أرشيف محلي

طهران تؤسس تياراً سياسياً وعسكرياً في تعز بميزانية عشرة ملايين دولار

قالت صحيفة الشرق السعودية نقلا عن ما أسمتها مصادر يمنية مطلعة إن إيران تكثف دورها السياسي في تعز وتبسط نفوذها بين النخب السياسية والإعلامية في المحافظة التي تضم الشريحة الأكبر من خريجي الجامعات والأكاديميين اليمنيين.
وذكرت المصادر أن إيران، وعبر وسطاء يمنيين وعرب، بدأت تنفيذ مشروعات استثمارية في تعز سيعود ريعها لتمويل أنشطة التيار السياسي الذي يتبعها في المحافظة بزعامة سياسيين بارزين وبرلمانيين.

مشروعات إيرانية

وأكدت المصادر أن إيران تعتزم استثمار نحو عشرة ملايين دولار في مشروعات صحية وتعليمية في القطاع الخاص بتعز من خلال شراكة مع زعماء التيار السياسي التابع لها ورجال أعمال مقربين منها سيكونون واجهة لأنشطتها الاستثمارية.
وسيتم إنشاء ثلاثة مستشفيات كمرحلة أولى وتجهيز خمس مدارس خاصة إضافة إلى تأسيس شركة إنتاج إعلامي كمرحلة ثانية يكون مقرها الرئيسي في بيروت ويديرها لبنانيون ويمنيون وتستهدف إنتاج وتسويق مواد صحفية تليفزيونية تخدم وجهة نظر التيار السياسي التابع لطهران.
وستقع المستشفيات في مدينة تعز عاصمة المحافظة، ومنطقتي الحجرية ودمنة خدير، وستقدم هذه المستشفيات الخدمات الطبية مقابل تكلفة أقل بكثير من تكلفة المستشفيات الخاصة الأخرى.
وأطّلعت «الشرق» على كشف يضم أسماء أكثر من 45 طبيبا يمنيا هم الشريحة المستهدفة التي ستقوم بتشغيل المستشفيات الثلاثة، وتم التفاوض مع غالبيتهم ووافقوا على العمل ومنهم من تم استقطابه للانضمام إلى التيار السياسي التابع لإيران منذ العام الماضي حسب المصادر.
في السياق ذاته، وصل إلى تعز فريق خبراء لبناني قادم من إحدى الشركات اللبنانية المتخصصة في تجهيز المستشفيات الخاصة للإشراف على تجهيز المستشفى الأول في تعز.
وسيفتتح أعماله بمعالجة كل جرحى الثورة ومن يحتاجون للرعاية الطبية من الذين شاركوا في فعالياتها ولم يجدوا الرعاية من حزب الإصلاح (الإخوان المسلمون في اليمن).
أما المدارس الخاصة فسيتم افتتاحها العام الدراسي القادم وفق مواصفات تعليمية متميزة مقابل تكاليف مادية متوسطة، وستستهدف هذه المدارس شرائح معينة من الطلاب وبشكل خاص من ذوي المنتمين إلى تيار طهران والموالين لهم لكنها ستقبل طلابا آخرين. وتقضي الخطة المطروحة لإدارة هذه المدارس بابتعاث خريجيها بعد الثانوية العامة إلى جامعات إيرانية للدراسة، حيث خصصت هذه الجامعات خمسين منحة مجانية شاملة تكاليف الإقامة والدراسة.
تدريبات عسكرية

وفي الشق العسكري، انتهى تيار طهران حسب مصادر «الشرق» من تدريب نحو مائتين من أبناء محافظة تعز على استخدام جميع أنواع السلاح المتوسط والخفيف بعد إخضاعهم لدورات تدريبية في محافظة صعدة على يد الحوثيين.
وقالت المصادر إن المرحلة القادمة ستشهد أيضا إرسالَ عددٍ من الشباب اليمنيين إلى لبنان لتلقي تدريبات على صناعة المتفجرات وتلقي خبرات عسكرية على يد عناصر في حزب الله سبق وأن دربوا الحوثيين على هذه المعارف.
وفي الشق السياسي، يعتزم التيار تنظيم تظاهرات في محافظة تعز ضد المبادرة الخليجية والمملكة العربية السعودية ودول الخليج، وبدأت هذه التظاهرات بالفعل الخميس الماضي باحتجاج في محافظة تعز ورفع شعارات تستهدف التسوية السياسية ودور المملكة فيها.
وتستهدف إيران توسيع نفوذها في محافظة تعز بعد أن نجحت في ترسيخ دعائم نفوذها عبر الحوثيين في محافظات الشمال كصعدة وعمران وصنعاء وحجة والجوف وكذلك في جزء من محافظة مأرب وصولا إلى محافظات جنوبية أخرى.
وتعز هي قلب اليمن والمحرك الرئيسي لأي فعاليات أو أنشطة جماهيرية أو سياسية حيث تعد حلقة الوصل بين الشمال والجنوب ويتوزع أبناؤها على كل مناطق اليمن ويمثلون القطاع الأكبر من موظفي الجهاز الإداري للدولة.
وشرعت إيران حسب المصادر في استقطاب طلاب الدراسات العليا من أبناء محافظة تعز في الجامعات الأجنبية بالخارج عن طريق وحدة تابعة للمخابرات الإيرانية تسعى إلى تجنيد عدد كبير من هؤلاء الأكاديميين للعمل بعد عودتهم في صفوف التيار الذي يتبعها في الداخل.
ويقول خبير أمني ل «الشرق» إن إيران تسعى إلى خلق كيان كبير لها في اليمن وأنها بدأت في مناطق الشمال حيث التكوين القبلي وضَمِنَت مليشيات عسكرية محاربة وجهزتها بالدعم والسلاح لتصبح قوة كبيرة، وبالتوازي مع تلك القوة تبحث طهران عن قوة سياسية وإعلامية لإيجاد توازن بين مكونات تيارها في اليمن وهو ما وجدته في محافظة تعز التي تضم الشريحة الأكبر من الإعلاميين والسياسيين والمثقفين في اليمن.
ويضيف الخبير الأمني أنه في الحروب الثلاثة الأولى مع الحوثيين لم يكن لهم أي صوت في الإعلام حتى تنبهت إيران لهذا الأمر وجندت إعلاميين في الخارج والداخل لنصرتهم وهو ما تحقق.
وفي الأسبوع الماضي، حذر الزعيم القبلي والإخواني ورجل الأعمال البارز حميد الأحمر من تنامي دور طهران في اليمن، وقال إن طهران تسير باليمن إلى المصير الذي أوصلت إليه العراق وأن الاقتتال الطائفي أصبح أقرب بكثير بين اليمنيين بسبب النفوذ الإيراني.
وكانت «الشرق» انفردت بنشر تقرير استخباراتي مطلع العام الجاري كشف مخططا إيرانيا لتوسيع نفوذ طهران في اليمن وبينت الوقائع أن كل ما أورده التقرير حينها كان دقيقا وأن طهران نفذت جميع المشروعات التي ذكرها التقرير بما فيها الأحزاب التي أنشئت ووسائل الإعلام التي تم إطلاقها.

زر الذهاب إلى الأعلى