منعت إسرائيل الكاتب الألماني غونتر غراس الحاصل على جائزة نوبل من دخول أراضيها، حسبما أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليوم الأحد.
وأعلن وزير الداخلية الإسرائيلي إلي ايشاي الكاتب الألماني شخصية غير مرغوب بها، مبررا ذلك بأن الكاتب حاول إشعال نار الحقد والكراهية ضد إسرائيل وشعبها.
وكانت تعالت الأصوات المؤيدة لآراء الأديب غوتنر غراس التي عبر عنها في قصيدة اتهم فيها إسرائيل بتهديد السلام العالمي، وذلك عبر تنظيم 70 مسيرة في ألمانيا اليوم الأحد، جاء ذلك بعد أن انتقدت معظم الصحف الألمانية هذه القصيدة، واعتبرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "مخجلة " .
وقامت المظاهرات في مدن شتوتغارت وبرلين وميونخ و ليبزيغ في تظاهرة سنوية تقام منذ عام 1960، بمناسبة عيد الفصح من أجل مناهضة النزاعات المسلحة والطاقة النووية وما تمثله من تهديد على البشرية. عبر المشاركون فيها عن تأييدهم لآراء الكاتب .
وكان قد صرح المتحدث باسم خلية تنسيق مسيرات الفصح ويلي فاو اوين انه تم إلقاء خطب تأييد لغراس في شتوتغارت أمام ألف شخص، وأمام عدد مماثل في برلين و400 شخص في ميونخ ونحو مئة في ليبزيغ في الشرق. أتى ذلك بعد موجة الانتقاد التي واجهت غونتر غراس في مطلع هذا الشهر إثر نشره لقصيدة نثرية بعنوان "ما ينبغي أن يقال" التي أكد فيها أن "إسرائيل" هي تهديد للسلام العالمي .
وكان الكاتب الألماني غينتر غراس قد قال إن النووي الإسرائيلي وليس الإيراني هو الذي يشكل خطرا على السلام العالمي كله . وفي قصيدته دعا ألمانيا إلى وقف تزويد إسرائيل بالغواصات، ويحذر من إبادة الشعب الإيراني من قبل إسرائيل.
وقال غراس إنه يوجد لإسرائيل قوة نووية تشكل خطرا على السلام العالمي الهش، وهذه القوة النووية سرية وهي خارج نطاق المراقبة الدولية .
كما اتهم غراس ألمانيا بتقديم المساعدة لإسرائيل في تسلحها النووي وذلك من خلال تزويدها بالغواصات التي تقوم إسرائيل بتسليحها بالأسلحة النووية. وبحسبه فإن ألمانيا شريكة في الجريمة .
ومن جانبه أشاد نائب وزير الثقافة الإيراني جواد شمقدري بالكاتب الألماني في رسالة موجهة إلى "الكاتب المتميز غونتر غراس" لأنه "قال الحقيقة" مبديا أمله في أن تسهم (القصيدة) في "إيقاظ الضمير الغربي النائم"، بحسب وسائل الإعلام الإيرانية.
وكتب شمقدري في رسالته إلى غونتر غراس "قرأت قصيدتكم التحذيرية التي تظهر بشكل مذهل إنسانيتكم وحس المسؤولية لديكم " .
يذكر أن ألمانيا تعتبر انكار المحرقة أو انتقاد إسرائيل أو اليهود جريمة جنائية، ما دفع صحيفة "فيلت" الأمانية يوم الخميس لمهاجمة الكاتب بشدة ووصفه ب"عدو السامية الأبدي".
أما وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله فقد انتقد الكاتب معتبراً أنه من "المخزي وضع إسرائيل وإيران في صف واحد".