arpo28

الغرق في الوحل.. معركة في معاقل القاعدة

بعد يوم واحد من انهاء الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لزيارة سريعة قام بها إلى فرنسا أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بيانا تحث فيه رعايها الموجودين في اليمن بتوخي الحذر والحيطة في ظل تدهور الوضع الأمني الذي شهدته اليمن بعد استهداف موكب نائبة رئيس البعثة البريطانية في اليمن من قبل تنظيم القاعدة في اليمن، وشددت الخارجية الفرنسية على ضرورة مغادرة عائلات العاملين الفرنسيين في اليمن بمغادرتها.

بيان الخارجية جاء عقب إجراء الرئيس اليمني مباحثات مع رئيس الحكومة الفرنسية ووزير الخارجية ومسئولي الاستخبارات في فرنسا وناقش معهم الجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية في مجال محاربة الإرهاب حيث أكد المسئولين الفرنسيين على دعم جهود حكومة صالح في حربها ضد تنظيم القاعدة.

الرئيس صالح بحث مع المسئولين الفرنسيين، بالإضافة لمسئولي شركة توتال الفرنسية مراجعة صفقة بيع الغاز المسال مع الحكومتين الفرنسية والكورية.

بيان الخارجية الفرنسي الذي صدر الأربعاء الماضي شكل من حيث توقيته إحراجا للرئيس صالح، وهو ما قد يعد مؤشرا على عدم تحقيق زيارة الرئيس صالح لفرنسا لأهدافها، وهو مؤشر على عدم رضا فرنسا على جهود اليمن في حربه ضد القاعدة.

وجاء اعلان وزير الداخلية اليمني بعد ثلاثة ايام من التصريحات الفرنسية بخصوص ارتباط قاتل المواطن الفرنسي الذي يعمل في شركة أو ام في النمساوية قبل نحو أسبوعين بعناصر من تنظيم القاعدة ليعزز من صوابية المخاوف الفرنسية.

إعلان الوزير المصري السبت الماضي يتناقض تماما مع نتائج التحقيق الاولي الذي اعلنته وزارة الداخلية اليمنية بعد يوم واحد من تلك الحادثة حين اكدت ان سببها جنائي وليس إرهابيا.

كما أن استمرار السفارة البريطانية وعدد من السفارات الغربية إقفال أبوابها امام الجمهور منذ حادثة استهداف نائبة السفير البريطاني، يشير إلى تنامي المخاوف من قيام تنظيم القاعدة بتنفيذ هجمات ارهابية ضد الاهداف الغربية والفنادق التي قد يتواجد فيها رعايا اجانب، ويؤكد ان تهديد المسئول العسكري لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب قاسم الريمي الاسبوع الماضي بأن القاعدة ستنفذ العديد من العمليات الارهابية قد حقق اهداف تلك الرسالة واستطاع ان يبث مخاوف كثيرة من شأنها ان تؤثر كثيرا على ثقة الدول الغربية في امكانية نجاح الحكومة في منع تنظيم القاعدة من تنفيذ عمليات نوعيه ضد الاهداف الاجنبية والغربية في اليمن..

وجاء بيان وزارة الخارجية الاسترالية السبت الماضي الذي يطلب من رعاياها في اليمن مغادرته ومحذرا مواطنيها من مغبة السفر اليه نظرا لان خطر وقوع اعتداء ارهابي فيه خطر مرتفع جدا".

ذلك التحذير جاء بعيد ايام من اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما ان تنظيم القاعدة يواصل تنفيذ "برنامج دموي" في اليمن.

توالي التحذيرات الغربية من خطورة الوضع في اليمن وتحذير رعاياها من السفر إلى اليمن لاينسجم مع تصريحات منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية السفير دانيال بنجامين السبت الماضي التي اعرب خلالها في مقابلة مع «جريدة الحياة اللندنية» : "عن ثقته في أن حكومة الرئيس علي عبدالله صالح قادرة على التصدي له.

وقال فيها إن تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» يمثّل «خطراً حقيقياً للحكومة في صنعاء». لكنه لفت إلى أن حكومة الرئيس علي عبدالله صالح «تقوم بالشيء الصحيح وهي أنها تأخذ المعركة إلى (معاقل) القاعدة في جزيرة العرب» في اشارة منه لعمليات الحكومة اليمنية ضد تنظيم القاعدة في محافظتي شبوة وابين جنوب اليمن التي بدأتها اليمن منذ اواخر العام الماضي.

مثلت الضربات الجوية الاستباقية التي استهدفت مواقع تتواجد فيها عناصر نشطة من تنظيم القاعدة في محافظات ابين وشبوة والجوف وصنعاء تحولا جديدا في الاستراتيجية الحكومية في حربها مع تنظيم القاعدة، وتلك الخطوة جاءات بعد ضغوط كبيرة مارستها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا كدليل على رغبة الحكومة اليمنية في خوض حرب حقيقية على تنظيم القاعدة، حيث كانت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية تشكك دوما في جدية الحكومة اليمنية في حربها على القاعدة، ووصل الامر لحد اتهام نظام الرئيس اليمني بالتواطؤ مع تنظيم القاعدة وإقامة علاقات معه من اجل ابتزاز أمريكا وحلفائها.

ذلك التحول الهام جاء بعد سلسلة من الزيارات المكثفة لمسئولين عسكريين وأمنيين أمريكيين وغربيين للعاصمة صنعاء وكان الجنرال ديفيد باتريوس هو رأس الحربة في اقناع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالمضي قدما في الحرب الاستباقية والذهاب إلى ماتقول عنه اجهزة الاستخبارات الغربية بمعاقل التنظيم في اليمن.

واستخدمت الولايات المتحدة الأمريكية العديد من وسائل الضغط لجر الحكومة اليمنية باتجاه خوض معارك ضد تنظيم القاعدة في معاقلها أو ما تسميه البيئة الحاضنة فقد كثفت من التقارير الامنية والتصريحات التي تقول ان اليمن بلد فاشل وانه يواجه خطر الانهيار، واعتبرته احد اهم معاقل تنظيم القاعدة التي تشكل تهديدا لامن العالم بعد باكستان حيث وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه القاه في البيت الابيض في ديسمبر 2009م بشأن اليمني نظام صنعاء أنه "ينتج الفقر وحركات التمرد الدامية" ملوحا بتقديم مساعدات اقتصادية لليمن في حال استجابته للحرب على الارهاب باعتبار أن التنمية قد تساعد على إفقاد القاعدة بيئة التجنيد والاستقطاب والانتشار. كما أن وزير خارجية بريطانيا قال "أن مشكلة اليمنيين في النظام الذي لم يدفع بعجلة التنمية وليس في تنظيم القاعدة.

وحذر جيل دي كيرشوف -منسق مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي يونيو 2009 "من أن نشاط القاعدة المتنامي في اليمن يمثل "تهديدا مباشرا للمصالح الأوروبية.

ووصف اليمن أنها "بالدولة الفاشلة أو أنها في طريقها للفشل، ويجب قرع أجراس الخطر في العالم بأن اليمن "دولة ضعيفة.. لذا فنحن بالتأكيد بحاجة إلى تعبئة المجتمع الدولي من أجل تجنب حدوث انهيار الدولة في اليمن.

التحذيرات من وقوع هجمات ارهابية في اليمن وتحذير الرعايا الأجانب من التوجه لليمن، وتصوير اليمن كبيئة معادية وخطيرة، كان احد أدوات أمريكا وحلفائها للضغط على حكومة صنعاء نظرا لما تلحقة تلك التحذيرات المتكررة من أضرار اقتصادية وسياسية تنفر الاستثمارات الأجنبية، وتحد من إمكانية تدفق سياح أجانب لليمن، إلى جانب رفع قيمة التأمين على شركات الطيران وسفن البضائع ورفع كلفة حماية المنشئات والمصالح الأجنبية في اليمن، وزيادة الإنفاق على الامن والجيش على حساب الانفاق على عملية التنمية.

كانت المعونات الاقتصادية لليمن هي الأداة الأبرز والأكثر فاعلية للدفع بالحكومة اليمنية نحو رفع وتيرة الحرب على تنظيم القاعدة والذهاب إلى معاقل تنظيم القاعدة، وزيادة التعاون في المجال الأمني والاستخباراتي مع أمريكا وحلفائها.

ومثل مؤتمر أصدقاء اليمن الذي استضافته العاصمة البريطانية لندن، ورفع حجم المساعدات العسكرية الأمريكية والمساعدات الاقتصادية البريطانية والاتحاد الاوربي، مكافأة للحكومة اليمنية لاستجابتها للمطالب الغربية والاقليمية بتكثيف حربها على الإرهاب وتنظيم القاعدة.

في الجانب العسكري الذي أؤكل في فترة سابقة لقائد المنطقة المركزية الأمريكية ديفيد باتريوس كان هناك تحول يتم وإن ببطء في الحرب ضد تنظيم القاعدة في اليمن حيث غالبا ماترافق مع زيارة باتريوس لليمن تنفيذ عمليات امنية وعسكرية ضد عناصر تنظيم القاعدة بدأت بوحدات برية وعسكرية في محافظة مأرب في يوليو 2009 والتي عكست فشلا كبيرا بسبب وقوع عدد من الجنود والاليات العسكرية اسرى في يد اعضاء من تنظيم القاعدة.

بتريوس قدم للرئيس صالح والاجهزة الامنية نصائح اعتبرها خلاصة تجربته في العراق التي عمل فيها كقائد للقوات الأمريكية، واستطاع فيها شن حرب ضد تنظيم القاعدة في العراق خطته في اليمن تهدف إلى سحب الدعم الشعبي عن تنظيم القاعدة في اماكن تواجده وانتشاره، وتثبيت أركان الجيش المحلي الموالي والمدرب والمزود بخبرات أمريكية، وتوفير الحماية الآمنة للمصالح الغربية والاقتصادية.

وبحسب الصحفي المتخصص في شئون تنظيم القاعدة عبد الاله حيدر يعتمد بترايوس على ثلاث أدوات في إدارة لعبة الصراع: وسائل الإعلام بجميع أنواعها، والإسلام المعتدل الذي يدخل معه في تحالفات إعلامية وأمنية، وشيوخ القبائل الذين يسعى دائما لشرائهم بالأموال.

بعد توجيه الضربة الاستباقية التي استخدم فيها الطيران الحربي في منطقة المعجلة بمديرية المحفد في 17 ديسمبر الماضي وقتل فيها العشرات من النساء والاطفال بينهم خمسة من عناصر تنظيم القاعدة بادر الرئيس الأمريكي باراك اوباما بالاتصال بالرئيس اليمني هنأه فيها بنجاح ما سماها العمليات الأمنية النوعية ضد عناصر تنظيم القاعدة، وأشاد اوباما بالعمليات النوعية والناجحة والشجاعة التي قامت بها الأجهزة الأمنية اليمنية ضد عناصر تنظيم القاعدة والتي تؤكد تصميم اليمن وعزمه على مواجهة خطر الإرهاب الذي يشكله تنظيم القاعدة على أمن ومصالح اليمن والعالم، وأكد اوباما حرص الولايات المتحدة على تقديم العون والدعم لليمن في المجال الأمني واللوجستي والمجالات التنموية والاقتصادية والديمقراطية وغيرها، وتعهد بتقديم ذلك الدعم سواء عبر التعاون الثنائي بين البلدين أو عبر حث الدول المانحة الأخرى على تقديم المزيد من المساعدات والدعم لليمن لمجابهة التحديات التي تواجهه .

وعلى عكس ما حدث في عام 2003 عندما قصفت طائرةٍ أمريكية بدون طيار ابوعلي الحارثي وستة من مرافقيه في صحراء مأرب، عندما نفت الحكومة اليمنية علمها بالعملية وانكار وجود أي تعاون استخباراتي مع أمريكا لاستهداف الحارثي أو منح تصريح للجانب الأمريكي لتنفيذ تلك العملية فقد بادرت الحكومة اليمنية لاعلان مسئوليتها عن الحادثة ولم تنكر وجود تنسيق معلوماتي مع الجانب الأمريكي في تلك العملية واكدت اعتزامها تنفيذ عن آخر من تلك العمليات بنفس الطريقة وهو ماحدث فعلا في 24 ديسمبر عندما نفذت عمليه مشابهه في منطقة رفض بمحافظة شبوة شرقي اليمن قتل فيها القيادي في تنظيم القاعدة محمد أحمد صالح عمير واربعة آخرين كانوا معه.

وتوالت العمليات الاستباقية باستخدام تقنية الطيران والصواريخ الذكية في مأرب والجوف وصنعاء ولم تتوقف الا بعد مقتل عائض الشبواني نائب محافظ مأرب بواسطة طائرة بدون طيار تبادل فيها الجانب اليمني والأمريكي الاتهامات، بسبب الخطأ الذي ادى لاشتعال الارض في محافظة مأرب وحدثت فيها مواجهات عنيفة بين الجيش وافراد من قبيلة عبيدة التي ينتمي لها عائض الشبواني وتم تدمير جزء من محطة توليد الكهرباء وتفجير عدد من أنابيب النفط، واغتيال قادة عسكرية.
وقد تدخل الرئيس صالح في القضية وقدم اعتذارا عن الخطأ في استهداف نائب المحافظ ووعد بالتحقيق في الموضوع .

حادثة الشبواني والمعجلة جعلتا الحكومة اليمنية تعيد النظر في ذلك النوع من العمليات نظرا للتداعيات الكارثية التي اعقبتها، واجج مشاعر الغضب والعداء تجاه أمريكا والحرب على القاعدة وقد استفاد تنظيم القاعدة من تلك الحادثتين بشكل كبير، وتوعد بالانتقام لسقوط الضحايا المدنيين الذين سقطوا في تلك الضربات، كما كسب تعاطفا من قبل بعض القيادات القبلية والشباب في تلك المناطق.

وهو ما عبر عنه المسؤؤل العسكري في تنظيم القاعدة قاسم الريمي في تسجيل بثه تنظيم القاعدة بتاريخ 26 مايو2010م عندما قال ان المقصود من تلك الضربات هو كسر هيبة القبائل وإضعافها والقاء الرعب فيها يضعفوها ويلقوا فيها الرعب، ومن هنا يجب علينا جميعًا التصدي لهذا المكر والوقوف صفًّا واحدًا لدحره وإفشاله.

واضاف إنّا ندعوكم إخواننا أبناء القبائِل أن تعلنوا الجهاد متوكلين في ذلك على القوي العزيز, فضريبة الجهاد أقل بكثيرٍ من ضريبة الذل والهوان.

بعد تلك الضربات تراجع نشاط وظهور قيادات تنظيم القاعدة بشكل علني وقللت نشاطها بشكل بارز، وتراجعت عمليات القاعدة في عدد من المحافظات التي شهدت تشديد الإجراءات الأمنية فيها، وانتقلت لمحافظتي شبوة وابين مستفيدة من الأوضاع المتأزمة هناك ووجود الحراك الجنوبي بالاضافة لوجود تعاطف مع القيادات المحلية في تلك المناطق البعيدة عن السيطرة الحقيقية للدولة، وقد استفاد التنظيم من جغرافيا تلك المنطقة المعقدة، وقد حاولت القاعدة الاندماج مع تلك المجتمعات المحلية عبر تقديم نموذج مغاير يقوم فيه أعضاء القاعدة بتسويق انفسهم كقيادات دينية قريبة من هموم ومشاكل ابناء تلك المناطق والتحول بالقاعدة من شكله التنظيمي المعقد إلى مايشبه الحركة الاجتماعية المعبرة عن تطلعات المجتمعات المحلية والمتماهية في مطالبها المشروعة ولم تدخل في صراع مع الحراك الجنوبي أو القيادات القبلية المحلية أو حتى عناصر تنظيم الجهاد.

تلك الطريقة وفرت بيئة حاضنة لتنظيم القاعدة استطاع من خلالها التواجد والتأثير ومن ثم التحرك في مجال حيوي وهام مكنه من القيام بتنفيذ عمليات كبيرة ومتعددة ضد عناصر الجيش والامن حيث استهدف رجال الأمن ومقرات الأمن السياسي والنقاط الامنية والعسكرية في تلك المناطق، مستفيدا من حالة الفوضى والمشاكل الامنية في تلك المحافظات، كما استفاد من بعض الأخطاء والحوادث التي حدثت بين رجال الامن وأبناء تلك القبائل في تنمية وتعزيز وجوده في المنطقة.

واستطاع تنظيم القاعدة من التمركز في عدد من المناطق والسيطرة عليها وإعلانها ولايات تابعة له كولاية لودر وولاية زنجبار وغيرها.

تلك الإعلانات جعلت السلطات اليمنية تنفذ حملات أمنية وعسكرية واسعة وخاضت حربا مع اعضاء تنظيم القاعدة في مديريتي لودر في ابين والحوطة في شبوة سقط جرائها العشرات من افراد الأمن والجيش برصاصة ومتفجرات القاعدة.

استهداف القاعدة للعناصر الامنية واغتيال القيادات العسكرية والمحلية يأتي ضمن استراتيجية للتنظيم للتأثير على معنويات افراد الجيش والامن ومحاولة لتحييد افراد الامن و على وجه الخصوص افراد الاجهزة المعنية بالعمل الاستخباراتي، ويهدف ايضا للتحول من دور الفريسة إلى دور الصياد.

عملية ذهاب الحكومة اليمنية إلى أوكار القاعدة هي عملية باهظة التكاليف تستلزم اكثر من الاكتفاء الأمريكي بالإعلان عن دعم قدرات اليمن العسكرية والأمنية، فالحكومة اليمنية تخوض حربا ضد أهداف خفية في بيئة معادية، حيث لكل طرف في تلك المناطق اهدافه ومطالبه، خوض حرب ضد تنظيم القاعدة في المدن والمناطق المأهوله بالسكان دون عزله أولا هو ما تسعى اليه تنظيم القاعدة حيث تراهن على أخطاء العمليات العسكرية والأمنية في كسب مجموعة من الناقمين والمتضررين من تلك الاخطاء يتحولون إلى مقاتلين إلى صفوفها.

الفعل الاكثر نفعا قد يعني التسوية السياسية والاستجابة للاحتياجات التنموية لتلك المناطق وعزل تنظيم القاعدة عن البيئة الحاضنة له، وتقليل الأخطاء الامنية والعمل عبر إنشاء شراكة محلية فاعلة تستجيب لاحتياجات الناس.

استمرار العمليات العسكرية في معاقل القاعدة في تلك المناطق سيمكن تنظيم القاعدة من اعادة ترتيب صفوفه في أماكن أخرى وبالتالي تنفيذ عمليات على غرار ما حدث في العاصمة واستهدف افراد من الامن السياسي وسيارة نائبة السفير البريطاني.

كما ان توالي التحذيرات الغربية من خطورة الأوضاع الأمنية في اليمن واغلاق السفارات لا يخدم الجهود الحكومية اليمنية في حربها تلك، ويجعلها تواجه مشاكل اقتصادية تفوق قدرتها على الاستمرار طويلا في تحمل نفقات الحرب التي بالتأكيد تتجاوز مبلغ الـ300 مليون دولار أمريكي التي خصصتها أمريكا لدعم جهود محاربة الارهاب.

تكاليف حرب القاعدة اكبر من ان يستطيع اليمن تحملها طويلا بمفردة في ظل عدم المضي قدما في دعم جهود اليمن اقتصاديا في مواجهة تحدياته التنموية والا فإن الحكومة اليمنية معرضة للغرق في وحل حربها على القاعدة بدون غطاء اقليمي ودولي مناسب لما تبذله استجابة للمطالب الدولية.

*باحث متخصص بشؤون القاعدة

زر الذهاب إلى الأعلى