قالت منظمات إغاثية دولية اليوم الجمعة إن الجهود السياسية والدبلوماسية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا فشلت فشلا ذريعا، داعية المجتمع الدولي إلى اتباع نهج جديد لإغاثة ملايين السوريين، في حين أفاد الاتحاد الأوروبي بإصابة قرابة 650 ألف شخص في سوريا بعاهات جسدية دائمة.
وفي رسالة مشتركة مع صحيفة الغارديان، قالت 12 منظمة إغاثية دولية غير حكومية، ومن بينها منظمة أنقذوا الأطفال ولجنة الإنقاذ الدولية وأطباء العالم في المملكة المتحدة والمجلس النرويجي للاجئين، إن مجلس الأمن الدولي اعتمد قبل 90 يوما قرارا بالإجماع لتخفيف المعاناة في سوريا من خلال اشتراط تقديم المساعدات الإنسانية عبر أكثر الطرق المباشرة الممكنة، وإنه بات من الواضح أن قرار مجلس الأمن رقم 2139 فشل في تحقيق هذا الهدف.
وأضافت أن الأطراف المتحاربة تجاهلت القرار، مما تسبب بحرمان 10 ملايين سوري بصورة متعمدة من الحصول على المساعدات المنقذة للحياة.
وأوضحت المنظمات الدولية أن الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل تفاوضي قد فشل، وأنه يتعين على المجتمع الدولي التفكير مرة أخرى والتحرك بسرعة، مقترحة تركيز الجهود على تأمين وقف لإطلاق النار من خلال مفاوضات ذات مغزى وليس عبر تكتيكات الحصار والتجويع، وذلك بهدف توزيع المساعدات الإنسانية وإعادة تشغيل الاقتصاد، واستئناف الحوار بحثا عن حل نهائي للأزمة.
ومع إقرار هذه المنظمات بأنه ليس من اختصاصها إبلاغ السياسيين بسبل استعادة طرق المساعدات الإنسانية فقد أكدت على دورها في لفت الأنظار عندما يتحوّل فشلهم إلى كارثة إنسانية، ورأت أن العالم وقف متفرجا مع سعي السوريين إلى وضع حد لمعاناتهم، وأن التاريخ لن يغفر للذين أداروا ظهورهم لهذا النداء.
عاهات دائمة
ويتزامن نداء المنظمات الإغاثية مع إعلان الاتحاد الأوروبي عن إحصائية تفيد بإصابة قرابة 650 ألف شخص في سوريا بعاهات جسدية دائمة.
وأشارت الإحصائية إلى أن أغلب المصابين ممن لم ينزحوا لا يجدون العناية الطبية اللائقة بسبب دمار المستشفيات وعدم توفر المواد الطبية والأطباء.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أبدى أسفه قبل أسبوع من استمرار رفض النظام السوري السماح للقوافل الإنسانية بالمرور عبر الحدود وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2139 الذي تم تبنيه في فبراير/شباط.
وسبق أن أعلنت مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري أموس في الأول من مايو/أيار الجاري أن المساعدات الإنسانية لا يستفيد منها سوى 12% من السوريين الموجودين "في مناطق يصعب الوصول إليها".