أقرّ الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اليوم السبت، استمرار اللجنة الرئاسية المكلفة بالتفاوض مع جماعة أنصار الله (الحوثيين) بجهودها وإضافة لجنة "اقتصادية" لدراسة الرؤى المقدمة من الأحزاب.
وقال هادي، الذي ترأس اليوم لقاءً موسعاً ضم أعضاء البرلمان والشورى وقيادات سياسية ومسؤولين، إنه مدّ "يد السلم ليس ضعفاً منا ولكن حرصاً على تجنيب البلاد ويلات حرب أهلية لا تبقي ولا تذر وإدراكا منا أن لغة العنف ستحرق الأخضر واليابس".
وشدد على أن هذه الحرب كانت "ستبدد كل طاقاتنا التي يجب أن نسخرها الآن للتنمية والبناء، كما ستحول البلاد لساحة احتراب لقوى خارجية لا يهمها اليمن ولا اليمنيون". وأوضح هادي أنه "لا يحق لأي جماعة أن تكون وصية على هذا الشعب باستخدام ذرائع بالية، كما لا يحق لها أن تتعهد للناس بشيء وجميعنا يعلم أنها تنقض كل اتفاق"، في إشارة إلى الحوثيين.
وأشاد هادي ببيان مجلس الأمن الذي صدر الجمعة وحمل إدانة للحوثيين، معتبراً أن هذا البيان "نصّ بلغة واضحة لا تقبل التفسيرات على أن التصعيد الجاري من قبل البعض مرفوض وبأنه سيقابل بإجراءات صارمة". ورأى أن "كل ذلك يدل على أن اليمنيين والمجتمع الإقليمي والدولي الذي دعمنا طوال السنوات الماضية لن يقبلوا بفشل العملية السياسية نتيجة عبث البعض واستهتارهم بمصالح الشعب ومستقبله".
وخصّص اللقاء الموسع الذي عقد اليوم عوضاً عن نهاية الأسبوع الماضي، للاستماع لتقرير اللجنة الرئاسية التي توجهت إلى صعدة قبل أكثر من أسبوع للقاء زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي وعادت بإعلان "الفشل". لكن الرئيس أقرّ استمرار المفاوضات وإضافة لجنة اقتصادية لدراسة كل المقترحات المقدمة من بعض الأحزاب والقوى السياسية.
وفي السياق، رأس هادي اجتماعاً للجنة الأمنية والعسكرية العليا في "ضوء ما يحشده الحوثي باتجاه صنعاء وما حولها من ميليشيات مسلحة تهدد الامن والاستقرار والتسوية السياسية برمتها"، حسبما أوردت وكالة الأنباء الرسمية (سبأ).
واتهم هادي الحوثيين باستغلال انشغال الجيش بمحاربة "القاعدة". وقال إنه بينما كان الجيش منهمكاً في ملاحقة العناصر الإرهابية في عزان والمحفد ومناطق أخرى (جنوباً) كان عبد الملك الحوثي يقتحم بميليشياته مناطق في حاشد وباتجاه عمران" (شمال صنعاء).
وتحدث هادي عن توسع الحوثيين "في دماج وحاشد وعمران والجوف ومأرب"، مشيراً إلى ما وصفه ب"الانتشار الممنهج لجماعة الحوثي وما تشكله من تهديد للأمن والاستقرار وإضعاف صلاحيات الدولة والحكومة في تلك المناطق". وحثّ القيادات العسكرية والأمنية على "اتخاذ أقصى درجات الحيطة والجاهزية الكاملة لمواجهة مختلف الاحتمالات".