شهدت مديرية الغيل في محافظة الجوف شمالي اليمن، خلال اليومين الماضيين، مواجهات هي الأعنف بين جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، واللجان الشعبية الموالية للحكومة، سقط فيها عشرات القتلى والجرحى.
وأفادت مصادر محلية في الجوف بأن معارك الخميس سقط فيها نحو أربعين قتيلاً، ثمانية منهم من قوات القبائل، فيما توصل الطرفان لاتفاق هدنة صباح اليوم السبت، يقضي بإيقاف القتال لخمس ساعات، ليتمكن الطرفان من انتشال الجثث. وأكّدت المصادر أنّ الطيران قام بالتحليق فوق منطقة الصفراء.
وذكرت مصادر إعلامية أنّ القائم بأعمال مدير أمن الجوف، سابقاً، وقائد سرّية في منطقة الغيل الملازم يحيى زبين الله قُتل مع اثنين من مرافقيه أمس، أثناء قيادته لسرّية أمنية لصدّ هجمات الحوثيين في مديرية الغيل.
كما أشارت المصادر نفسها إلى أنّ من بين قتلى الحوثيين القيادي شائف كندش المكنى "أبو رشاد" من أبناء العصيمات، والقيادي مصلح ناصر السالمي من قبيلة سفيان وخمسة من مرافقيه.
وأفادت المصادر بأنّ مواجهات عنيفة شهدتها مديرية الغيل، أمس، بين مسلّحي الحوثي واللجان الشعبية، استمرت منذ الساعات الأولى من فجر الخميس وحتى ساعات متأخرة من المساء. وأكدت أن مسلّحي الحوثي استخدموا جميع أنواع الأسلحة الثقيلة بينها الدبابات والمدافع الثقيلة.
وذكرت مصادر قبلية مطلعة، أنّ الهجوم العنيف الذي شنّته جماعة الحوثي الخميس، جاء بعد إعطاء زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي مهلة لقياداته الميدانية أربعة أيام لإسقاط الجوف.
وأدّت مواجهات الجوف إلى إغراق اليمن في الظلام منذ مساء الجمعة، بعد تعرّض أبراج الكهرباء في منطقة مفرق الجوف للتخريب.
وكانت جموع غفيرة في مديرية صرواح بمحافظة مأرب جنوب الجوف قد شيّعت يوم الخميس، الشيخ مبارك بن علي الشليف، أحد الشخصيات الاجتماعية البارزة، بعد مقتله على يد مسلّحي الحوثي في منطقة مجزر الأربعاء.
وشغل الشيخ الشليف منصب ممثل مديرية صرواح للمحافظة في أول انتخابات جرت للمجالس المحلية. كما شغل منصب رئيس الدائرة الاجتماعية للإصلاح في مأرب وهو من مؤيدي ثورة فبراير 2011.
وجاء تصعيد جماعة الحوثي، في الجوف، بعد سيطرتها على محافظة عمران، يوليو/تموز الماضي. وتم تشكيل جيش من اللجان الشعبية؛ لمواجهة التمدّد الحوثي في محافظتي الجوف ومأرب النفطيتين، عرف باسم جيش إقليم سبأ.
ولا تغطي الوسائل الرسمية مواجهات الجوف، كما لا يعلن طرفا المواجهة عن حجم خسائرهما في الأرواح والممتلكات.