نظمت وزارة المغتربين في اليمن بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة وجامعة صنعاء أمس بقاعة جمال عبدالناصر بصنعاء الاحتفال السنوي للمهاجرين بمناسبة اليوم العالمي للهجرة التي تصادف الـ19 من ديسمبر من كل عام تحت شعار العالم وطن الجميع.
وفي الفعالية التي حضرها وزراء الخدمة المدنية والتأمينات والأوقاف والإرشاد وحقوق الإنسان وعدد من أعضاء مجلس النواب أوضح وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور أحمد عبيد بن دغر في كلمته التي ألقاها نيابة عن رئيس الوزراء أن سياستنا تجاه مغتربينا ومهاجرينا في الخارج يجب أن تتغير وتنحو منحى أخر لتشكل الرابط الأساسي بين موطنهم الأصلي اليمن وبلدان الاغتراب وعلى وزارة المغتربين تحقيق هذا الهدف، مشيراً إلى أن الكثير من اليمنيين قد نجحوا في بلدان المهجر وأصبحوا شركاء في البناء والتنمية في هذه البلدان
وأكد وزير الاتصالات أن حكومة الوفاق تسعى إلى وضع سياسات جديدة تجاه المهاجرين والمغتربين اليمنيين التي سوف تشكل الرابط بينهم ووطنهم الأم.. لافتاً إلى أن المهاجر يعاني متاعب جمة تتعلق بهويته وحقوقه وقدرته على التكيف مع المواطن التي اختارها للهجرة على تنوعا وتنوع ثقافتها وبذلك ينبغي وضع سياسات قوية تربط المغترب بوطنه الأم
وقال : نحن بحاجة إلى استخلاص العبر والنتائج من الماضي فيما يتعلق بوضع المغتربين داخلياً وفي بلدان الاغتراب وتقييم سياساتنا تجاههم وحل مشاكلهم وقضاياهم حتى لا يصبحوا في يوم من الأيام يشكلون معضلة عويصة على الاقتصاد الوطني في اليمن.
ونوه إلى أن إسهامات حكومة الوفاق في مجال العناية بالمغتربين قد أخذت في الاعتبار الحفاظ على ارتباط اليمني بثقافته وهويته الأصلية والاهتمام به عند عودته ومحاولة مساعدته على إعادة التكيف مع مجتمع الذي انقطع عنه خلال فترة اغترابه إضافة إلى تحفيزه على المشاركة الايجابية في جهود التنمية.
وأضاف لقد مثل مهاجرينا رسلنا في دول الاغتراب وقدوة في السلوك والأخلاق ونتيجة لذلك دخل اقوام كثيرة في الإسلام وهي قيمة حضارية يجب أن نحافظ عليها.. لافتاً إلى المرحلة الاستثنائية الصعبة التي تمر بها اليمن وهو امتحان صعب لم تمر به اليمن من قبل يستوجب تكاتف كل الجهود والأيادي الوطنية المخلصة من اجل إخراج اليمن إلى بر الأمان.
وقال : نحن على مرمى حجر من تحقيق الانجاز الوطني الكبير وإنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتحويل مخرجاته التي تم التوافق والتصويت عليها إلى دستور ، مبيناً أن اليمن ذاهبة إلى دولة اتحادية نختلف في تحديد شكلها ولكنها دولة اتحادية من عدة أقاليم سترى النور
بإذن الله تعالى.
من جانبه وزير شؤون المغتربين الأخ مجاهد القهالي أوضح أن الهجرة كانت تمثل في الماضي الرسالة التي تحملها المهاجر اليمني.
وقال : نفتخر ونعتز بالمغتربين اليمنيين في الخارج الذين يتفاعلون مع الداخل والخارج ويحافظون على الهوية الوطنية.
وأكد أن الوزارة ستكون مع المغترب في مهجره وستقوم على رعايته وتشجيع شبابه وتعليم أبناءه وحل مشاكله والتفاوض مع الدول التي يقيم فيها عبر الملحقية الفنية ضمن البعثات الدبلوماسية في دول الاغتراب، .. موضحاً أن حكومة الوفاق ستعمل جهدها لتمكين المغترب اليمني من ممارسة حقوقه السياسية في الانتخابات الرئاسية والاستفاء القادم.
ولفت القهالي إلى أن الهجرة ظاهرة إنسانية قديمة تعمل على توطيد العلاقات بين الدول والشعوب وهو ما دأب على فعله وتأصيل المهاجرين اليمنيين في بلدان الاغتراب.. داعيا إلى دول العالم ومنها المجاورة إلى إعادة النظر في مسألة القيود المطبقة على الهجرة الشرعية والتي زادت حدتها في الأيام الماضية وقال :هذا ليس هو الحل وننتظر حلول منصفة من الدول لهذه المشكلة.
وأضاف: اليمن من أكثر الدول في العالم تعاني من الهجرة غير الشرعية القادمة من القرن الإفريقي، معبراً عن شعوره بالخجل للدعم المادي للجاليات اليمنية حول العالم.
وقال:" إننا نمر بفترة حرجة وقلقة في معظم دول العالم ومنها اليمن بما واكبها من إشاعة لثقافة الكراهية وما أفرزته من ظواهر التطرف والعنف والإرهاب وتدفق أفواج كبيرة من الهجرة الغير شرعية الأمر الذي أضاف تعقيدات وقيود جديدة على منافذ الهجرة واتساع الفجوة الاقتصادية القائمة بين الدول الفقيرة المصدرة للهجرة والدول الغنية المستوردة واليمن تعاني من هذه الهجرة الغير شرعية القادمة من الصومال والقرن الأفريقي"
وأشاد وزير المغتربين بالدعم الذي تقدمه الحكومتين البريطانية والأمريكية للمدارس الخاصة بالجاليات اليمنية هناك ، معلناً عن دعم ومساندة لجان المغتربين في كل دول العالم للأخ الرئيس عبدربه منصور هادي مناصرته ضد قوى الشر والإرهاب ، مجددا إدانتهم للعمل الإرهابي الذي طال وزارة الدفاع ، داعيا وسائل إلى ترشيد الخطاب الإعلامي وبما يعزز علاقاتنا الثنائية مع دول الجوار والعالم.
وألقيت كلمات من قبل رئيس جامعة صنعاء الدكتور عبد الحكيم الشر جبي وأمين عام المجلس الأعلى للجاليات اليمنية حول العالم الدكتور مقبول الرفاعي وكلمة رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة بصنعاء نيكوليتا جيوردانوا ، أكدت في مجملها أهمية إيجاد علاقة شراكة بين الوزارة والجامعة لوضع الخطط والاستراتيجيات المنظمة لعملية الهجرة وفق أسس علمية ومنهجية.. وأشارت مديرة المنظمة الدولية للهجرة بصنعاء إلى أن اليمن تأثرت كثيراً جراء ترحيل الجارة المملكة العربية السعودية أكثر من 400ألف من العمالة اليمنية العاملة لديها خلال الأشهر الماضية حسب المؤشرات ، وكذلك استقبالها أكثر من 107ألف من الأفارقة خلال العام الماضي الذين دخلوا اليمن.
وقالت علينا التفكير بالهجرة بطريقة أكثر تطوراً وذكاء من الطريقة الحالية وذلك من خلال التركيز على إيجاد حياة كريمة للمهاجرين وتدابير قانونية تمنع استغلالهم في أعمال العنف.. منوهة إلى التحديات التي تواجه اليمن في الوقت الراهن.. داعية إلى تطبيق إعلان صنعاء للهجرة كونه خطوة ايجابية للتعامل مع قضايا الهجرة وفق أسس علمية ومنهجية.