ارتفع عدد المعتقلين الفلسطينيين خلال حملة جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد حركة "حماس" في الضفة الغربية، بعد اختفاء ثلاثة من المستوطنين بالقرب من مدينة الخليل الخميس الماضي، إلى 340 فلسطينياً، بينهم قادة ونواب ووزراء من الحركة وأسرى محررون ضمن صفقة "الوفاء للأحرار".
فقد اعتقلت قوات الاحتلال، مساء الثلاثاء، 106 فلسطينيين، بينهم 59 من محرري صفقة "الوفاء للأحرار"، في مقدمتهم عميد الأسرى المحررين، نائل البرغوثي، واثنين من نواب المجلس التشريعي، النائب أيمن دراغمة، والنائب أحمد مبارك، وأربعة قادة من حركة "حماس"، بالإضافة إلى 41 آخرين، بينهم طفلان.
واحتجاجاً على خرق بنود الصفقة، طالب العشرات من الأسرى المحررين وفق الصفقة، الذين طالتهم الاعتقالات، السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية، وائل عطية، بضرورة تدخل القيادة المصرية بشكل عاجل للضغط على حكومة الاحتلال للإفراج عنهم.
وقدمت الأسيرة المحررة، إيمان نافع، رسالة لعطية بصفته ممثلاً لدولة مصر الراعي والوسيط للاتفاق الذي أبرمته حركة "حماس" مع حكومة الاحتلال في أكتوبر/ تشرين الثاني 2011.
وأكدت نافع، لـ"العربي الجديد"، أن "القيادة المصرية يجب أن تتدخل، لأنها كانت الراعي والوسيط بين حماس وحكومة الاحتلال عند إبرام الاتفاق"، مضيفة لقد "أثبتت إسرائيل أنه لا يوجد لها رادع أمام انتهاكاتها المستمرة، وأمام تعاملها المستهتر مع القانون الدولي والمعاهدات، لذا كان لا بد أن نتوجه للراعي المصري ليضغط على حكومة الاحتلال". ووعد السفير عطية الأسرى المحررين بإرسال رسالتهم على وجه السرعة إلى الرئيس، عبد الفتاح السيسي.
وفي السياق ذاته، أوضح مدير مركز "أحرار" لدراسات الأسرى، فؤاد الخفش، أن "الاحتلال بدأ بتشكيل لجنة عليا لدراسة الملفات السرية الخاصة بمَن اعتُقل من محرري الصفقة، ودراسة مَن عاد منهم ومارس نشاطاً مقاوماً تمهيداً لإعادة الحكم السابق بحقهم".
وأشار إلى أن "الأسرى سيعرضون يوم غد، الخميس، على المحاكم الإسرائيلية لتمديد اعتقالهم لحين إنهاء اللجنة عملها ودراسة الملفات السرية".
وطالب الخفش "حركة حماس بتزويد الجهات القانونية الفلسطينية بالاتفاق الذي أبرم، نتيجة تذرع الاحتلال بأن الاتفاق تضمن إعادة الحكم السابق لمَن ارتكب أية مخالفة أو زاول أي نشاط".
ورداً على الشائعات التي تروجها إسرائيل، أكد عضو القيادة السياسية لحركة "حماس"، صالح العاروري، "أن بنود الصفقة واضحة المعالم، ولا يوجد أي بند يسمح للاحتلال بإعادة اعتقال المحررين حتى لو نفذت المقاومة أي عمليات أسر جديدة".
وأوضح، في بيان نشره اليوم، الأربعاء، أن "إعادة اعتقال محرري الصفقة والتهديد بإبعادهم خرق صهيوني كبير لبنود الصفقة التي أبرمتها الحركة عبر مصر".
وحمّل "الاحتلال المسؤولية الكاملة عن نتائج وتداعيات هذه الخطوة الحمقاء"، مشدداً على أن "حماس وفصائل المقاومة وأبطال شعبنا يعرفون طريقهم نحو استرداد حقوقهم وحرية أبنائهم".
وشدد على أن "حماس شرعت بإجراءات عديدة على مختلف الأصعدة، لمواجهة خطوة الاحتلال وتهديداته".
في غضون ذلك، قال رئيس "نادي الأسير" الفلسطيني، قدورة فارس، إن "الأسرى نقلوا رسالة للشعب الفلسطيني مفادها أنهم يعلمون التطورات الأخيرة، التي أنتجت واقعاً جديداً معقداً، لكن هذا لن يقودهم إلى إعادة النظر في التعامل مع الاعتقال الإداري، وأن إضرابهم مستمر". وذكر الأسرى في رسالتهم أنهم "منفتحون على أفكار ومقترحات ومستعدون للتفاوض، إذا استند التفاوض إلى مطلبهم المحق والعادل وفقط عبر هيئة قيادة الإضراب".
ووجّهوا رسالة إلى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، دعوه فيها إلى "بذل أقصى ما يمكن من جهود، من أجل ضمان سلامتهم والانتصار في معركتهم"، كما دعوا الشعب الفلسطيني إلى "الاستمرار في التضامن معهم حتى تحقيق مطالبهم".