خسر اليمن كثيرا ولايزال يخسر جراء مسلسل المشاحنات والمكايدات بين اكبر احزابه (المؤتمر والاصلاح).
لعل اخر هذه الخسائر نجاة المبعوث الأممي المدلل جمال بن عمر من حملة هدفت لتعرية جهوده المشبوهة في مؤتمر الحوار كان جلها في وسائل اعلام مؤتمرية لينبري الاصلاح بالدفاع الكيدي عن جمال بن عمر وقذف مهاجميه بأبشع التهم.
المؤتمر بدوره بادل الاصلاح مكايدة بمكايدة فقام بالتنصل من تهمة استهداف بن عمر بل وأثنى عليه وان كان ثناء منقوصا اذ نوه رئيس المؤتمر علي عبدالله صالح اليوم في اجتماع مع حزبه واحزاب التحالف إلى أهمية وحساسية الدور الذي يلعبه الوسطاء سواء كانوا محليين أو دوليين وقال "إن الوسيط يضطلع بمهمة معقدة وصعبة ونتفهم تحدياتها إلا أنها تلزم كل وسيط استيعاب القضية التي يقوم بها وعليه الوقوف من جميع أطراف الأزمة على مسافة واحدة لتأكيد استقلاليته ونزاهته بحيث لا تكون الوسائل التي يلجا إليها سبباً في إفشال دوره وغايات المؤسسة الدولية".
واعتبر مصدر مسئول في المؤتمر الشعبي العام بيان مؤتمر الحوار الوطني بشأن ما أسمي (حملة إعلامية موجهة ضد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثة لليمن جمال بنعمر)، بأنه محاولة للاصطياد في الماء العكر.
وقال المصدر: أن السيد جمال بنعمر واحد من دعاة حرية الإعلام، وهو كمسئول دولي، وسيط محايد، لا يمكن أن يكون خصم لطرف أو أن يعطي لمبدأ الخصومة مكاناً في حياته ومهامه.. لحرصه على نجاح مهمته في تجاوز اليمن لمحنته أكثر من التفاته إلى ما يقال هنا أو هناك.
وأشار المصدر (حسب المؤتمر نت) إلى أن من يقفون خلف البيان يحاولون دق اسفين بين المؤتمر الشعبي العام والسيد جمال بنعمر.. غير مدركين أن الاختلاف بين الممثل الأممي والمؤتمر أمر لا يمكن حدوثه.
وختم المصدر تأكيده على أن أي محاولة من "ضعفاء النفوس" لإفساد العلاقة "بين المؤتمر الشعبي العام والمبعوث الدولي" ما هي إلا كهباء منثور.
المؤلم هو ان جمال بن عمر يستحق فعلا حملة ناقدة ترسم له حدود تحركه في اليمن كميسِّر وليس كمسيِّر (كما آل اليه الدور حاليا). لكن خلافات الداخل اليمني تظل دائما هي نقطة الضعف التي ينفذ من خلالها الطارئون ويكون لهم في البلاد الكلمة والأمر.. وهو ديدن الضعف اليمني منذ مجيء يحيى بن الحسين 284 ه وحتى اليوم.