باتت الحرب بين الجيش اليمني وتنظيم "القاعدة" في حضرموت من طرف واحد؛ ففيما تكتفي السلطات اليمنية بالتنديد والنعي، ينشر التنظيم تفاصيل عملياته وأعداد ضحاياه أولاً بأوّل.
وفي ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد، أعلن تنظيم "القاعدة" أنّه قتل 50 جندياً من أفراد الأمن اليمني خلال هجوم لمسلّحيه على معسكر لقوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً) الخميس الماضي.
وأضاف في حسابه على "تويتر"، أن سبعة من انتحارييه، أو من يطلق عليهم وصف "الانغماسيين"، قتلوا أيضاً في ذلك الهجوم، وهم: أبو ذر اللحجي، أبو خطاب الصنعاني، أبو أنس الشروري، أبو دجانة الشروري، أبو عوض العزاني، أبو أحمد اللحجي، عبدالرحيم العدني، خطاب الحضرمي.
في المقابل، شنّ الطيران الحربي غارات على أهداف لتنظيم "القاعدة" قرب مدينة القَطْن، بمحافظة حضرموت، ولم ترد أيّ أنباء عن خسائر بشرية أو مادية جراء الغارات.
وأطلقت قيادة المنطقة العسكرية الأولى، وقيادة أمن وادي حضرموت، أربعة تحذيرات للمواطنين من أجل سلامتهم و"لتجنب أيّ أضرار قد تلحق بهم جراء الأعمال والمهام العسكرية والأمنية المتخذة ضد شراذم وفلول عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي".
وتضمنت التحذيرات منع الحركة الليلية من بعد صلاة المغرب وحتى صلاة الفجر في طريق سيئون الحوطة وشبام واتجاه العبر وكذا الوديان والعقاب، ومنع حمل السلاح أو التجول به في المدن الرئيسة في وادي حضرموت، وضرورة حمل وثائق إثبات الملكية بالنسبة للسائقين، بينما تضمن التحذير الرابع عدم سماح المواطنين بتسلل مسلحي "القاعدة "عبر قراهم، ومنع تأجير الشقق والمحال لمجهولين.
وفي سياق متصل، علم "العربي الجديد" أنّ الجيش أرسل تعزيزات إلى محافظة لحج جنوبي البلاد، بعد هجوم نفذه مسلحو "القاعدة"، بقذائف "الهاون" و"آربي جي"، على مقار أمنية وحكومية، بينها معسكر لقوات الأمن الخاصة ومركز إدارة المحافظة ومقرّان أحدهما للاستخبارات والآخر للأمن العام.
في غضون ذلك، لاتزال المذبحة التي قام بها مسلّحو التنظيم وراح ضحيتها 14 جندياً، مساء الجمعة لاتزال راسخة لدى أذهان اليمنيين ، خصوصاً بعدما انتشرت صورها على شبكة الإنترنت. وتجول وزير الدفاع محمد ناصر أحمد، في أسواق سيئون مع مرافقيه، أمس، بعدما عقد اجتماعاً في قيادة السلطة المحلية والعسكرية بحضرموت، حث فيه أبناء المحافظة "على تحمل مسؤولياتهم الوطنية" تجاه الحرب على الإرهاب.
كما عقد الرئيس عبدربه منصور هادي اجتماعاً مع أعيان محافظة مأرب، وتحدث مطوّلاً عما اعتبرها "الثمار الموعودة" لنظام الأقاليم في اليمن، دون أن يتطرق لمذبحة حضرموت.