من الأرشيف

إخوان سوريا يهاجمون مرسي بسبب تصريحاته بروسيا ويرفضون مبادرته

رفضت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، اليوم الثلاثاء، مبادرة الرئاسة المصرية بشأن الأزمة السورية.

وقالت في بيان رسمي لها: إننا مع شكرنا وتقديرنا لدور الشقيقة في مصر، في استقبال اللاجئين السوريين، وحسن ضيافتهم، نؤكد أن مبادرة الرئاسة المصرية لم تكن بمشورة ولا بتنسيق مع المعارضة السورية، ولا مع أيّ فصيل من فصائلها، بما فيها جماعتنا.

وأضاف البيان: لقد افتقرت هذه المبادرة منذ لحظة إطلاقها، إلى التقويم العمليّ للدور الإيرانيّ، فيما يجري على شعبنا، ولعل هذا ما حدا بالأشقاء في العربية السعودية، مشكورين، إلى عدم التجاوب معها.

وقال الإخوان المسلمين في سوريا: لقد كان مؤلما لأبناء شعبنا، ما سمعوه من تصريحات للرئيس المصري محمد مرسي في موسكو. إنّ الدم السوري أغلى وأقدس من أن يكون مادة للمجاملات البروتوكولية والدبلوماسية. إنّ أبناء الشعب السوري بمن فيهم أبناء جماعتنا، ينتظرون تفسيراً لهذه التصريحات، ويتساءلون بحرقة: أين هو موقف الرئيس مرسي في موسكو اليوم، أو يوم استقبل أحمدي نجاد في القاهرة، من تصريحه الواضح في قمة مكة، أو في قمة طهران يوم عمد الزائغون إلى تزوير خطابه..؟!

وخلال زيارته إلى روسيا ولقائه بالرئيس فلاديمير بوتين، قال الرئيس محمد مرسي: أن مواقف القاهرة وموسكو متطابقة بشأن الأزمة السورية، ودعا الرئيسان "أطراف النزاع في سوريا إلى وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن".

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن بوتين قوله في ختام اللقاء إن "روسيا ومصر مع وقف لإطلاق النار في سوريا في أسرع وقت ممكن والبدء بمفاوضات سورية سورية". وأضاف بوتين أن البلدين يدعوان أيضا إلى "حل سياسي" للأزمة السورية "من دون تدخل خارجي".

وفي شأن التدخلات الإيرانية، قالت الجماعة: أن محاولات الوليّ الفقيه في طهران، وحزب الله في لبنان، وزمرة المالكي في العراق، جرّ الأمة إلى مستنقع الصراع الطائفيّ، سيؤدّي بالمنطقة إلى صراع مجتمعيّ مفتوح على الشر والكراهية.

وأضافت في البيان الذي وصل "الإسلاميون" نسخة منه: إننا ننبه قيادات الأمة ونخبها، إلى خطورة المشروع الإيراني ببعديْه (المذهبي والقومي)، وإلى ضرورة مواجهته بمشروع مركزي مبصر، لا يغفل عن الخطر، ولا يقع في حباله الطائفية. مؤكدة أن إيران وحزب الله أعلنا الحرب رسميا على الشعب السوري ويشاركان في ذبح أطفاله.

وتابعت قائلة: أن إيران ومشروعها، كانت ومازالت جزءاً من المشكلة، على مستوى الثورة السورية، وعلى المستوى العربيّ والإسلاميّ. وأن إيران ما لم تتخلّ عن محاولات الهيمنة وإثارة الفتنة، وما لم تتخلّ صراحة عن بشار الأسد وزمرته، لا يمكن أن تكون جزءاً من أي مبادرة سياسية.

وألمحت الجماعة إلى إن من بين الثوابت الوطنية التي تتمسك بها: التأكيد المطلق على وحدة الأرض السورية، والحرص الدائم على قطع الطريق على كل مشاريع وأحاديث التفتيت والتقسيم، تحت أيّ عنوان أو ذريعة.

وعرج البيان على الحديث الذي تردده بعض الأطراف الخارجية حول المخاوف من التطرف والإرهاب في سوريا، قائلة: أن الشعب السوري بخلفيته الحضارية، وبروحه الوسطية، وبتعاون المخلصين من أبنائه سيكون الأقدرَ على احتواء أي نزوع متطرّف، بالحوار الهادئ المؤسّس على الموضوعية العلمية والشرعية. كما أن القوى الوطنية المتعاونة ستأخذ على عاتقها بكل وعي وجدية، لجم أخطار فوضى السلاح، التي لا يجوز الاستهانة بها كما لايجوز تضخميها.

مؤكدة على أن "المبالغة والتهويل في التخوّف والتخويف، من قوى إرهابية يمكن أن تتسرّب إلى الأرض السورية، هو انغماس في مشروع النظام، الذي جعل من الحرب على الإرهاب على مدى عقود، ذريعة يمارس من خلالها أبشع أنواع الإرهاب".

زر الذهاب إلى الأعلى