تعيش فئة من فئات المجتمع اليمني يطلق عليها اسم الأخدام "المهمشين" في أوضاع مأساوية صعبة، وهي فئة ذوات البشرة السوداء الذين يعود أصلهم إلى بلاد الحبشة، حيث تقول المعلومات التاريخية إنهم وفدوا إلى اليمن من أفريقيا خلال القرون الماضية.
وتعتبر فئة الأخدام في اليمن من الفئات المهمشة والأشد فقراً، حيث يعيش أغلبهم في أطراف المدن وفي القرى النائية، في منازل من الصفيح والأكواخ الخشبية، وغالباً ما يكون المنزل الواحد مكونا من غرفة واحدة تعيش فيها أسرة كاملة.
ويمتهن الأخدام أعمالا ينظر إليها المجتمع على أنها محتقرة مثل نظافة الشوارع والمرافق والصرف الصحي.
ويعيش الأخدام في عزلة مع المجتمع اليمني، إذ يمارسون أعمالهم في عزلة تامة عن المجتمع، كما أن أغلب فئاتهم تمارس التسول في الأسواق والجولات والمحلات التجارية.
ويندر ما تجد شباب وشابات من فئة الأخدام في المدارس والجامعات، حيث لا يلتحقون بالتعليم إلا بشكل نادر، وأغلب الأسر تدفع أبناءها إلى الشوارع للعمل والتسول.
ويتحاشى السكان مخالطة الأخدام السود، فيما يندر أن تجد أحدهم في وظيفة حكومية سوى أعمال النظافة.
ولا يوجد إحصائيات رسمية بعدد الأخدام في اليمن، إلا أن ممثل المهمشين في مؤتمر الحوار الوطني نعمان الحذيفي يقول إن عددهم قد يصل إلى ثلاثة ملايين نسمة، من بين إجمالي سكان اليمن البالغ 23 مليون نسمة.
وينتشر حديث في المجتمع اليمني عن مدى قدرة هذه الفئة على العيش في ظروف صعبة، وغالباً يتناولون مأكولات متبقية من المنازل والمطاعم، في حين يندر أن تجد منهم من يذهب إلى المستشفيات لطلب العلاج، ويطلق عليهم بأنهم أسعد الناس، حيث لا يشكون من قسوة الحياة، ولا يخافون من المستقبل، فقط يعيشون يومهم ولا ينتظرون الغد.
ويدفن الأخدام موتاهم بطريقة سرية، وأماكن لا يعرف عنها أحد.
ومؤخراً استطاعت فئة الأخدام أن تحصل على مقعد وحيد في مؤتمر الحوار الوطني، كحلم أولي تحقق في مشاركة هذه الفئة في القرار السياسي للبلد.
ويقول نعمان الحذيفي ممثل المهمشين في مؤتمر الحوار الوطني لـ"إرم": "أن المهمشين ظلموا في المجتمع طيلة الفترة الماضية، الأمر الذي جعلهم يفكرون جلياً في المستقبل من أجل انتزاع حقوقهم بطرق مناسبة تمكنهم من الاعتراف بهم من قبل الآخر".
وأكد الحذيفي أنه استطاع استخراج قراراً بتمثيل المهمشين بنسبة 10% في الوظائف العامة وبإجماع 100% من فريق الحقوق والحريات.