دعمت الأمم المتحدة بقوة الحكومة الجديدة في الصومال، وذلك قبل مؤتمر للمانحين يعقد في العاصمة البريطانية لندن اليوم في مسعى لإعادة إعمار هذه الدولة التي دمرتها أكثر من 20 عاما من الحرب الأهلية.
وقال يان إلياسون نائب الأمين العام للأمم المتحدة إن المنظمة الدولية تريد تحويل المزيد من جهودها إلى مشاريع التنمية بدلا من المساعدات الإنسانية مع بدء الصومال في التعافي بعد سنوات من غياب القانون والعنف والمجاعة.
وأضاف إلياسون لوكالة رويترز أن ما يدعو للأمل في الوقت الراهن أكثر من أي وقت مضي أن هناك قيادة حاليا تتحلى بالمسؤولية.
وأدلى إلياسون بهذه التصريحات قبل مؤتمر يبدأ اليوم في لندن يهدف إلى توفير دعم لبرنامج حكومة الصومال لإعادة إعمار هذا البلد الذي دمرته الحرب الأهلية.
ومن بين المدعوين الرئيس الكيني أوهورو كينياتا الملاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة جرائم ضد الإنسانية، وبررت الحكومة البريطانية حضوره بما وصفته بالدور الأساسي الذي تلعبه كينيا التي تنشر نحو خمسة آلاف جندي بالصومال وتؤوي أكبر عدد من اللاجئين الصوماليين.
وفضلا عن البلدان المجاورة للصومال، يشارك في المؤتمر -الذي سيتقاسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون رئاسته مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود- أيضا ممثلو الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وصندوق النقد الدولي.
ويهدف المؤتمر إلى حشد دعم دولي منسق لمشاريع الحكومة الصومالية الرامية إلى إرساء الاستقرار السياسي من خلال تعزيز قوات الأمن والشرطة والنظام القضائي وإدارة المال العام، وفق ما أفادت الحكومة البريطانية.
وكانت لندن استضافت في فبراير/شباط 2012 مؤتمرا عن الصومال وافق خلاله المشاركون على قائمة طويلة من الالتزامات تهدف لإعادة الأمن والاستقرار فيه، وانعقد مؤتمر آخر من 31 مايو/أيار إلى الأول من يونيو/حزيران الماضيين في إسطنبول.
ورحب ديفد كاميرون، الذي فتحت بلاده في أبريل/نيسان الماضي سفارة في مقديشو، بما أنجز من تقدم منذ عام في هذا البلد، حيث أحيا انتخاب الرئيس حسن شيخ محمود في سبتمبر/أيلول الماضي أملا في قيام سلطة مركزية حقيقية تفتقر البلاد إليها منذ سقوط نظام محمد سياد بري في 1991.
وقال رئيس الوزراء البريطاني في تسجيل مصور بث على الموقع الرسمي للمؤتمر إن هناك عناصر كافية حاليا لإرساء بلد أكثر استقرارا وازدهارا، لكنه أضاف أنه لا تزال هناك تحديات كبيرة يجب مواجهتها، داعيا إلى وضع حد لما سماه إرهاب حركة الشباب المجاهدين.
وكثف مقاتلو الشباب الموالون لتنظيم القاعدة، والذين دحرتهم القوات الأفريقية حليفة الحكومة الصومالية من مقديشو، خلال الأشهر الأخيرة أعمال العنف في العاصمة وتبنوا تفجيرا "انتحاريا" أسفر الأحد عن سقوط 11 قتيلا.
وتواجه الصومال أيضا وضعا إنسانيا كارثيا إذ قضى نحو 260 ألف صومالي، نصفهم من الأطفال دون سن الخامسة من الجوع بين أكتوبر/تشرين الأول 2010 وأبريل/نيسان 2012 في أزمة غذائية خطيرة لم تلق التعامل الإنساني المطلوب كما قالت الأمم المتحدة.