أرشيف محلي

البيض: قرار مجلس الأمن الذي وضع اليمن تحت الوصاية اعتراف بفشل مؤتمر الحوار ‏‏(بيان)‏

أكد نائب الرئيس السابق علي سالم البيض أن صدور قرار مجلس الأمن حول اليمن ‏‏2140 تحت الفصل السابع ووضعه تحت الوصاية الدولية تأكيد على فشل مؤتمر الحوار ‏الوطني وما كان الحراك يردده. ‏

وأوضح البيض في بيان حصل "نشوان نيوز" على نسخة منه إن القرار "تحت الفصل ‏السابع ‏‏(الوصاية الدولية) يعبر عن الفشل الذريع لما يسمى ب(مؤتمر الحوار الوطني) وكذا ‏فشل ‏ماتسمى عملية نقل السلطة التي كانت تجري تحت اشراف دولي واقليمي تحت الفصل ‏السادس ‏من ميثاق الأمم المتحدة لأكثر من عام". ‏

واعتبر البيض إن حديث القرار الدولي عن الانتقال للاتحادية "جانب الصواب في توصيف ‏الحالة" وذلك لأن اليمن - كما رأى البيض، ليس دولة "وحدوية" وإنما "وحدة عسكرية ‏مفروضة بالقوة". ‏

وقال البيض إن الوثائق المقدمة لمؤتمر الحوار اعترفت ب"فشل الوحدة وان "على مجلس ‏الأمن ان لا يقف ضد إرادة شعب جمهورية اليمن الديمقراطية المعبر عنها في ساحات النضال ‏السلمي التي تطالب بحقها في ‏تحرير أرضها وتقرير مصيرها بفك الارتباط السلمي".‏

واعتبر البيض أن التفجير الذي استهدف المنطقة العسكرية الجنوبية في عدن ‏الأربعاء2أبريل/نيسان، يأتي ضمن "صراع قوى الإرهاب" محملا السلطات المسؤولية، ودعا ‏مجلس الأمن إلى "الزام اقطاب الصراع على السلطة إلى عدم نقل صراعهم إلى أرض ‏الجنوب وندعو مجلس ‏الأمن إلى حماية شعب الجنوب من هذه الصراعات". حسب تعبيره. ‏

وطالب البيض المجتمع الدولي ب"التدخل الانساني العاجل ‏لوقف المجازر والانتهاكات ‏لحماية المدنيين"، وقال إنه "بعد فشل مؤتمر الحوار اليمني ومخرجاته ‏يستوجب الوضع ‏إرسال لجنة دولية لتقصي الحقائق للمساعدة في ايجاد مبادرة عاجلة تتضمن ‏مطالب شعب ‏الجنوب للتخلص من الاحتلال اليمني وتصفية اثارة في الجنوب وإن اي تأخير ‏في ذلك لن ‏يخلق الا مزيدا من التعقيدات".‏

نتابع بقلق بالغ وبكل اهتمام مايجري على ساحة ارض الجنوب وبمحيطها الاقليمي والعربي ‏والدولي, وخصوصا منذ انتهاء مايسمى بمؤتمر
الحوار اليمني وحيث وان مخرجاته قد فتحت شهية قوى الاحتلال العسكري الهمجي ‏المتخلف لمزيد من اراقة دماء شعب الجنوب وقتل الابرياء من المدنيين وهدم المنازل ‏وارتكاب جرائم ضد الانسانية وهو ماتطرقت اليه المنظمات الدولية والإنسانية في تقاريرها ‏وما أشار اليه قرار مجلس الامن الدولي رقم 2140 لعام 2014م وتعبير المجلس عن قلقه ‏مما يبلغ عنه من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وعنف ضد المدنيين خصوصا في الضالع ‏واثبت القرار ان الحراك الجنوبي عرضة للعنف لا ممارس له واثبت ان شعب الجنوب ‏ضحية من ضحايا العنف ويتعرض للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان كما اننا نعبر عن قلقنا ‏ازاء العنف الممنهج والمستمر في الجنوب منذ انتهاء مؤتمر الحوار الوطني اليمني و صدور ‏قرار مجلس الامن وامتناع سلطات صنعاء من السماح للمنظمات الدولية ذات الصلة بالوصول ‏ إلى المناطق المنكوبة كما جرى في الضالع وهذه جريمة أخرى تمارسها سلطات الجيش ‏اليمني .‏
ومن هنا نحمل نظام صنعاء وكل أقطابه المتصارعة ماجرى يوم أمس من صراع بين قوى ‏الإرهاب في عدن في المنطقة العسكرية والذي حصد عشرات القتلى والجرحى من ضمنهم ‏مواطنين آمنين في بيوتهم وترهيب المواطنين بالعاصمة عدن ونجدها مناسبة في ان ندعو ‏مجلس الأمن الدولي إلى الزام نظام صنعاء بإخراج معسكراته من الاحياء التي تكتظ بالسكان ‏في العاصمة عدن وفي المكلا وبقية مدن الجنوب.‏
كما ندعو مجلس الأمن الدولي والدول العشر الراعية لتسوية الصراع على السلطة في ‏صنعاء إلى الزام اقطاب الصراع على السلطة إلى عدم نقل صراعهم إلى أرض الجنوب ‏وندعو مجلس الأمن إلى حماية شعب الجنوب من هذه الصراعات
وحول قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2140 حول قائمة الجزاءات المفروضة على ‏التنظيمات الإرهابية ,,فأن الحراك الجنوبي يؤكد مجددا مواقفه السابقة الرافضة لنهج الإرهاب ‏وأن الجنوب تاريخيا بيئة طاردة وغير حاضنة للإرهاب وان الجنوب قد اكتوى بنار الارهاب ‏منذ شراكة تلك العناصر مع نظام صنعاء في احتلال الجنوب عسكريا عام 1994م وكذلك ‏فتاوى التكفير التي طالت شعب الجنوب وما تعرضت له عدد من مناطق الجنوب من هجمات ‏ارهابية ومحاولات اسقاط المدن والمناطق وماجرى في عدن وحضرموت ولحج وعدد من ‏مدن الجنوب يأتي ضمن مسلسل صراع اجنحة الاحتلال العسكرية وتحويل الجنوب إلى ساحة ‏للصراع بينهم وهو ما حذر منه الحراك الجنوبي مبكراً واظهر مواقف واضحة رافضة لنهج ‏الارهاب في الدفاع والحفاظ على المدن والمناطق, وايضا ماتم ويتم من اغتيالات وتصفية ‏الكوادر الجنوبية بشكل متصاعد ومخيف ,ولكن المؤسف ان مجلس الامن يعتبر منظومات ‏الارهاب اليمنية ضمن آلية شراكة مكافحة الارهاب وهذا هو الموقف المتناقض والمحير ‏لمجلس الأمن الدولي.‏
إن مجلس الأمن في قراره الأخير قد أثبت بطريقة غير مباشرة صحة طرح الحراك الجنوبي ‏بأنه ليس من المعرقلين للمبادرة الخليجية لأنه ليس طرفاً فيها ولم يكن من الموقعين عليها ‏‏,ودعوة مجلس الامن في قراره الاخير وترحيبه بمشاركة وتعاون جميع الجهات بما فيها التي ‏لم تكن طرفا في مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليته التنفيذية خير دليلا على ذلك, واستناداً ‏ إلى ذلك يتطلب الأمر ان يتبنى مجلس الأمن الدولي مبادرة جديدة لحل قضية الجنوب لان ‏المبادرة الخليجية تم تصميمها لفض النزاع القائم في صنعاء ونقل السلطة وتسوية النزاع القائم ‏هناك ,‏
لذلك من الطبيعي والمنطقي ان يرفض شعب الجنوب قبول مخرجات ما يسمى ب(مؤتمر ‏الحوار الوطني) ونظام الاقاليم وتقسيم الجنوب لان تلك المخرجات قائمة علىالمبادرة الخليجية ‏التي لاتعني شعب الجنوب ويراد فرضها بالقوة كما تم فرض الوحدة بالقوة في حرب 1994م .‏
وفي نفس الوقت ان شمول قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2140 تحت الفصل السابع ‏‏(الوصاية الدولية) يعبر عن الفشل الذريع لما يسمى ب(مؤتمر الحوار الوطني) وكذا فشل ما ‏تسمى عملية نقل السلطة التي كانت تجري تحت اشراف دولي واقليمي تحت الفصل السادس ‏من ميثاق الأمم المتحدة لأكثر من عام ,لذلك فأن توقعات الحراك الجنوبي وقياداته بفشل هذا ‏الحوار وهو ما أدركه الحراك الجنوبي السلمي وجماهيره مبكرا.‏
وبالنسبة للإشارة الواردة في قرار مجلس الأمن إلى الحراك الجنوبي ودعوته إلى عدم ‏اللجوء إلى العنف نؤكد ان الحراك الجنوبي السلمي ضرب نموذج رائعا في سلمية نضاله ‏المشروع منذ انطلاقته عام 2007م وحتى اليوم رغم ما تعرض له من جرائم واقعة ضد ‏الانسانية وموصوفة ايضا بجرائم الإبادة الجماعية وفق تقارير منظمات حقوقية دولية وعربية ‏‏,وتثبت الشواهد والإحداث ان المليونيات الحاشدة والمسيرات وجميع الفعاليات سلمية لم يتم ‏تسجيل فيها اي اعتداء على اي مؤسسة أو موظف من موظفي حكومة الاحتلال رغم ارتكاب ‏الجرائم والقتل والاعتقالات والصمت من قبل المجتمع الدولي وما جاء في الفقرة اعلاه يعتبر ‏إجحاف بحق الحراك الجنوبي السلمي وظلم بسبب سوء تقدير للوضع القائم في الجنوب ‏واعتماد مجلس الأمن على تقارير حكومة صنعاء وممثلوها , على الرغم من تأكيد ممثل ‏الأمين العام السيد جمال بنعمر وإشادته بموقف شباب الجنوب في عدن بحفاظهم على النضال ‏السلمي واتجاههم السلمي.‏
ونشير إلى ان ماجاء في قرار مجلس الأمن 2140 عن إعداد اليمن للانتقال من دولة وحدوية ‏ إلى دولة اتحادية قد جانب الصواب في توصيف الحالة والوضع القائم من خلال الآتي :‏
‏1- ان اليمن لم يكن دولة وحدوية إلا في مرحلة 1990وحتى صيف 1994م فقط وبعد ‏ذلك تم فرض وحدة عسكرية بالقوة من خلال الانقلاب على الوحدة الطوعية واحتل الجنوب ‏عسكريا وسبق ان نظر مجلس الامن في هذه القضية صيف 1994م واصدر قراراته رقم ‏‏924و931 ذات الصلة بالجنوب.‏
‏2- ان الوحدة السلمية بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية ‏اليمنية المعترف بهما ككيانين في الأمم المتحدة ومجلس الأمن في عام 1990م قد فشلت تماما ‏وباعتراف قيادات عسكرية وسياسية ومكونات وأحزاب وتنظيمات من اليمن الشمالي اكدت ‏بوثائقها المقدمة إلى ما يسمى ب(مؤتمر حوار الوطني) عن فشل الوحدة السلمية الطوعية , لذا ‏فان على مجلس الأمن ان لا يقف ضد إرادة شعب
جمهورية اليمن الديمقراطية المعبر عنها في ساحات النضال السلمي التي تطالب بحقها في ‏تحرير أرضها وتقرير مصيرها بفك الارتباط السلمي وهو حق كفلته قراراتالأمم المتحدة ‏والمواثيق الدولية.‏
‏ ورغم أن قرار مجلس الأمن الدولي 2140 قد جاء مغاير لقراراته السابقة التي اصدرها ‏بشأن الجنوب وخالف مبادئ الشرعية الدولية التي تكفل حرية الشعوب في تقرير مصيرها ولم ‏يستجب لمطالب شعب الجنوب نتيجة لاعتماده على تقارير من جهة واحدة ومحددة سلفا الا انه ‏لايزال يحدونا الأمل بمجلس الأمن الدولي من خلال تشكيل لجنة الدبلوماسيين والتي تعتبر ‏فرصة جيدة واستثنائية لمعرفة حقيقة الواقع في الجنوب بتنوع مصادر المعلومات وأن لا ‏تكتفي بمعلومات الحكومة اليمنية التي تعمل على التظليل والتدليس ونقل معلومات خاطئة ‏وغير حقيقية عن الوضع في الجنوب ونتمنى ان تقوم لجنة الدبلوماسيين بزيارة الجنوب ‏ومقابلة قيادة الحراك الجنوبيين الفعليين. كما اننا نشدد على فتح قناة اتصال مباشر بين
الحراك الجنوبي ومجلس الأمن الدولي وعدم الاعتماد على الالية القديمة التي اعتمدها ‏المجلس في التعامل مع الحراك الجنوبي وقضية شعب الجنوب ,لأن تلك الالية لم تتجه إلى ‏الابواب الحقيقية للحراك الجنوبي بل اعتمدت على احداثيات سلطات الاحتلال اليمني في ‏مسارها.‏
‏ وفي الختام نؤكد ان حق شعب الجنوب في استقلاله واستعادة دولته حق مشروع ومكفول ‏في كل المواثيق الدولية ولا تستطيع اي قوة مهما كانت ان تمنع شعب الجنوب من حقه ‏الطبيعي في العيش على ارضة واعادة دولته, ونكرر مطالبنا للمجتمع الدولي بتحمل ‏مسؤوليته القانونية والأخلاقية والتدخل الانساني العاجل لوقف المجازر والانتهاكات لحماية ‏المدنيين, وبعد فشل مؤتمر الحوار اليمني ومخرجاته يستوجب الوضع إرسال لجنة دولية ‏لتقصي الحقائق للمساعدة في ايجاد مبادرة عاجلة تتضمن مطالب شعب الجنوب للتخلص من ‏الاحتلال اليمني وتصفية اثارة في الجنوب وأن اي تأخير في ذلك لن يخلق الا مزيدا من ‏التعقيدات.‏
الرئيس علي سالم البيض
‏3 إبريل 2014م

زر الذهاب إلى الأعلى