arpo27

السفير الأمريكي بصنعاء: محاربة الإرهاب في عهد هادي جيدة جداً

.السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فايرستاين في حوار مع صحيفة "الجمهورية" يقدم رؤية الولايات المتحدة إزاء التطورات السياسية في المشهد اليمني والقضايا العالقة في الساحة فإلى نص الحوار.

يرى الكثير من المراقبين الموقف الأمريكي تجاه ثورات الربيع العربي متبايناًولم يلتزم بإستراتيجية موحدة ما دقة هذا التوصيف؟
- أعتقد أن الموقف العام في تجاوب الولايات المتحدة مع الأوضاع في تونس وليبيا ومصر وهنا في اليمن وكذا في سوريا هو دعم تطلعات الشعوب في كل بلدٍ من هذه البلدان، وكذا الرغبة في رؤية نتائج تدعم تطور ونمو المؤسسات الديمقراطية وحق هذه الشعوب في إختيار حكوماتهم. فقد اختلفت تفاصيل تعاملنا مع هذه التطورات، وذلك يعزو لإختلاف التطورات في هذه البلدان؛ لذا فتجاوبنا وسياساتنا هي انعكاس للحقائق على أرض الواقع في كل من هذه البلدان.

هل أصبحت المبادرة الخليجية قيداً مضروباً على الاصلاحات والتغيير في اليمن؟
- وجهة نظرنا مختلفة عن ذلك. أعتقد أنه وعبر الحوار والتفاوض استطعنا هنا في اليمن أن نتوصل إلى عملية تسمح بالانتقال والتغيير السلميين خلال فترة قوامها عامين. فالباب مفتوح أمام اليمنيين لإيجاد نُظم وعلاقات جديدة مع الحكومة وذلك عبر تنفيذ المبادرة الخليجية. فإذا نظرنا إلى المطالب التي نادى بها الشباب والشابات في الساحات وفي كل مكان في المجتمع اليمني، وكذا إمكانية ما قد تحققه المبادرة الخليجية، فسنرى أن المبادرة تسمح بتحقيق كل هذه المطالب. وإذا نظرنا إلى حل الخلافات بين الشمال والجنوب وقضية الحوثيين، ومعالجة كل الخلافات الضاربة في المجتمع اليمني، وكذا قضايا مثل تعديل الدستور وقانون الإنتخابات وإعادة هيكلة الجيش والأجهزة الأمنية، فسنرى أن كل هذه المطالب التي نادى بها الشباب هي على قائمة متطلبات المبادرة الخليجية.

لكن الكثير من الشباب مصممون على البقاء في الساحات حتى تحقيق مطالبهم بعيداً عن المبادرة الخليجية؟
- صحيح أن هناك بعض الشباب باقون في الساحات، وهذا قرارهم. لكننا نلاحظ وجود إهتمام بالغ في أوساط الشباب للمشاركة في الحوار الوطني. وأعتقد أن الشباب يدركون وبشكل متزايد مثل غيرهم أن تطبيق المبادرة الخليجية هو تطور بالغ الايجابية سيمكن اليمن من تحقيق أهدافه عبر عملية الحوار والتفاوض.

لكن الكثير من المستقلين وكذا القياديين من شباب أحزاب اللقاء المشترك لا يزالون يرفضون الحوار؟
- مرة أخرى أقول بأن وجهة نظرنا هي أن الغالبية العظمى من الشباب وبقية المجتمع اليمني يؤيدون المبادرة الخليجية ويعملون من أجل المشاركة في الحوار الوطني. وبالنسبة لأولئك الذين لايريدون المشاركة في الحوار فذلك قرارهم. فأنا لا أعرف القيادات الشبابية الحقيقية من القيادات الشبابية غير الحقيقية. فالجميع يملك الحق في التعبير عن آرائهم، وكذا المشاركة في الحوار من عدمه.

يرى البعض أنكم مصرون على بقاء أحمد علي ويحيى صالح وعلي محسن في مناصبهم العسكرية والأمنية ليبقى البلد في قبضة نفس مراكز القوى القديمة – ماردكم؟
- ليس من قرارنا أن نبقي على أي أحدٍ في أي منصب. ومجدداً، أقول إن اليمنيين وعن طريق تنفيذ المبادرة الخليجية يحظون بفرصة لإحراز التغيير وبناء مجتمع وكذا بناء منظومة حكم رشيد، فالأمر منوط بهم لانتهاز هذه الفرصة والاستفادة من المبادرة الخليجية.

ما هو الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة لإعادة هيكلة الجيش؟
- نحن نعمل عن كثب مع القيادات العسكرية والأمنية اليمنية. ووفقاً لما نصت عليه المبادرة الخليجية تقوم هذه القيادات باعادة هيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية، ونحن نتعاون معها في إنجاز ذلك. وأعتقد أننا حققنا تقدماً ملحوظاً خلال الأشهر القليلة الماضية وذلك من خلال تقديم بعض الأفكار حول الكيفية التي ستأخذها هذه الهيكلة. ونأمل أن تنتهي فترة التخطيط لذلك خلال هذا العام لنتمكن بعدها من البدء في عملية التنفيذ. وبالرغم من مدى تعقد هذه القضايا، إلا أننا نريد أن نتأكد من نجاح عملية إعادة هيكلة الجيش والأجهزة الأمنية ليفضي ذلك إلى إيجاد مؤسسات عسكرية وأمنية قادرة على توفير كل متطلبات الأمن الوطني لليمن.

يرى البعض أن الاشكالية لا تكمن في طبيعة تشكيلة هذه الأجهزة بل تكمن في بعض القيادات العسكرية والأمنية؟

- نحن لا نتفق مع هذا الطرح. فالمؤسسات هي التي تتطلب الإصلاح وإعادة الهيكلة. فاذا كان لدينا مؤسسات قوية فلن يبقى هناك أهمية كبرى للأشخاص.
ماتقييمكم لأداء أجهزة الأمن اليمنية بالنظر إلى استهداف منتسبيها بعمليات إنتحارية ليس آخرها تفجير ميدان السبعين؟

- ما حدث في ميدان السبعين بصنعاء هو كارثة حقيقة، ومن الأهمية بمكان أن تقوم الأجهزة الأمنية بالتقييم المناسب لمنتسبيها ومحاولة تفادي أي اختراقات أمنية. لكن هذا الأمر يتسم بالصعوبة، وما نأمله هو أنه كلما تقدمنا في هذا المضمار كلما تحسنت هذه الأجهزة الأمنية وأصبحت أكثر قوة وقدرة على تقييم مثل هذه القضايا.

إستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في مكافحة الإرهاب باليمن وتنسيقها مع أجهزة الأمن اليمنية ألا تتسم بالغموض؟
- نحن نتعاون مع العديد من الأجهزة اليمنية. كما أننا نعمل وعن قرب مع كل الأجهزة العسكرية والأمنية اليمنية، كما نعمل وعن كثب مع المؤسسات الحكومية الأخرى مثل وزارة التخطيط والتعاون الدولي ووزارة التعليم العالي ووزارة الصحة. فنحن في حقيقة الأمر لا نملك أيٍاً من هذه المؤسسات، لكننا نتمتع بعلاقات تعاون جيدة مع كل هذه المؤسسات.

لماذا لا تستخدم الولايات المتحدة ثقلها في التسريع بإعادة هيكلة الجيش كأولوية للإسهام في نجاح مؤتمر الحوار؟
- من سوء الفهم أن يعتقد البعض أن للولايات المتحدة السلطة في اتخاذ قرارت حول تغيير قيادات أي مؤسسات داخل الحكومة اليمنية.

لكن الحكومة الأمريكية هي من أقنعت طرفي الصراع للتوقيع على المبادرة الخليجية؟
- هذا صحيح. لكن المبادرة الخليجية لا تخول الولايات المتحدة لاتخاذ أي قرارات لتغيير أي قيادات في مؤسسات وأجهزة الحكومة اليمنية. تقتضي المبادرة الخليجية تخلي الرئيس السابق علي عبد الله صالح عن العمل السياسي مقابل حصوله على الحصانة، لكنه ما يزال يمارس السياسة ألا يدل هذا على أن المبادرة الخليجية أربكت مسار التسوية في اليمن؟
- اسمح لي بأن أختلف كلياً مع الطرح الذي يقول إن المبادرة لم تخدم حلحلة المشهد السياسي في اليمن. فكما قلت آنفاً، إن المبادرة الخليجية منحت الشعب اليمني فرصةً لتحقيق كل الأهداف التي وضعوها نصب أعينهم.

تناولت بعض التقارير أنباء عن نية الولايات المتحدة منح الرئيس السابق صالح تأشيرة سفر – ما مدى صحة هذه التقارير؟
- كما يعلم الجميع، فقد سافر علي عبد الله صالح إلى الولايات المتحدة خلال شهري يناير وفبراير الماضيين.

وهل تم منح صالح تأشيرة أخرى لتلقي العلاج في الولايات المتحدة؟
- تلك قضية شخصية تتعلق بخصوصية علي عبد الله صالح نفسه.

كيف تقيمون أداء الحكومة اليمنية في محاربة الإرهاب في عهد الرئيس عبده ربه منصور هادي؟
- أداء الحكومة اليمنية في محاربة الإرهاب في عهد الرئيس هادي هو جيد جداً. وأعتقد أن الحكومة اليمنية أظهرت تصميماً واضحاً للحيلولة دون تمكن القاعدة وغيرها من المنظمات العنيفة والمتطرفة من العمل والتحرك في اليمن. فلقد مثل طرد القاعدة من مدن مثل أبين وجعار وزنجبار ولودر انجازاً مهماً للأجهزة العسكرية والأمنية اليمنية. وبطبيعة الحال، لا نعتقد أن التهديد الذي يمثله التطرف العنيف قد إنتهى في اليمن، فما زلنا نرى تهديداً قوياً ضد اليمن من هذه الجماعات. كما نلاحظ استمرار تصميم الحكومة اليمنية في محاربة الإرهاب، ومرة أخرى، فالولايات الأمريكية ملتزمة بالعمل الوثيق مع الحكومة اليمنية لهزيمة هذه الجماعات وإلى الأبد.

ذكرتم في مقابلة "الشرق الأوسط " أن جهود مكافحة الإرهاب في عهد هادي أفضل منها في عهد صالح – هل يُفهم ذلك كنوع من الإدانة لعهد الرئيس السابق؟
- أنا لم أقل ذلك، لقد سُألت إذا ما كان ذلك هو تقيمي، وقلت بأني لست بصدد إجراء مقارنة حيال ذلك. وما قلته هو أن التعاون مع الرئيس هادي هو الأفضل حتى الآن.

يفهم البعض ذلك على أنه إدانة لعهد الرئيس السابق في تعامله مع ملف الارهاب؟
- للناس الحق في التأويل، لكني لم أقل ذلك.

بخصوص "القرار الإداري " الذي أصدره الرئيس أوباما والذي يخول الولايات المتحدة لفرض عقوبات على الأطراف المعرقلة للمبادرة الخليجية هل سيجد طرقه للتنفيذ؟
- نحن لم نستخدم الصلاحيات التي منحها "الأمر التنفيذي" حتى الآن في اتخاذ أي قرارات في هذا الصدد. فنحن لا نرى وصول أفعال أيٍ من الأطراف أو الأشخاص إلى المستوى الذي نعتقد فيه أنه من الصواب استخدام "الأمر التفيذي".

يطرح البعض أن الاستراتيجية اليمنية _الأمريكية المشتركة في مكافحة الإرهاب فشلت في القضاء على القاعدة، ماتعليقكم؟
- أولاً، دعني أوضح أن الاستراتيجية اليمنية الأمريكية المشتركة في مكافحة الإرهاب لم تفشل في القضاء على القاعدة في اليمن. فالهدف هو مساعدة تطوير اليمن سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وذلك هو الأصل في نجاح اليمن على المدى الطويل في هزيمة الجماعات المتطرفة. فتلك هي سياستنا التي انتهجناها والتي لا زالت مستمرةً حتى الآن.

هل تمثل جماعة الحوثيين خطرا على أمن الولايات المتحدة يحتم إدراجها كمنظمة إرهابية بالنظر إلى الشعارات التي يرفعها أنصارها؟
- لم تقم الولايات المتحدة بإدراج جماعة الحوثي ضمن قائمة المنظمات الإرهابية لأننا لا نرى أن الحوثيين قد وصلوا إلى المرحلة التي توجب اعتبارهم منظمةً إرهابية. فإذا ما أضفنا كل من يتفوه بأشياء سخيفة لقائمة الإرهاب، فعندها سيُضاف الكثير من الناس إلى هذه القائمة. فنحن نأخذ هذه القضايا ونتخذ القرارات بشأنها بجدية تامة. كما أننا نحكم على الأفعال وليس على الأقوال.

زر الذهاب إلى الأعلى