أرشيف محلي

الرئيس يزور الكلية الحربية بمناسبة انتهاء العام الدراسي (مكتمل)

قام الأخ الرئيس المشير عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة اليوم بزيارة للكلية الحربية وذلك بمناسبة انتهاء العام الدراسي وبدء الإجازة السنوية، حيث كان في استقباله هناك رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن أحمد علي الأشول ومدير الكلية الحربية العميد الركن أحمد محمد الولي ونائب مدير الكلية العميد الركن ناصر عبد الله بارويس.

واستعرض الأخ الرئيس ثلة من حرس الشرف الذي اصطف لتحيته مع موسيقى السلام الوطني، كما صافح الأخ الرئيس كبار الضباط من الإداريين وهيئة التدريس في الكلية.

عقب ذلك حضر الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي الاحتفال المهيب الذي أقيم في الصالة الكبرى في الكلية وبدئ بآي من الذكر الحكيم من قبل الطالب اعدادي إبراهيم الجبرتي.

حيث ألقى الأخ الرئيس محاضرة شملت مختلف الجوانب السياسية والعلمية والاجتماعية وما يتصل بما تم انجازه في اطار التسوية السياسية التاريخية في اليمن، معربا عن سعادته بهذا اللقاء الكبير، مباركا لإدارة الكلية ضباطا وطلاب بحلول شهر رمضان المبارك، متمنيا للجميع الصحة والسعادة.

وقال:" انا سعيد اليوم بزيارتي للكلية الحربية مصنع الرجال وأقدم الشكر لهذه الدفعة والتي شاركت بفعالية في الانتشار الامني بالعاصمة صنعاء خلال اوج الازمة التي نشبت العام الماضي 2011م وأسهمت اسهام فاعل في الحفاظ على الامن والاستقرار وعلى ممتلكات الناس داخل العاصمة ولقيت ترحيب حار من داخل القوى المختلفة ".

وأضاف :" بذلك كنتم نموذجا في صفوف القوات المسلحة وأتمنى عند تخرجكم ان لا تتأثروا بمؤثرات الماضي لأنكم من ابناء الشعب وتخدمون الشعب كله وليس لأسره أو جماعة " .. مؤكدا ان اليمن قد مرت بأزمات فتاكة على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والأمنية وما يترتب على ذلك من تداعيات خطيرة شملت مختلف الجوانب وكل ذلك في وقت واحد.

ولفت الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي إلى أن هذه الازمات اذا حدثت في وقت واحد بأي دولة كفيلة بانهياره وقد تعرضنا لتلك الازمات إلى حد الخطر وبعد ان اتفقت القوى السياسية على الحل السلمي والديمقراطي في ظل التسوية السياسية التاريخية في اليمن والمرتكزة على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة وقرار مجلس الامن 2014 وبما امكن تجنب الحرب الاهلية التي لا تبقي ولا تذر وكانت المبادرة الخليجية هي الحل الامثل والانسب لخروج اليمن من الظروف المعقدة والصعبة إلى بر الامان، مشيرا إلى ان اليمن يحتفل بمناسبة مرور خمسين عاما على قيام الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر ونحن ما زلنا في صراع وترحيل ازمات، ازمة تلو الاخرى.

كما لفت إلى مجريات احداث الازمة عام 2011 م وقال :" هناك عدة اسباب داخلية وخارجية ومن الاسباب الداخلية ان القوات المسلحة لم تستطيع الحفاظ على وحدتها باعتبارها صمام امان الوحدة الوطنية على اساس ان الوحدة الوطنية تتجسد اولا في المؤسسة العسكرية باعتبارها مؤسسة دفاعية ملكا للوطن وتحافظ على امنه واستقراره ووحدته وليس ملكا لأشخاص أو جماعات، ولكنها صمام امان للوطن كله واهداف الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر توضح هذا المسار ".

واشار الأخ رئيس الجمهورية إلى انه بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني والانتخابات المبكرة وتشكيل لجنة عسكرية وانجاز مهام عديدة في اطار المرحلة الاولى من تنفيذ المبادرة الخليجية، نحن اليوم نولج المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة ونستعد لمؤتمر الحوار الوطني من اجل إيجاد الحلول بصورة شاملة لكل قضايا المجتمع على طول الساحة اليمنية وعرضها وستكون كل القوى السياسية والحزبية والثقافية والاجتماعية على طاولة الحوار لإخراج اليمن من هذه المحنة بأفضل الحلول .

وتابع:" ممرنا بظروف صعبة ومعقده وما يزال الأمر كذلك إلى اليوم إلا أننا نستقبل شهر رمضان لهذا العام بظروف أفضل من العام الماضي واليوم أفضل من أمس "، مؤكدا أننا نسير خطوة خطوة وكل شهر أفضل من ذي قبل وبعض القوى تقول أننا نسير ببطء لأنهم لا يعرفون الوضع على حقيقته ولم يكونوا قريبين.

ومضى قائلا :" أجريت الانتخابات الرئاسية المبكرة وصنعاء مقسمة والطرق متقطعة ومحافظة ابين تحت سيطرة القاعدة وحققنا بعد الانتخابات نتائج طيبة ونسير بخطوات حثيثة نحو مستقبل اليمن الجديد " .. مشيرا إلى أننا ما نزال نعاني من الازمات الاقتصادية والسياسية والامنية ولكننا نأمل تعاون كل القوى السياسية الشريفة وتكاتفها من اجل الوصول بالسفينة إلى بر الامان.

ولفت الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي إلى ان الفترة استثنائية من مختلف الوجوه وطلبة الكلية الحربية شباب سيتحملون المسؤولية من اجل الوطن وتطوره ومن حسن الحظ ان اختيار طلبة الكلية للمشاركة في الحفاظ على الامن ووقف اطلاق النار في ظل الانقسامات الحادة وتمترس المليشيات والقوى المتصارعة تسيطر على معظم المؤسسات فكان دور الكلية الحربية وطلبتها دور حاسم من اجل الوطن وامنه واستقراره .

وكشف الاخ الرئيس عبد ربه منصور هادي بأن كثير من السفراء طلبوا منه ان ينقلوا اقامتهم إلى جيبوتي أو عمان ويأتون كل اسبوع، فقال لهم انتم بذلك ستعرضون اليمن إلى حرب اهلية وبعد ذلك تواصلوا مع بلدانهم وتغير الموقف واستقروا في صنعاء وتواصل لقائنا بهم من وقت إلى اخر خصوصا في ظل ازمة انقطاعات الكهرباء وازمة المشتقات النفطية ونتيجة انقطاعات الكهرباء والديزل تعرض الكثير من الاطفال والنساء والشيوخ للموت في غرف العمليات المركزة وعمليات غسل الكلى والاطفال الخدج وكانت تصل الارقام في بعض الحالات إلى خمسين وفاة جراء انقطاع التيار الكهربائي .

وتساءل الاخ الرئيس من هو المسبب؟ وما هي المسؤولية الملقاة على أولئك الذين يتعاونون مع الاثم والعدوان ؟ من المسؤول عن موت هؤلاء البشر الابرياء؟ هذا في صنعاء فقط عدى المحافظات الاخرى .

وقال :" لقد تحمل شعبنا اليمني هذه الصعوبات خلال فترة ليست بسيطة وتحمل عام 2011 ما لم يتحمله من قبل اطلاقا ".. معبرا عن التقدير الكبير والشكر لكل ابناء الشعب اليمني جميعا شيوخا وشباب ونساء ورجال على ما تحملوه خلال العام الماضي بصبر وجلد .

وأضاف الأخ الرئيس في محاضرته :" اهنئكم هنا في الكلية الحربية وأهنئ بناء القوات المسلحة والامن على الانتصارات المنجزة والمحققة على قوى الشر والعدوان وكذلك احيي اللجان الشعبية على ذلك الانجاز في ابين وشبوة وتطهيرها من هذه الشراذم الارهابية التي ترتكب أعمالا إجرامية وفاحشة في حق بني البشر دون رادع من دين أو أخلاق أو إنسانية والدين الإسلامي برئ منهم ومن افعالهم لانهم لا يعطون للإنسانية والحياة أي قدر يذكر ".

واعتبر رئيس الجمهورية عودة النازحين إلى زنجبار وجعار وبعض المساكن في القرى خاصة مع حلول الشهر الكريم انتصارا رائعا للإنسانية والتخفيف على النازحين مما عانوه من آلام ومتاعب العام الماضي، مجددا التأكيد على انه سيتم ملاحقة الارهابيين من كل اليمن واينما ذهبوا وحلوا .

وتابع :" كيف لا وقد عطلوا على اليمن مصالح اقتصادية وسياحية وتسببوا في خسائر كبيرة على مختلف المستويات، الفنادق مقفله والكثير من العمالات كسائقي السيارات ومالكيها وعمال الفنادق والمطاعم والمشاريع توقفت ".

واستطرد قائلا :" كما وعدت سابقا بان الحرب لم تبدأ بعد فسنطهر كل مكان من هذه العناصر الاجرامية الإرهابية " .. مقدما التعازي لشهداء القوات المسلحة والأمن وشهداء اللجان الشعبية وشهداء ميدان السبعين وكلية الشرطة وكل الشهداء الذين سقطوا على درب الحرية وامن واستقرار الوطن، معربا عن أمنياته بالشفاء العاجل لكل الجرحى في هذه الأحداث الإرهابية .

واعرب الاخ الرئيس عن ثقته الكبيرة بان اليمن قد خرج من عنق الزجاجة ولن يذهب إلى حرب أهلية .. وقال :" كان هناك وما يزال من يرغب بحدوث الحرب ولكن الدول الشقيقة والصديقة وقفوا جميعا مع اليمن بعد ان اقروا أن اليمن اذا ذهب إلى حرب أهلية سيتأثر ويؤثر على المنطقة والعالم اجمع كون الموقع الجغرافي يقع نقطة وصل حساسة بين الشرق والغرب وستتأثر المصالح العالمية جراء اي مخاطر تتهدد اليمن" .

وأضاف الرئيس عبد ربه منصور هادي :" نأمل من أشقائنا في إيران عدم أي تدخل في شؤون اليمن ومراعاة الظروف الدقيقة التي تمر بها اليمن في هذا الظرف الدقيق والحساس واليمن لم يتدخل يوما في شؤون أي دوله قريبه أو بعيده ونقول للجميع من هنا من الكلية الحربية, اتركوا اليمن وشأنه و إلى هنا وكفى ".

وتطرق الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى موضوع تشكيل اللجنة الفنية التحضيرية للمؤتمر الوطني العام ، وقال " بعض القوى السياسية تختلف في تفسيراتها لطبيعة عمل اللجنة الفنية ويعتقد البعض أنها ستحضر للمؤتمر بصورة شبيهة للمؤتمرات التي تأتي هنا وهناك وتكون مثل هذه اللجنة تصيغ القرارات والتوصيات ويأتي أعضاء المؤتمر للتوقيع أو المصادقة ".

وأكد الأخ رئيس الجمهورية أن الموضوع ليس كذلك وان مهمة اللجنة هي تحديد الجهات وعدد المندوبين أو الأعضاء وتحديد مكان الانعقاد وزمانه وتكون مهمة أعضاء المؤتمر هو مناقشة القضايا والملفات المحورية التي ترسم طبيعة شكل منظومة الحكم الجديد على أسس وطنية يتفق الجميع على ماهيتها وبما يخدم اليمن الجديد وتطوره وازدهاره من خلال اللجان المتخصصة التي سيشكلها المؤتمر على مختلف الجوانب.

كما اكد الاخ الرئيس ان هناك مساعدات ورعاية دولية واقليمية وفقا للمبادرة الخليجية وقراري مجلس الامن 2014 و2051 وسنعمل معا حتى إخراج اليمن إلى شاطئ الامان بحول الله وقوته، مشددا على ان التغييرات القادمة عميقة وكبيرة وعلى كل الشباب وكافة اطياف المجتمع اليمني والجيش والامن الاستعداد العملي والذهني لخوض معترك التغيير نحو المستقبل الافضل والكل يتحمل مسؤولية وطنية كبيره في هذه الظروف والمرحلة الانتقالية.

وقال "احب ان اقول لأبنائنا طلبة الكلية الحربية وللقوات المسلحة ان اعادة هيكلة القوات المسلحة على اسس وطنية يصب في مصلحة امن واستقرار وسيادة اليمن وقد حدد الدستور مهامها ليس في اليمن فحسب وانما في كل دول العالم ".

واختتم الأخ الرئيس محاضرته بالقول :" المستقبل سيكون في ظل القوات المسلحة يضمن حقوق الضابط والفرد منذ اليوم الاول للخدمة حتى التقاعد القانوني بدون محاباة أو مجاملة أو جهوية أو حزبية وستكون المواكبة العلمية والاسس الحديثة هي منهج وعنوان القوات المسلحة بحيث تكون قادرة على تنفيذ مهامها في مختلف الاوقات والظروف".

وكان مدير الكلية الحربية العميد الركن احمد محمد الولي ألقى كلمة رحب في مستهلها بالأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في مصنع الرجال وعرين الأسود في الكلية الحربية .

وقال:" إننا اليوم في الكلية الحربية نشعر بسعادة بالغة وفرحة غامرة بأن حضينا بالزيارة الأولى بعد توليكم قيادة اليمن من بين القوات المسلحة ،وهذا إن دل على شيء إنما يدل على اهتمامكم ورعايتكم الكريمة لهذا الصرح العلمي العسكري الشامخ الذي يرفد القوات المسلحة بالكوادر الكفؤة والمؤهلة في كافة التخصصات للقوات البرية ".

وأوضح أن الكلية الحربية تقف اليوم في نهاية العام الدراسي 2011- 2012م الذي تكلل بإجراء الاختبارات النهائية لجميع طلبة الكلية .. متمنيا لهم التوفيق والنجاح .. منوها بدور أعضاء هيئة التدريس من الضباط والصف المعلمين وكل منتسبي الكلية على ما بذلوه من جهود كبيرة خلال العام الدراسي في تدريب طلبة الكلية .

واستعرض مدير الكلية الحربية الصعوبات التي تعيق سير العملية التعليمية في الكلية وضرورة تجاوزها لاستكمال البنية التحتية للصرح العلمي ومنها بناء مجمع دراسي متكامل يستوعب جميع طلبة الكلية وكذا اضافة عدد اثنين مباني إلى سكن الطلبة وإعادة تأهيل شبكة المياه داخل الكلية وإنشاء ميادين للتدريب داخل وخارج الكلية وتحسين وضع الكادر التعليمي من أعضاء هيئة التدريس في الكلية ماديا ومعنويا والذي يعتبر حجر الزاوية في الإعداد والبناء.

وأشار إلى أن يوم 21 فبراير الماضي تجسيد حي للحكمة اليمانية وأن اليمنيين قد يختلفون ويتصارعون لكنهم حين يجدون أن هذه التصدعات ستهدم منزلهم فإنهم يتركون خلافاتهم ويسارعون جميعا إلى عملية الإصلاح ...معتبرا يوم 21 من فبراير الماضي محطة تاريخية كبرى في تاريخ اليمن المعاصر التي تضاف إلى غيرها من المحطات التاريخية الهامة التي سيسجلها التاريخ في أنصع صفحاته البيضاء وهو ميلاد فجر جديد لهذا الوطن إلى الغد المشرق.

وأكد الولي أن الشعب اليمني بمختلف فئاته وألوان طيفه السياسي يمتلك وعيا كبيرا بما يدور حوله من مؤامرات ومخططات لزعزعة كيانه وخلخلة نسيجه السياسي والاجتماعي.

وقال مدير الكلية الحربية مخاطبا الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية:" نجدد لكم العهد يا فخامة الرئيس في الكلية الحربية، وإننا سنبذل قصارى جهدنا في الإعداد والتدريب النوعي لطلبة الكلية لما من شأنه تخريج كوادر كفؤة متسلحة بالعلم والمعرفة وسنكون حراسا أمناء إلى جانب زملائنا في القوات المسلحة والأمن ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن من عناصر الشر والإرهاب.

زر الذهاب إلى الأعلى