتعلق بأول يومين والتي تراوحت بين 40% في الشرق و67% في الشمال، و62% في العاصمة الخرطوم.
ولكن بدا ان السلطات مرتاحة لنسبة المشاركة المهمة لتعزيز مصداقية الانتخابات، كما اعربت عن استعدادها لمد اليد للمعارضة المقاطعة للانتخابات للانضمام إلى حكومة وحدة وطنية.
واوجز مستشار الرئيس السوداني غازي صلاح الدين العتباني الوضع بقوله ان "ما يلفت الانتباه هو ارتفاع نسبة المشاركة، لدينا مشاركة جيدة. معلوماتنا الاولية من المناطق الريفية ان نسبة التصويت وصلت حتى 80%" خلال الايام الثلاثة الاولى.
واضاف صلاح الدين العتباني ان "نسبة التصويت لا تشكل وحدها مؤشرا جيدا جدا على رغبة الناس والناخبين في ممارسة حقهم، بل ان العملية تجري بهدوء وسلاسة".
وقال "وفق التقارير التي تلقيناها، لم نسجل اي حادث يذكر، حتى في دارفور" الاقليم المضطرب في غرب السودان.
وكان حزب المؤتمر الوطني الحاكم قد أعلن في وقت سابق انه سيدعو جماعات المعارضة للانضمام إلى الحكومة اذا فاز بالانتخابات العامة في محاولة فيما يبدو لرأب الصدع الذي نجم عن اتهامات بتزوير الانتخابات.
وقال غازي صلاح الدين المسؤول البارز بحزب المؤتمر الوطني للصحفيين انه اذا أعلن فوز الحزب بالانتخابات فانه سيوجه الدعوة لجميع الاحزاب حتى تلك التي لم تشارك في الانتخابات للانضمام إلى الحكومة لايمان الحزب بأن هذه لحظة حاسمة في تاريخ السودان.
ودخلت الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي يجريها السودان يومها الرابع وهي تهدف إلى تطبيق الديمقراطية في البلاد المنتجة للنفط بعد اكثر من عقدين من انقلاب قاده الجيش.
وتضررت مصداقية الانتخابات بعد أن قررت بعض الاحزاب البارزة مقاطعة الانتخابات في مناطق عديدة متهمة الرئيس عمر حسن البشير وحزب المؤتمر الوطني الذي يقوده بممارسة التزوير على نطاق واسع.
وتجرى الانتخابات بموجب اتفاق سلام 2005 الذي أنهى أكثر من 20 عاما من الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه وكان من المفترض ان تساعد في اعادة البلاد إلى مسار الديمقراطية بعد أكثر من 20 عاما من وقوع انقلاب عسكري في السودان.
وبعد مقاطعة عدد من الاحزاب الرئيسية للانتخابات بسبب اتهامات تزوير من المرجح ان ترسخ الانتخابات حكم زعيم ذلك الانقلاب رئيس السودان الحالي عمر حسن البشير.