ذكر مراسل الجزيرة نت في القاهرة ان 22 قتيلا على الاقل واكثر من 160 جريح سقطوا في مواجهات بين بين الجيش المصري وآلاف المتظاهرين الأقباط الذين يحتجون على هدم كنيسة لم يرخص بناؤها في محافظة أسوان، وذلك بحسب بيان لوزارة الداخلية.
وقد أحرق المحتجون عربات تابعة للجيش أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون المعروف بماسبيرو، وطالب المحتجون بإقالة محافظ أسوان لاتخاذه قرار هدم الكنيسة، كما دعوا الحكومة إلى التدخل لحل قضايا الأقباط، ومعاقبة الجناة في قضايا الاعتداء على الكنائس.
وفي هذه الأثناء خرجت مظاهرة وسط العاصمة تنادي بوحدة الشعب المصري بأقباطه ومسلميه.
من جهته قال وزير الإعلام المصري أسامة هيكل إن الدولة المصرية في خطر حقيقي وإن الأمر ليس مجرد فتنة، واتهم هيكل في تصريحات للتلفزيون المصري أياد خارجية بالوقوف وراء الأحداث، وقال إن قوى كثيرة تريد إجهاض الثورة المصرية.
وقال مراسل الجزيرة نت في القاهرة أنس زكي إن قوات من الشرطة العسكرية والأمن المركزي تحكم السيطرة على منطقة ماسبيرو وتطارد المتظاهرين الأقباط فوق جسر أكتوبر (كوبري أكتوبر) وباتجاه ميدان رمسيس، ونقل عن بيان لوزارة الداخلية المصرية أن عدد القتلى حتى الآن ثلاثة قتلى من الجيش وأربعة من المتظاهرين وبلغ عدد الجرحى من الطرفين 80 مصابا.
وذكر التلفزيون المصري أن المتظاهرين الأقباط رشقوا جنود الجيش والشرطة المكلفين بحماية مبنى ماسبيرو بالحجارة.
اندلاع المواجهات
وبدأت المواجهات بعد وصول الآلاف من المتظاهرين الأقباط إلى شارع ماسبيرو أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون، قادمين في مسيرة من حي شبرا للاعتصام احتجاجا على ما يعتبرونه أعمال عنف طائفية وقعت في أسوان جنوب البلاد.
ولم تتضح بعد أسباب اندلاع العنف. لكن وكالة الصحافة الفرنسية ذكرت أن متظاهرين أقباطا رشقوا قوات الجيش والأمن المركزي الذين يحرسون مبنى الإذاعة والتلفزيون بالحجارة، وأشعلوا النار في سيارتين، وقد أكد التلفزيون المصري إحراق المتظاهرين سيارات للجيش.
وأظهرت لقطات متلفزة قيام المتظاهرين بإشعال النار في مركبات للجيش المصري، فيما أفاد شاهد عيان بأن المتظاهرين ألقوا قنابل حارقة على قوات الأمن.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية أن قوات الأمن ورجال القوات المسلحة تحاول حاليا السيطرة على الموقف، وتفريق المتظاهرين الذين يقومون برشق قوات الأمن بالزجاجات الحارقة، مشيرة إلى أن قوات الأمن فرضت طوقا أمنيا بالحواجز الحديدية أمام المبنى، وأغلقت جميع أبوابه لضمان عدم اقتحامه من قبل المتظاهرين.
وأشارت صحيفة الأهرام -على موقعها الإلكتروني- إلى أن حالة من الفوضى كانت عمت وسط البلد وتحديدا أمام مبنى ماسبيرو، وذلك بعد قيام مئات المتظاهرين الأقباط بقطع الطريق أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون على كورنيش النيل بوسط القاهرة.
وقام متظاهرون أقباط بعد ذلك -وفق الصحيفة- برشق قوات الجيش والشرطة المكلفة بحماية مبنى التلفزيون بالحجارة، كما قاموا بإشعال النيران في سيارة للجيش وعدد من السيارات الخاصة على كورنيش النيل، وقطع طريق الكورنيش أمام ماسبيرو، في وقت حاولت فيه قوات الدفاع المدني السيطرة على الحرائق بالسيارات.
سبب الاحتجاجات
وكان نحو عشرة آلاف قبطي نظموا مسيرة بدأت من منطقة شبرا إلى وسط القاهرة للمطالبة بإقالة محافظ أسوان اللواء مصطفى السيد ومدير أمن المحافظة اللواء أحمد ضيف صقر، احتجاجا على أحداث قرية المارنياب بمركز إدفو في أسوان بصعيد مصر.
ورفع المتظاهرون الأقباط الصلبان وصور المسيح أثناء المسيرة، وأحرقوا صورة لمحافظ أسوان احتجاجا على تصريحاته بشأن أحداث قرية الماريناب، مشيرين إلى أنها تخل بمبدأ المواطنة. كما طالبوا بإقالة مدير الأمن لتقاعسه عن حماية حقوق الأقباط في أسوان.
ودعا المشاركون في المسيرة -وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية- إلى سرعة القبض على المحرضين والجناة في أحداث قرية الماريناب، وسرعة إصدار قانون دور العبادة الموحد، وقانون يجرم التحريض على مهاجمة دور العبادة.
تجدر الإشارة إلى أن محافظ أسوان كان قد صرح بأنه "وافق على طلب الأقباط إعادة بناء مضيفة كانت من الخشب والبوص بارتفاع تسعة أمتار، إلا أن الأقباط تجاوزوا ذلك..، وأن المسلمين في القرية غضبوا من هذ،ا واعترف الأقباط بهذا التجاوز ووعدوا بإزالة الأمتار الزائدة، إلا أن التنفيذ تأخر كثيرا، وهو ما أغضب أحد الشيوخ فقام بتجميع الشباب عقب صلاة الجمعة لإزالة الارتفاع الزائد بأنفسهم".
وشدد محافظ أسوان على أن ما يتردد عن الاعتداء على كنيسة وبها مسيحيون في القرية "لا أساس له من الصحة"، وأن الحريق الذي حدث تم في حجرة للمقاول الذي تأخر في هدم الارتفاع الزائد وليس في المضيفة، وتم إخماده.