أعلنت "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة" اليوم الأربعاء، عن توفر تمويل أول ثلاث سفن في أسطول جديد سيتوجه إلى قطاع غزة خلال أسابيع قليلة تحت اسم "الحرية 2".
ويأتي الإعلان بعد أيام من اعتراض إسرائيل أسطول "الحرية 1" ومنعه من الوصول إلى شواطئ قطاع غزة بالقوة، ما أسفر عن مقتل أكثر من عشرة من متضامنيه وجرح آخرين.
وقال عرفات ماضي رئيس الحملة، وهي إحدى الجهات المشرفة على أسطول الحرية في بيان صحفي: "إن اتصالات واسعة تجري حاليا من أجل إطلاق أسطول جديد إلى قطاع غزة".
وأكد ماضي أن الأسطول الجديد ستشارك فيه سفن كثيرة وسيكون على متنه مساعدات ومتضامنون أكثر مما كان على أسطول الحرية، الذي كان يحمل عشرة آلاف طن من المساعدات ومئات المتضامنين من أكثر من أربعين دولة.
وقال إنه في أعقاب المجزرة البشعة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق المتضامنين على متن "أسطول الحرية" في عمق المياه الإقليمية الدولية، ازدادت الدعوات العربية والإسلامية والأوروبية والغربية بصورة عامة لتشكيل أسطول أضخم من الذي تم اعتراضه.
ولم يستبعد ماضي أن تكون هناك مشاركة شبه رسمية في الأسطول الجديد إلى قطاع غزة، خصوصا من الجانب التركي الذي أكد رئيس وزرائه رجب طيب اردوغان، أنه سيواصل تقديم العون والمساعدة إلى قطاع غزة مهما كان الثمن.
يذكر أن أسطول الحرية الذي قامت القوات الإسرائيلية بالاستيلاء عليه، كان يتكون من ست سفن منها سفينة شحن بتمويل كويتي ترفع علم تركيا والكويت، وأخرى للشحن بتمويل جزائري وسفينة الشحن الأوروبية بتمويل من السويد واليونان، وسفينة شحن إيرلندية تابعة لحركة "غزة الحرة".
وأثار الهجوم الإسرائيلي العنيف على الأسطول في المياه الدولية في البحر المتوسط انتقادات دولية حادة ومطالبات بالتحقيق والمحاسبة.
طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الأربعاء، بتشكيل لجنة تحقيق دولية في مقتل عدد من المتضامنين على متن قافلة للمساعدات كانت تبحر إلى غزة.
وقالت تركيا اليوم، إنها مستعدة لإعادة العلاقات مع إسرائيل إلى طبيعتها، إذا رفعت الدولة العبرية حصارا تفرضه على قطاع غزة مضيفة "حان الوقت لأن يحل الهدوء محل الغضب"، في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على قافلة سفن مساعدات غزة المدعومة من تركيا.
وأضاف أحمد داود أوغلو وزير الخارجية في أنقرة، بعد زيارة للولايات المتحدة لمناقشة الأزمة الدبلوماسية في مؤتمر صحفي، أن مستقبل العلاقات التركية الإسرائيلية يعتمد على موقف إسرائيل.
وكانت تركيا استدعت سفيرها لدى إسرائيل في أعقاب اعتلاء قوات كوماندوس إسرائيلية يوم الإثنين سفن المساعدات لغزة.
وفي نفس السياق، بدأت إسرائيل بإعادة عائلات طاقمها الدبلوماسي في أنقرة، حسبما أعلنت الإذاعة الإسرائيلية العامة الأربعاء.
وأضافت الإذاعة نقلا عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى رفض الكشف عن هويته أن هذا الإجراء يشمل نحو خمسين شخصا مرتبطين بالعاملين في قنصلية وسفارة إسرائيل في أنقرة.
وتابعت الإذاعة نقلا عن المصدر نفسه أنه ليس من الوارد حاليا قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وكانت تركيا ولفترة طويلة الحليف الاستراتيجي الرئيسي لإسرائيل في الشرق الأوسط، إلا أن العلاقات تدهورت بشكل كبير بين البلدين.
ووجه الهجوم الذي شنته قوة كوماندوس إسرائيلية فجر الاثنين على مجموعة سفن "إحداها تركية" تقل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة ضربة قوية إلى العلاقات بين البلدين، وأفاد دبلوماسي في أنقرة أن أربعة من القتلى هم من الأتراك، وشهدت تركيا تظاهرات كبيرة معادية لإسرائيل إثر الحادث.
واستدعت تركيا سفيرها في تل ابيب للتشاور، بينما طلبت إسرائيل من مواطنيها إلغاء رحلاتهم إلى تركيا.
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن هذا التدهور في العلاقات أثار قلق الجالية اليهودية في تركيا والبالغ عددها 20 الفا.
وتعمل مئات الشركات الإسرائيلية في تركيا وبلغ حجم التبادلات الثنائية في العام 2009 2,5 مليار دولار.
عباس يطالب برفع الحصار
وقال عباس اليوم، في كلمة أمام مئات رجال الأعمال الفلسطينيين والعرب والأجانب المشاركين في مؤتمر "فلسطين الثاني للاستثمار في بيت لحم"، يجب أن يكون هناك موقف عربي ودولي موحد لرفع الحصار عن غزة، ولجنة تحقيق دولية يشكلها مجلس الأمن للأمم المتحدة لترفع نتائجها إلى مجلس الأمن لاتخاذ قرار ملزم وواضح يحمي حقوق شعبنا ويرفع الحصار عنه".
وأضاف عن البيان الصادر عن مجلس الامن أمس الثلاثاء بخصوص الأمر "لا نريدها أن تكون طفرة، أن تكون من أجل امتصاص الغضب، وإنما نريدها حقيقة واقعة.
وذكر "البيان" أنه لابد من رفع الحصار ولابد من التحقيق إذا ننتظر العدالة الدولية، صحيح انتظرنا طويلا هذه العدالة ولكننا لن نيأس، سنناضل ويستمر نضالنا وننتظر العدالة".