أضرب عدد من أفراد الجالية اليمنية العاملة في السعودية عن العمل لمدة 24 ساعة، كردة فعل عقب خروج منتخب بلادهم من منافسات بطولة خليجي 20 التي تحتضنها اليمن هذه الأيام.
كان "الأحمر" اليمني قد تأكد خروجه عقب خسارته لمباراتيه أمام السعودية (4/0) وقطر (2/1) ضمن المجموعة الأولى.
تشاؤم مبكر
صالح محمد، يعمل في مجال إصلاح السيارات بمدينة الدمام شرق السعودية، يرى أن اليمن كسبت الاستضافة وحسن التنظيم وتجمع الخليجين في بلاده من أجل حدث رياضي عريق كبطولة الخليج، فيما يرى أنها لم تقدم شيئاً على الصعيد الكروي.
وقال لـ"العربية.نت: "توقعت الخروج منذ أول خسارة من السعودية بأربعة أهداف، ورغم التفاؤل من قبل زملائي في أن يقدم اللاعبين شيئاً في المباراة الثانية أمام قطر، إلا أن الجميع انصدم بالأداء الباهت للاعبين، وكأن اليمن ليس صاحب الأرض والجمهور".
وحول ما إذا كان الفريق قد استعد جدياً للبطولة، استبعد صالح ذلك، مشيراً إلى أن اللاعبين أنفسهم لم يتغيروا منذ مواسم. وقال: "المنتخب لم يجهز نفسه للمواجهة الخليجية، إذ كان من المفترض أن يتساوى الإعداد كما في الملاعب والتنظيم والمباريات الودية قبل المباراة، كذلك على صعيد الفريق من خلال اللاعبين الشباب والقادرين على التألق وتقديم صورة جيدة"، مؤكداً في نهاية حديثه على أنه لجأ إلى تشجيع المنتخب السعودي بعد أن تأكد خروج "الأحمر".
وقال: أقيم بالسعودية من 27 سنة ولها حق علي بالتشجيع حتى الحصول على اللقب. وتمنى صالح أن يقدم "ألأحمر" مباراة تكفل له الفوز على المنتخب الكويتي يحفظ بها ماء وجهه. وقال: "تبقى مباراة الكويت وهي تحصيل حاصل لا تنفع ولا تضر إلا أنها تهدئ من احتقان الجماهير، ويا ليت اللاعبين يدركون ذلك ويقاتلون في المباراة من أجل الفوز".
عبدالناصر محمد وهو كذلك تقني في مجال إصلاع السيارات عبّر عن أسفه للصورة التي ظهر بها منتخب بلاده في البطولة، مشيراً إلى أن أكبر الخسائر كانت في تلك الجماهير التي حضرت للمؤازرة بملعب 22 مايو. وقال: "لم يكن ينقص اللاعبين شيئاً، فالملعب والجمهور في صفهم، كذلك الدعم الإعلامي والإعداد الجيد من خلال المعسكرات التي أقيمت وتم الصرف عليها".
ملايين ستريشكو؟
حسين باجي كبير كهربائيين في مركز توظيب سيارات ومتابع جيد للمنتخب ألقى باللائمة على الاتحاد اليمني لكرة القدم، معتبراً إياه سبباً رئيسياً في الخسارة المذلة التي لحقت بالمنتخب من خلال إنفاقه على من لا يستحق.
وقال: "لا أعلم ما المقابل الذي تحصّل عليه منتخبنا اليمني من المدرب ستريشكو الذي حصل على مبلغ يقرب من 1.4 مليون دولار كراتب سنوي؟، وماذا عن المبارايات الودية التي أقيمت وكانت كلها أمام منتخبات ضعيفة الأداء كأسمائها؟، ولماذا سمح اتحاد الكرة بكل هذا؟".
وختم باجي حديثه بمطالبة رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم بالاستقالة الفورية وترك زمام الاتحاد لمن يستطيع الإيفاء بوعوده. وقال: "رئيس الاتحاد والمسؤولون بالرياضة كانوا يوهمون الجماهير بأن المنتخب تغير أداءه، وأصبح قادراً على مقارعة كبار المنتخبات الخليجية حتى توقعت أننا سنتعدى السعودية بكل سهولة".
مطالبة الرجل الواحد.
إضراب اليمنيين عن العمل جاء تزامناً مع موجة الغضب التي اعترت الشارع الرياضي اليمني، إذ طالبت الجماهير وزير الشباب والرياضة ومسؤولي اتحاد كرة القدم بتقديم إستقالاتهم فوراً، لا سيما وأن الجماهير اليمنية تقلصت أعدادها في الحضور لمدرجات الملعب بعد تأكد خروج منتخبها.